-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هكذا يكون حوار الشرفاء…

هكذا يكون حوار الشرفاء…
ح.م

الحوار ليس غاية، إنما هو وسيلة يُفتَرض أن توصلنا إلى تشكيل هيئة جديدة تُشرف على انتخابات رئاسية نزيهة تُمَكِّمنا من التأسيس لمرحلة جديدة من بناء الدولة الوطنية. بهذا المفهوم لا أرى جدوى من كل هذا النقاش الدائر عن لجنة الحوار المُعلَن عنها. إنها ليست لجنة مُمثِّلة لأي طرف كان حتى نزعم أنه ينبغي أن تعكس الاتجاهات التي تُمثِّلها، ولا لجنة مُحاصصة إيديولوجية أو فئوية، حتى نقول إن هذا التيار أو ذاك غير مُمَثَّل بها، كما أنها ليست لجنة للتفاوض حول مطالب معيّنة حتى نقول إنه مطلوب منها القيام بهذا أو عدم القيام بهذا… إنها من وجهة نظري لجنة تهيئ الأرضية لجميع الأطراف للالتقاء في موعد محدد لأجل الاتفاق على كيفية إجراء الانتخابات القادمة بكيفية شفافة ومن غير أي تزوير أو تدخل للإدارة المركزية أو المحلية…

ومن هذه الزاوية أرى أن كل ما قيل عنها أو عن أعضائها غير متناسب مع الدور المفترض أن تقوم به.. ذاك أن ما تعلق بكل القضايا التي طرحتها كشروط لِعَمَلِها وعلى رأسها تنحية حكومة عبد الرحمن بدوي إنما هي في حقيقة الأمر من مواضيع الحوار وليست من مهام اللجنة، ويُفضَّل أن يُفصَل فيها أثناء الحوار، لا أن تُعَد كمبادرات حسن نية من قبل السلطة كما هو مطروح اليوم، ذلك أن تعيين حكومة جديدة على سبيل المثال يحتاج إلى اتفاق الجميع نظرا لما ستواجه من مصاعب لا تتعلق فقط بالانتخابات إنما بتسيير الشأن العام. فمَن على سبيل المثال يتحمل وزر مواجهة هذه الحكومة للدخول الاجتماعي المقبل في ظل إفلاس خزينة الدولة؟ ومَن يُمكِّن هذه الحكومة الجديدة من الشرعية اللازمة لاستمرارها إذا لم يتم ذلك أثناء جلسات الحوار؟

لذا فإنه يُعَد من الصعب جدا التمكن من إيجاد حل للانسداد الحاصل اليوم خارج نطاق التشاور والحوار.

وعليه، فإنه إذا كان علينا المساهمة في تطوير الحلول المطروحة إلى حد الآن لتتطابق مع التطلعات الشعبية، ليس لنا سوى بديل واحد هو الجلوس على طاولة واحدة للاتفاق بشأن المستقبل الذي ينتظر بلدنا، وهذه الطاولة لن تكون سوى طاولة حوار الشرفاء… بعيدا عن كل مزايدات من هذا الطرف أو ذاك، وبعيدا عن ذلك التصنيف القائم على تلك الفكرة الخاطئة التي كانت سببا في الكثير من المآسي للأفراد والشعوب التي تقول: كل من ليس معي هو ضدي… نحن نقول بعكس ذلك تماما: كل من ليس ضدي هو معي… وذلك كاف لنعيد النظر في كثير من الأحكام التي أصدرناها، والمواقف التي عبّرنا عنها، والأفكار التي اعتنقناها، والآمال التي عقدتها على هؤلاء أو هؤلاء، من بين كافة شرفاء هذا البلد…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • HOCINE HECHAICHI

    الحلول الدائمة "للإشكالية الجزائرية" :
    أ‌. لحل إشكالية العلم "الجهوي" ومن أجل تعميم البعد الأمازيغي (الذي يتخذه البعض سجلا تجاريا) : يتم ترسيم رايات ل 48 ولاية مطابقة ، من حيث الألوان ، للراية الأمازيغية مع إضافة حرف أو رمز أمازيغي مختلف لكل ولاية (على غرارالشركات والفرق الرياضية) .

  • HOCINE HECHAICHI

    مشاكل الجزائر هي:
    -الراية الافصالية
    -فلول الفيس الارهابي وانفصاليو الماك
    -التخلف الاقتصادي المزمن

  • دوادي

    فعلا الحوار ليس غاية بل هو وسيلة لكن للاسف يبدو أنه يصعب علينا الحوار كما يصعب للبعض فهم فكرة مقالكم فما بلكم بفهم تعقيدات الوضعية التي نحن فيها اليوم .

  • حسام

    عليك بعدم السير في ركبهم يا دكتور ان كنت من ضمن النخبة حقيقة ؟الشباب الجزائري واع بمصيره ويريد تحرير ه للأفضل؟لا أوافقك الرأي وهدا من حقي لأن كل مايأتي به هدا النظام مملوء عليه ممن أوجده .النظام لم يستجب لأول مبادرة طرحت عليه والمبادرة الثانية والثالثة و و هل كل هاته المبادرات فيها من الريب ؟وماأراده مع عقبي لم ينجح يريد أن يوهمنا بأنه سينجح هده المرة لمادا النظام هو من يعين اللجنة ويوهمنا بأنها مستقلة ؟النظام يريد فرض الأمر الواقع أنتخبوا علي و بمن أريدأو سأحكمكم رغما عنكم الا أن .......

  • محمد

    صعب جدا ، في مجتمع تم تفكيكه ، ولايكاد يلتقي أفراده ، لمناقشة أي قضية مصيرية.
    ثقافة الحوار ، تبدأ من لجان الحي ، ثم البلدية ، ثم الدائرة ، ثم الولاية ، ثم الوطن ككل.
    إذن فلنبدأ بمبادرات صغيرة في الأحياء أو البلديات أولا ، والمؤسسات التعليمية ، والشركات، بحيث يلتقي الجميع ويختارون بشكل ديمقراطي ممثلا لهم ، ومن كل ولاية يتم تصفية أولئك المنتخبين بالإنتخاب. على أن تكون هناك شروط محددة للممثل ، منها المستوى التعليمي ، أول جامعي على الأقل ، وخصوصا تكون لديه معارف في الجيوسياسة والإقتصاد والتاريخ والدين وعلم النفس ومهارات الإتصال والحوار، والأخلاق والنزاهة. يتم التعرف على ذلك بمسابقات بسيطة.

  • محمد

    تتكلم عن الحوار والأطراف التي نطلب الجلوس إليها لا نحن نعترف بها ولا هي تعترف بنا.إذن الحوار غير ممكن.انظر في استقالة لالماص وتهديد بن يونس في اتباع نفس الإجراء.كلاهما قبل مبدئيا المشاركة في العملية لكن الطائفة تفرض عليهما التراجع عن المشاركة.وستبقى العملية تركن إلى الجمود.مشكلة الشعب الجزائر تكمن في سيطرة العاصمة على الدولة بأكملها,الحراك الذي تبنيناه أسسته أطراف تريد الاستحواذ على الحكم منذ الاستقلال وقد اختلقت مشاكل متنوعة لإملاء إراداتها على الدولة حتى لما كانت دائما تسيطر على دواليبها.لنراجع رموز الفساد كلهم من نفس التيار.إما أن تكون الدولة فدرالية وإما أن نعيد بناء الديمقراطية الصحيحة.

  • شيخ الفلاسفة

    ربما الباحث لا يجرؤ على الكتابة في هذا
    الموضوع ما بقي الطاغية متربعا على كرسي الحكم
    فإذا ما تنفس الناس الصعداء بعد زواله ونسوا أو
    تعمدوا نسيان تلك الأيام السوداء التي عاشوها
    في ظله وظنوا-واهمين -أنها ذهبت إلى غير رجعة!
    غير أن الوضع في العالم الثالث مختلف عن
    ذلك الاختلاف فقد عاش تاريخه الطويل
    يحكمه طغاة من كل نحلة ولسان ومازال الطغيان
    يطل برأسه هنا وهناك كلما سنحت الظروف وهي
    كثيرا ما تسنح في عالم متخلف ترتفع فيه نسبة
    الأمية ويغيب الوعي فلا يستطيع الشعب أن يعتمد
    على نفسه فينتظر من يخلصه مما هو فيه فتكون
    بارقة الأمل عنده معقودة على المخلص - الزعيم الاوحد - والقائد الملهم

  • شيخ الفلاسفة

    يقول هوبز »الحالة الطبيعية «-وهي فطرة الإنسان-
    هي حالة من الفوضى يحاول كل فرد فيها المحافظة
    على حياته بقواه الخاصة 9 ولما كان يتساوى مع غيره
    في هذه القوى-جسدية كانت أو ذهنية-يصبح
    الصراع عنيفا 9 كل فرد يتربص بغيره ليفتك به قبل ان ينال الاخر منه
    غير أن التنظيم يحتاج إلى سلطة منظمة تخضع لها الجماعة إذ لا
    يمكن تصور اﻟﻤﺠتمع السياسي بغير سلطة حاكمة تنظمه 9 وتضع له القواعد

  • جزائري حر

    سي قلالة يجب أن ترحل مع الراحلين لأنك بنت على حقيقتك فأنت ليس من النخب بل من المشهورين الدين شجعهم وأشهرهم إعلام النظام حتى أصبحوا يرون أنفسهم نخب الأمة والحقيقة التي لا مفر منها أنكم تخزبعلون لا أكثر ولا أقل وقد عرفتكم على حقيقتكم هده لأنك لا تعرفون حتى كيف تقيمون الأشياء وإدا غاب التقييم الصحيح غابت عنكم إحدى طرق(أعمدة) التقدم والنمو والتطور. أنت من السباقين المهللين لفوز فريقكم المستورد بكأس مغشوشة يعني تشجع الغش والغشاشين ولا تعلم. أطلب منك أن تبحث جيدا لمادا كل الشرائع الوضعية أو السماوية تحرم الغش وحين تجيب على هدا السؤال فأنك حتما ستكتشف نفسك بنفسك وتكتشف أن النظام هو من نفخ فيك حتى