-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت عنوانا للتوتر الدائم بين فرنسا والجزائر

هكذا كانت علاقة جيسكار ديستان مع الجزائر ورؤسائها

هكذا كانت علاقة جيسكار ديستان مع الجزائر ورؤسائها
أرشيف
جيسكار ديستان خلال زيارته الجزائر عام 1975

كان فاليري جيسكار ديستان، الذي توفي الأربعاء، أول رئيس فرنسي يزور الجزائر المستقلة، كما كان أيضا سياسيا مثيرا للجدل في علاقاته معها بعد محاولته طرد المهاجرين ردا على تأميم المحروقات، فضلا عن دعمه الواضح للمغرب في قضية الصحراء الغربية.

وانتخب جيسكار ديستان رئيسا لفرنسا، عام 1974 وعمره 48 عاما حيث كان أصغر شخصية تتولى المنصب في الجمهورية الخامسة، كما طرح برنامجا لتحرير الاقتصاد والتوجهات الاجتماعية لبلاده، لكنه فشل في الفوز بعهدة جديدة وغادر عام 1981.

وكانت العلاقات مع الجزائر في عهد ديستان، مسرحا لشد وجذب، وتناقضا بين محاولة تطبيعها رسميا مقابل قرارات وتوجهات وصفت بالمعادية تجاهها.

المترجم وسيارة ميرسديس

وبعد عام من انتخابه قام ديستان بزيارة إلى الجزائر، كانت الأولى لرئيس فرنسي في عهد الإستقلال.

ويقول محي الدين عميمور المستشار الإعلامي السابق للرئيس الراحل هواري بومدين، أن الرئاسة قد بذلت جهدًا مضاعفًا لدراسة كل التفاصيل، ولاتخاذ كل الاحتياطات الكفيلة بجعل الزيارة صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وكانت تلك الزيارة، مليئة بالرسائل السياسية بين الطرفين، فقد تعمد الرئيس الراحل هواري بومدين، الإستعانة بمترجم بينه وبين نظيره الفرنسي رغم إتقانه اللغة الفرنسية.

جيسكار ديستان

كما اختار الجانب الجزائري، سيارة مرسيديس ألمانية، لديستان للتنقل بها بدل “سيترواين”، التي كانت المفضلة لدى مسؤولي باريس، في خطوة قال مسؤولون سابقون في شهاداتهم، أنها كانت رسالة بأن الجزائر لديها البدائل في التعاون الاقتصادي.

وكانت الزيارة، مسرحا لتصريحات سياسية مثيرة، حيث قال ديستان إن “فرنسا التاريخية تحيي الجزائر الفتية”، ردا على تصريح الراحل هواري بومدين بأن: “الجزائر المستقلة تحيي فرنسا”.

وعام 2015 صرح ديستان لقناة فرنسية، خلال حديثه عن بومدين “أن الجزائر لم تستطع تعويضه برئيس آخر في نفس وزنه”.

ونقل الكاتب نوفل الميلي في مؤلفه “الجزائر– فرنسا: خمسون عاما من القصص السرية”، إن جيسكار ديستان أبلغ بومدين خلال لقاء خاص “عن رغبته في استعادة بعض العقارات التي كانت لعائلته وتم دمجها في الممتلكات الشاغرة، وإعادتها إلى هذه العائلة الفرنسية”.

طرد المهاجرين ردا على تأميم المحروقات

من جهته كشف المؤرخ الفرنسي باتريك وايل، في كتابه “طريق الجمهورية”، إن جيسكار ديستان حاول طرد قرابة 500 ألف مهاجر جزائري، ردا على قرار تاميم المحروقات والذي تسبب في ارتفاع سعر النفط واتساع رقعة البطالة.

ووفق الكاتب فديستان وضع خطة ترحيل من خلال اقتراح منحة بـ 10 آلاف فرنك فرنسي لكل مهاجر، لكن الرئيس الراحل هواري بومدين رفض هذا المشروع، الذي وصفه بأنه أحادي الجانب، ويتناقض مع بنود اتفاقية ابفيان حول حرية التنقل.

ووردت في مذكرات وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد بجاوي، الذي كان سفيرا بباريس في السبعينيات، أن الرئيس بومدين، قد ردّد مقولته الشهيرة “مثلما يحق لفرنسا طرد العمال الجزائريين، فإن الجزائر بدورها تملك سلطة سيادية لتأميم الشركات الصناعية”.

ويعود بجاوي في كتابه “مهمة فوق العادة..كُراسات سفير في فرنسا بين 1970و1979” الصادر عام 2016، إلى اللقاء الذي جمعه مع جيسكار ديستان بتكليف من بومدين للاحتجاج على موقف فرنسا الداعم للمغرب في قضية الصحراء الغربية.

ميول مغربية تثير التوتر

ويقول بجاوي إن “بومدين احتج بعد أن عقدت فرنسا صفقة أسلحة مع الملك الحسن الثاني، وهذا ما أغضبه واعتبر أن هذه الخطوة بمثابة إعلان عداوة من باريس، وهذا ما أدى إلى إدخال العلاقات الجزائرية الفرنسية في الثلاجة لمدة طويلة”.

وحسبه “جليد العلاقات أذابته نوعا ما الزيارة التي أداها جيسكار ديستان للجزائر في أفريل 1975، وكان لها أثرا في تلطيف الأجواء رغم الاختلافات الجوهرية بسبب ملف الصحراء الغربية”.

وتحدث جيسكار ديستان في مذكراته “السلطة والحياة”، الصادرة قبل سنوات، عن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية خلال قيادته لفرنسا في السبعينيات.

ووصفه بأنه “نشيط، ومستقيم وجريء”، وأنه: “كان يختفي أسابيع عديدة، دون العثور على أي أثر له. ويحدث أن يأتي إلى باريس متخفياً، في زيارات لا يتم إعلام الفرنسيين بها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • benchikh

    عبد الرحيم 7
    ممتاز لخصة الهواري في بضعة جمل BRAVO!!

  • ع/ الباتني

    مــــــــــــــــــلاحظ
    ===========

    (۔ووضع عملاء ليحافظون علی مصالح فرنسا واستمرارها ) هكذا ببساطة تطعنون في الرجال
    وكأنكم تعلمون الغيب .....اوتفهمون خفايا عالم الغيب .....مع ان التفاهة هي تكْوِينكم النفسي
    والعقلي .....ديستان قال عن بوتفليقة ( ...نشيط، ومستقيم وجريء...) ولم يقل عنه عميل.....
    وقال عن بومديدين ....( الجزائر لم تستطع تعويضه ...).الرجال يشهدون للرجال ...والكعايل....

  • الطاهر

    لما ذهب بومدين اصبحت تتطاول علينا الفئران. حان الوقت لتطبيق صرامة بومدين.-----

  • عبدالرحيم

    بومدين له ما له وعليه ما عليه لكن الحقيقة المرّة التي ينبغي أن نعرفها هي: 1ـ أنّه نصّب نفسه وصيا على الشعب بطرقة غير شرعية وهذا أخلاقيا، عرفيا، قانونيا وشرعيا لا يحقّ له ذلك.2 ـ حكم بطريقة ديكتاتورية شأنه شأن باقي حكام العرب. 3 ـ في عهده تمّت تصفية بعض الزعماء الوطنيين أو نفيهم أو محاصرتهم 4 ـ حكم بالنّظام الإشتراكي الفاشل والقائم على البروباغوندا فقط.. وهذا النّظام هو الذي ربّى المجتمع على عقلية "البايلك"..

  • نذير

    أثناء زيارة جيسكار ديستان للجزائر في بداية السبعينات، قام رفقة الرئيس الراحل هواري بومدين بزيارة لمركب سوناكوم للجرارات بوادي حميميم بضاحية الخروب ولاية قسنطينة، وكنت تلميذا في المتوسط، فأعطونا الأعلام الجزائرية والفرنسية وصور الرئيسين بومدين وديستان وأعطيت لنا تعليمات بأن نقول فقط: " مرحبا بجسكار ديستان"، حتى نتجنب قول تحيا جيسكار ديستان .... وكانت تلك إحدى المرات التي شاهدت فيها عن قرب الرئيس الراحل هواري بومدين، وهو يحيينا في من سيارة دي أس بلاس ستروان الفرنسية رفقة الرئيس الفرنسي، وشاهدته أيضا مع فيدال كاسترو ومرة أخرى مع الرئيس الرماني الأسبق نيكولاي تشاوتشيسكو ...

  • benchikh

    ما كانت هذه الزيارة الا للضغط على عدم المس بالشركات البترولية الفرنسية ونجحت الزيارة .لايهم ان كانت سيارة مرسيدس او غيرها المهم petro-dollars

  • عادل

    رحم الله الرئيس هواري بومدين كان وطنيا حتى النخاع باعتراف حتى الأعداء. اللهم اعطنا رئيسا مثله

  • دونا النقريني

    الشعب الجزائري لا يعترف بفرنسا كشريك اقتصادي ويرفضض كل علاقة تجارية او ديبلوماسية مع المستظمر الفرنسي الذي قتل من ابناء الجزائر الاحرار اكثر من 15 مليون بريئ -جرائم ضد الانسانية اقترفها جنرالات وظباط فرنسا السفاحون المجرمون بيجار وديغول وماسي وغيرهم من الارهابيين النازيين الفاشيين -.
    ان ارادت فرنسا ان نفتح صفحة جديدة من التعاون والشراكة الحقيقية -الغير المزورة - وبدون لف ولا دوران فما عليها الا ان تعترف رسميا امام كل العالم بجرائمها ومجازرها والتطهير العرقي والابادة الجماعية ... بالجزائر ابان الاحتلال
    يا فرنسا ان البديل متوفر بكثرة وبجودة عالية فالشعب الجزائري ليس بحاجة اليك ابدا ابدا

  • كرنفال في دشرة

    بومدين الوحيد الذي لم يزر فرنسا وكانت له حساسية منها فقولكم (ويحدث أن يأتي "بوتفليقة" إلى باريس متخفياً، في زيارات لا يتم إعلام الفرنسيين بها) يعني أن الرئيس المخلوع متعود أن يذهب لفرنسا (ولم يكن ذلك يعجب بومدين الذي يعرف مجون وزير خارجيته وطيشه) فهو صديق كبير لها وكان يتم علاجه بفال دو غراس ويتخذ فيه قرارات من هناك فالمكان العسكري الفرنسي له رمز كبير يعني أننا تحت الوصاية الفرنسية ... ويكسر لنا رؤوسنا بالتنديد بالاحتلال والذاكرة واسترجاع الأرشيف وهما لا يستطيعون حتى استرجاع كرامتهم من فرنسا التي ما زالت هي التي تملي كل ما يحدث هنا بطريقة أو بأخرى ...

  • ملاحظ

    جيسكار، ميتران، ساركوزي، هولند، ديغول،۔۔۔الخ مهما تغيرت الوجوه في الرٸاسة الحكم فرنسي فلن يتغير سياسة فرنسا بنظرة الاستعمارية تجاه مستعمراتها السابقة ومنها من كل السبل التطور والرقي۔۔ووضع عملاء ليحافظون علی مصالح فرنسا واستمرارها علی نهج الاستعمار او عودة اليه
    جيسكار كان يسير علی نفس النهج الاستعماري، فهو رفض الاستقلال الجزاٸر وهو اب الروحي السياسي لايمانويل ماكرون۔۔الذي يسير في نفس الطريق