-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انسجام غير مسبوق بين مؤسسات الدولة حول الملف

هل أصبح تقنين تجريم الاستعمار مسألة وقت؟

محمد مسلم
  • 2006
  • 12
هل أصبح تقنين تجريم الاستعمار مسألة وقت؟
الشروق أونلاين

وضعت الحكومة نواب المجلس الشعبي الوطني تحت مسؤولية كبيرة، فيما يتعلق بإعادة تفعيل مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، الذي ينام في أدراج المجلس الشعبي الوطني منذ أزيد من عقد من الزمن.

الحكومة تبرأت من أي مسؤولية لها في تعطيل مشروع قانون تجريم الاستعمار، وقالت على لسان وزيرها للخارجية، صبري بوقادوم، خلال ندوة نشطها بيومية “الشعب” “لم ولن تتدخل في عمل البرلمان بشأن مطالب “التعويض” عن جرائم الماضي الاستعماريّ”، وهو أول تصريح من مسؤول سام في الحكومة، بشأن هذه القضية، التي كانت ولا يزال محل شد وجذب.

ويجسد كلام وزير الخارجية القاعدة الدستورية التي تتحدث عن الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، كما يحمل كلام الوزير إيحاءات مفادها أن الحكومة لا تعارض تفعيل هذا المشروع، الذي يلقى ترحيبا من قبل فئات واسعة من الجزائريين.

وقبل ذلك، كان وزير المجاهدين الطيب زيتوني، قد وعد بحل هذه المعضلة: “أعلن بدون مواربة بأننا سنمضي نحو سن قانون لتجريم الاستعمار لا مفر من ذلك”، وشدد: “قانون تجريم الاستعمار سيكون قانونا ذا قيمة معنوية مساوية للدستور نفسه”.

ويبدو أن رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، قد اقتنع أيضا بضرورة السير على طريق إعادة بعث المشروع، عندما قال في ختام تبني الثامن من ماي يوما وطنيا للذاكرة، إن “تجريم الاستعمار مطلب شعبي، وقرار سيادي، لا يعني النواب فقط، إنما كل الشرفاء، وهم كثيرون مقابل الذين يعطلونه وهم قليلون”، وقال أيضا إن “الجزائر الجديدة على طريق تحقيق أمانة الشهداء ببعد وطني كبير، ومعرفة دقيقة لما يحاط حولها من تحولات”.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، لم تتوقف مطالب الأسرة الثورية وغالبية الأحزاب السياسية والحركة الجمعوية، بضرورة إعادة بعث مشروع تجريم الاستعمار، الذي يوجد من بين بنوده، إجبار المستعمرة السابقة على تقديم تعويضات عن الضحايا الذين سقطوا خلال حقبة الاحتلال الفرنسي البغيض، وبسبب نهب الثروات، والتجارب النووية في جنوب البلاد وتداعياتها.

كما يشهد المجلس الشعبي الوطني حركية، تمثلت في إقدام 120 نائب على تنصيب لجنة لمتابعة مشروع قانون تجريم الاستعمار، الذي أودع لدى إدارة المجلس نهاية جانفي الماضي، وطالبوا سليمان شنين بالتعجيل بتحويله للحكومة للنظر فيه.

وكان النائبان (السابقان) المبادران بمقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار، مصطفى عبدي عن حزب جبهة التحرير الوطني، ومحمد حديبي عن حركة النهضة، قد أكدا لـ”الشروق” في وقت سابق، أن حكومة أحمد أويحيى، هي التي وقفت في طريق المقترح، بحجة أن المشروع يتداخل مع السياسة الخارجية التي تبقى من الصلاحيات الحصرية لرئاسة الجمهورية.

ولأول مرة يحصل هذا الانسجام بين مختلف مؤسسات الدولة، وكذا بين السلطة والمعارضة، بشأن قضية قديمة متجددة، فهل بات تجريم الاستعمار على الأبواب حقا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • melo harmo

    كان يجب تجريم الاستعمار مند زمن وكان يجب اتخاد معه الصرامة ووضعه عن حده كي لا يتطاول كثيرا وكي لا يتمادى في تطاوله الى هده الدرجة ومن الواجب احترام الغير وكيفية التعامل معه بكل شفافية وبكل ديمقراطية وايصال له كل المتطلبات وكل العوائق المتعلقة بالوطن

  • alilao

    حتى وإن اتخد هذا القرار فلن تكون له قيمة أو أثر. فلا داعي للمزايدة والسوسبانس. الشعب ينتظر مستشفيات تعالجه في الحاضر لا قوانين تخص الماضي.

  • elgarib

    كفاكم دجلا و كذبا ،لا تستيعون فعل شيئا إلا إذا أراضت فرنسا بشروط قاصية علي الشعب الجزائري

  • سيف الحجاج

    التجريم سوف ياتي وراءه استرجاع الارشيف وياتي وراء الارشيف المليئ بالاسرار استرجاع الكنوز والاثار التي سرقتها فرنسا وياتي بعدها استرجاع الديون التي على عاتق الدولة المجرمة رغم ان الكثير سوف يخرج لنا من تحت الارض ويقول ان الديون لن تسترجع لانها تقادمت مع الزمن ... هذا ردي على الذين يسالون في التعليقات ما الفائدة من التجريم ، طالعوا وارتقوا قليلا بافكاركم .

  • Kirak

    نفس المسرحية تعاد و قد مللنا منها ايام بوتف سيء الذكر... كل مرة كانوا يلقون بطعم تجريم الاستعمار و الارشيف و ميعوها لسنوات لأنهم لا يمكنهم اغضاب ماما فرنسا. و الايام بيننا و سنرى ما قادة"الجزائر الجديدة ههههه" فاعلون في الموضوع

  • elarabi ahmed

    التفاهم مند أن وجدت الجزائر قائم رغم تغريد الأعلام أن هناك كدا وكدا .يبقى العقبة الأساسية هي أن الغالبية الشعب متفقة على ما تخطط له السلطة التى توجد فى مكان آخر

  • TADAZ TABRAZ

    زوبعة في فنجان

  • Algerian Man

    محمد☪Mohamed

    هل بقي عدو لم تدافع عنه ضد الجزائر تدافع عن فرنسا وعن اليهود وعن المروك باستماتة ضد الجزائر لا يفعلها جزائري حتى وإن كان اول الناقمين عن وضع ما يا من تمضي خربشاتك برمز جزائري لو يصدر مثلا عنوان (الشيطان يتربص بالجزائر) لدافعت على الشيطان وهذا نتاج ازمة نفسية حادة تجاه الجزائر كونك مروكي ويظهر ذلك بشكل جلي من خلال محاولاتك المثيرة للشفقة تقليد اللهجة الجزائرية والتنقيط السالب يظهر ايضا ان القراء الكرام متفطنون لخزعبلاتك البائسة التي ترمي بها يائسا هدف معلوم ستنتصر الجزائر على اعداءها وستتفوق على التابعة ولن يتبقى لكم سوى لاسيد لتشربوها

  • بلاد الغربة المرة

    أتمنى أن يشجع الشعب حكومته في هذا الأمر و ليس العكس و الدخول في كر و فر على مواضيع سياسية تخص البلاد و لا تعني مشكل الاستعمار لكي لا نخرج عن الموضوع
    لأن سياسة البلاد الداخلية لا دخل لها بتحريم الاستعمار الغاجم و الجبان

  • سميرة

    "تجريم الاستعمار" ؟ لستم في المستوى للقيام بذلك. روحوا تجيبوا الدراهم التي سرقتها العصابةليثق ربما فيكم الشعب وخليونا من الديماغوجية

  • محمد☪Mohamed

    أنا ماشي فاهم ماذا يزيد مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي في الجزائر شعبا وحكومة , لكن أعلم ما سا يخلفه من سلبيات لى شعب ودولة .
    ثم لماذا في هذا الوقت هناك إنخفاض كبير في PIB الجزائري , وأمريكة تأخد حصتا تدريجيا من تصدر الغاز إلى أوروبا , والوباء العالمي , ثم نعد كل مشاكل الذاخلية للجزائر الصحة , التعليم , البنية تحتية ........إلخ وطبعا الوضع السياسي وعودة FLN RND وهل وزارة المجاهدين تبطل تأكل كل سنة 7 ملاير$.

  • ملاحظ

    ستسقط تجريم الاستعمار لا محاله کما فعلته البرلمان التونسي او يأجرل
    هذه الاتصالات المتکررة بين ماکرون ورٸيس وتقارب مٶخرا
    وزد اللوبي الفرنسي وجالية فرنسا قد يضغطون او يرفضون کما فعلته مع قانون التعريب في عهد الرٸيس السابق ليامين زروال
    ستسمعون قريبا التأجيل ...