-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 نجوم كروية عراقية كثيرة مرت على الجزائر

هكذا نجا المدرب واثق ناجي من الإعدام بعد فوزه على الكويت

صالح سعودي
  • 2567
  • 0
هكذا نجا المدرب واثق ناجي من الإعدام بعد فوزه على الكويت
ح.م
المدرب العراقي واثق ناجي

يستعيد الشعب الجزائري على غرار بقية الشعوب العربية والإسلامية في كل عيد أضحى الذكرى المأساوية لتنفيذ حكم الإعدام شنقا ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وإذا كان الكثير يستعيد هذه الذكرى بكثير من التأسف عل حال العراق وبقية البلدان الشقيقة والصديقة، إلا أن الراحل صدام حسين لا يزال يشغل اهتمام الكثير من المتتبعين والمهتمين، سواء في الشق السياسي أو العسكري وحتى الرياضي.

يجمع الكثير من المتتبعين بان الكرة العراقية عرفت فترة زاهية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، من خلال بروز منتخب بلاد الرافدين وسيطرته على المنافسات العربية والآسيوية، ناهيك عن مشاركته في نهائيات كأس العالم 86 بمكسيكو، كما خسر ورقة المرور إلى مونديال أمريكا 94 في عز الحصار والعدوان، والأكثر من هذا فإن الكرة العراقية أنجبت لاعبين بارزين في الثمانينيات ومطلع التسعينيات، على غرار أحمد راضي وعدنان درجال وشرار حيدر وسعد قيس وغيرهم، كما كانت تتوفر على مدربين مميزين يتقدمهم الراحل عمو بابا، فيما سطع نجم عدة أندية كروية قوية بقيادة الرشيد العراقي الذي كان يصطلح عليه ب”قاهر الفرق العربية”، فحتى شبيبة القبائل خسرت أمامه بخماسية كاملة عام 1987 في إطار منافسة كأس العرب، حدث ذلك رغم الحرب الطاحنة مع إيران وتلتها حادثة احتلال الكويت، ونشوب حرب الخليج التي وضعت العراق في أزمات متتالية وصلت إلى درجة احتلاله من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.

قصة صدام مع المعلق الكويتي والمدرب ثابت

عُرف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حسب من عرفوه بانفعالاته حين يتعلق الأمر بمباريات منتخب بلاده مع منتخب الكويت، خاصة أن النتيجة النهائية لا تتوقف في حدود الكرة، بل تزداد الأمور تعقيدا عندما يتعلق الأمر بلقاءات الفرق الوطنية العسكرية، حتى أن الفريق العسكري العراقي نال كأس العالم لهذا الاختصاص سنة 1972. وفي إحدى المقابلات التي جمعت الفريق العسكري العراقي بنظيره الكويتي بملعب هذا الأخير، فاز أصحاب الأرض بثلاثية نظيفة، وفي غمرة الفرح قال المذيع الكويتي “هكذا انتصر الجيش الكويتي على الجيش العراقي”، وكان الرئيس العراقي يتابع أطوار اللقاء، فلم يعجبه كلام المعلق الكويتي مثلما لم تعجبه النتيجة المخيبة، ما جعله يستدعي بعد ذلك المدرب العراقي واثق ناجي الذي كان محكوما عليه بالإعدام، وقال له “أعفيك من الإعدام بشرط أن تفوز على الكويت، فرد عليه واثق ناجي ناجي “سأفوز على الكويت وأعدمني إن شئت”. وقد التقى الفريقان الوطنيان العراقي والكويتي أسابيع بعد ذلك في إيران، وكان يشرف على المنتخب العراقي مدرب أجنبي ويساعده العراقي واثق ناجي، فقال ناجي لزميله في الطاقم الفني “المباراة الأولى أمام الكويت ليست لك، وعملك يبدأ من المقابلة الثانية”، وتمكن واثق ناجي من قيادة منتخب بلاده إلى الفوز على الكويت بثلاثية نظيفة، وثأر للعراق من الكويت، ولرئيسه صدام حسين من المذيع الكويتي الذي استفزه، ونجا في الوقت نفسه من حكم الإعدام الذي كان ينتظره لو خسر أمام الكويت.

سعد قيس استاء من نظام صدام بسبب تعرضه للتعذيب

وبعيدا عن الموقف الذي تعرض له الرئيس الراحل صدام حسين في الشق الكروي ضد الجارة دولة الكويت، في أمور تصنف في خانة الداربي، إلا أن فترة صدام حسين خلفت الكثير من وجهات النظر من طرق اللاعبين العراقيين السابقين، وفي الوقت الذي يؤكد الرئيس السابق لشباب باتنة رشيد بوعبد الله بأن موقف صدام وأبنائه (عدي على الخصوص) كان مشرفا حين اقترح انتداب لاعبين عراقيين لحمل ألوان شباب باتنة منتصف التسعينيات، إلا أن النجم الكروي العراقي السابق سعد قيس (حمل ألوان شباب باتنة منتصف التسعينيات) لا يزال مستاء من فترة صدام، لأنه حسب قوله تعرض للتعذيب بإيعاز من طرف عدي صدام (نجل صدام حسين)، ما اضطره بعد ذلك إلى الهروب وطلب اللجوء إلى النرويج بمساعدة بعض الأطراف، وفي هذا الجانب سبق أن صرح صدام حسين “الشروق” قائلا: “موضوع التعذيب والاعتقال كان بسبب خسارة مباراة مع نادي الشرطة في البطولة الآسيوية، وكنت قائدا للنادي، تعرضنا لخسارة ثقيلة في دوله تركمانستان بأربعة أهداف لصفر، وبعد المباراة حمّلني رئيس الوفد مسؤولية الخسارة مع مهاجم الفريق، ويفترض أن الحارس والدفاع من يتحمل هذه الخسارة، لكن دفعت ثمن ذنوب غيري واعتقلت لمدة شهر، وتعرضت للتعذيب والضرب بشكل يومي”، وبخصوص لجوئه إلى النرويج عام 2001 فيقول: “ذلك يعود إلى تعرضي للتعذيب والاعتقال والإهانة، على غرار الكثير من الرياضيين بالعراق، لذلك قررت الهروب من العراق وطلبت اللجوء إلى النرويج، لم اسكت بل أوصلت صوتي للعالم، حيث فضحت أساليب الاتحاد العراقي ورفعت دعوى قضائية ضده”، ورغم الذي حدث إلا أن سعد قيس يعود بمرارة إلى خيوط إقصاء منتخب العراق من ورقة التأهل إلى مونديال 94 بأمريكا، ويقول “الإقصاء كان مقصودا ومرتبا له بسبب الأحداث السياسية والمشاكل بين العراق وأمريكا في ذلك الوقت، وعندما لعبنا التصفيات كانت الصحف العربية والعالمية تكتب كل يوم صباحا بمنع العراق من المشاركة في كأس العالم حتى لو تأهل العراق طبعا، وهذا ما خلف جوا نفسيا سلبيا عند اللاعبين، عانينا من ظلم التحكيم الذي  كان يتسبب في منح البطاقات الحمراء والصفراء دون سبب واضح، لذلك أقول بان السياسة حين تدخل بالرياضة فإنها تفسدها”.

ومعلوم أن منتصف التسعينات عرفت قدوم عدة نجوم عراقية خاضت تجارب كروية في البطولة الجزائرية، وفي مقدمة ذلك شباب باتنة، حيث سطع نجم سعد قيس وشرار حيدر ومنذر خلف وولي كريم وغيرهم من اللاعبين الذين وصل عددهم أكثر من 11 لاعبا في المجموع، دون نسيان بعض المدربين العراقيين الذين تركوا بصمتهم، وفي مقدمتهم عامر جميل الذي أشرف لعدة مواسم على شباب باتنة، كما أشرف في مناسبة واحدة على مولودية الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!