-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل ترضى حماس بدويلةٍ في غزة؟!

حسين لقرع
  • 680
  • 9
هل ترضى حماس بدويلةٍ في غزة؟!

يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير مكترث بنسف مساعي الصلح بين سلطته وحركة حماس، فهو لا يترك أيّ مناسبة تمرّ إلا ويطلق فيها النار على الحركة ويتَّهمها بالانخراط في “صفقة القرن” الأمريكية الرامية إلى فصل غزة عن الضفة وإقامة دويلةٍ فلسطينية فيها.
موضوعيا، تبدو تصريحات عباس مُجافية للحقيقية وغير مُنصفة بالمرّة، فهل يُعقل أن تكتفي حماس بدويلة عجفاء على أقلّ من 2 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية؟ حماس تسيطر على القطاع منذ 11 سنة كاملة فلماذا لم تُعلن قيامَ “دولة” على أراضيه وتنتظر إلى أن تأتي “صفقة القرن” المزعومة وتنخرط فيها؟
لقد رفعت حماس السلاح بوجه العدوّ منذ سنوات طويلة، وقالت بوضوح تام إن هدفها الرئيس هو تحرير فلسطين كلها من البحر إلى النهر، وليس إقامة “دولة” على غزة ولا حتى على حدود 4 جوان 1967 التي لا تضمّ سوى 22 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية، كما يسعى إلى ذلك الرئيس عبّاس منذ توقيع اتفاق أوسلو إلى الآن بلا نتيجة.
منذ البداية، انتهجت حماس المقاومةَ سبيلا وحيدا لتحرير فلسطين كلّها، ونبذت “عملية السلام” المزعومة التي لهث وراءها الرئيس عباس وخاض مفاوضاتٍ ماراطونية شاقة استنزفت ربُع قرنٍ من عمر فلسطين من دون أن تحقق أيّ نتيجة للفلسطينيين، وبالمقابل جنى الاحتلالُ الكثير من ربح الوقت في هذا الماراطون التفاوضي العبثي فوسّع دائرة الاستيطان وقطّع أوصال الضفة الغربية وهوّد المدن وقوّض أساسات الأقصى… والأكثر من ذلك، ساهم عباس في القضاء على المقاومة المسلحة في الضفة الغربية بفعل “التنسيق الأمني” مع الاحتلال، وأصبح مئاتُ الآلاف من المستوطنين يستبيحون حِمى الضفة تحت حماية نحو 42 ألفا من أفراد شرطة دايتون الفلسطينية!
ومنذ نحو ثلاثة أسابيع فقط، قال نتنياهو وليبرمان إن الرئيس عباس يريد دفع جيش الاحتلال إلى شنِّ حربٍ جديدة على غزة والقضاء على حماس قصد إعادة القطاع إلى سلطته، وأظهر الرجلان بأنهما غير مستعدّين للتضحية بجندي صهيوني واحد من أجل عباس، ولم نسمع من الرئيس الفلسطيني تعليقا على هذه التصريحات الخطيرة التي تتهمه بتحريض عدوّه على شنّ حربٍ جديدة على نحو مليونين من أبناء شعبه؟!
المأساوي أكثر في الموضوع، هو أنّ الرئيس عباس خفّض رواتب موظفي غزة، وقد أعلن قبل يومين فقط أنه سيتخذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق جزءٍ من شعبه، غير مكترث بتعميق معاناته المعيشية من جرّاء الحصار الصهيوني الخانق، وحينما تتّجه حماس إلى قبول المال القطري لتخفيف معاناة الفلسطينيين تثور ثائرة عباس ويتّهمها بالسعي إلى الانفصال والانخراط في “صفقة القرن” الأمريكية!
ونضيف أخيرا أن تهدئة العشر سنوات التي تسعى إليها حماس مع العدوّ مقابل تخفيف الحصار عن غزة، ليست شرّا، ولا سابقة في التاريخ، فقد اشتدّ الحصارُ في الآونة الأخيرة وحوّل حياة مليونيْ فلسطيني إلى جحيم، وحينما تسعى حماس وباقي فصائل المقاومة إلى رفعه أو حتى تخفيفه عبر التهدئة المؤقتة مع الاحتلال، فهي لم ترتكب جريمة، كما أنّ التهدئة مطلبٌ للعدوّ أيضا بعد أن أحرجته مسيرات العودة والبالوناتُ الحارقة وتصاعدُ الوضع في غزة.. وبدل المزايدة الفارغة على المقاومة، الأحرى بعباس تنفيذ قرار المجلس المركزي الفلسطيني المتّخذ في أواخر أكتوبر الماضي وتوقيف عار “التنسيق الأمني” مع الاحتلال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • ساسي

    هل تعلمون ان السديس السلفي الوهابي امام الحرمين يمجد امريكا ويمدح ترامب رئيسها ويقول ان امريكا تنشر الامن والسلام في العالم -بمعني اخر انه يمدح اسرائيل المحتلة لارض العرب والمسلمين كافة المغضوب عليهم -
    هل تعلمون ان حزب النور السلفي المصري يعترف بدولة اسرائيل وهذا معروف للقاصي والداني

  • عمر

    لو قلبت العنوان ليصبح "هل تقبل فتح وعباس بدويلة في الضفة الغربية"؟ والجواب نعم مقابل راتب بالدولار! لماذا الفلسطينيون بالضفة لا يثورون بالضفة الغربية ويطردوا السلطة وفتح والأمن الفلسطيني العملاء للصهاينة؟ يعلمون أن عباس وفتح خونة وعملاء فلماذا ساكتون ويتفرجون على قطاع غزة محاصر لأكثر من 12 سنة وخاض سكانها ثلاثة حروب مدمرة؟ هل ينتظرون الأمم المتحدة أو تركيا أو قطر أو العرب ليحرروا لهم فلسطين؟

  • جزائري حر

    ها قد خرج صهاينة العرب من جحورهم للطعن في الفلسطينيين الشرفاء وتأييد إسرائيل بتعليقاتهم البغيضة. وجوه الذل.

  • لا يهم

    يتحدث المتطرفون عن مفاوضات مع اسرائيل و ان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين و انه ينبغي احترام القانون الدولي هم الذين طالما خونوا السلطة الفلسطينية و شيطنوها و مجدوا عصابة حماس الارهابية العميلة، من الذي سيفاوض اسرائيل ان لم تكن السلطة المقبولة دوليا يا ترى ؟
    أين عنترياتكم و اين هي المقاومة الباسلة و لما تصلح المقاومة ان لم يكن لاحداث مثل هذه؟
    ان كنتم غير قادرين على مقاومة المحتل فعلى من تعولون ؟
    هل تعولون على العدو ان لا يحاربكم من تلقاء نفسه ام تعولون على امريكا التي تصفونها بالشيطان لتلجمه ؟ انتم تصفون اسرائيل و امريكا بما لم يقله عدو في عدوه عبر التاريخ، و بعدها تستغربون قرارتها

  • كانت

    لا احد يكترث بكلامك لان نقاش الحق تم تجاوزه مند سنين، الفلسطينيون الان مجرد شيئ افتراضي ، غزة محكومة بجزء منهم و الضفة بجزء اخر و كل جزء يكره الاخر اكثر من اسرائيل، حماسشتمت دحلان بكل انواع السباب و الان تتحالف معه و نسيت انه عميل ووو و ذلك كرها منها في السلطة التي انقلب عليها دحلان، ليس هناك ارض و ليس هناك شعب و لم تعد هناك قضية و ما تبقى هو غربان ناعقة خارج فلسطين ادمنت الشعارات و اجترار الاحقاد
    لازال العرب رازحين تحت الاحتلال القومجو-ظلامي الغاشم الذي يبقيهم اسرى شعاراتهم و يكبح مسيرتها نحو التقدم و المستقبل، و مرة اخرى تقايض مصالحها بشعارات فارغة اثبتثت مرارا عبثيتها و ماضويتها

  • النائحة

    حتى لو راحت فلسطين كلها و مات الشعب الفلسطيني عن آخره سيظلون يرددون بنفس الكلام الذي قالوه بعد النكبة بيوم، أمة الكلام و الابداع الشفوي و الحقد، الامم تقاتل عدوها و هم يكتفون بكرهه و الحقد عليه و يعتقدون انهم هزموه فقط ان هم شتموه، و تخرج كلمة صهاينة من افواهم و كانها كلمة تحرير و استرجاع الحق، لقد اشفقنا عليهم لدرجة اننا نشفق اليوم على اسرائيل لأنها تستحق عدوا اكبر يليق بقامتها .

  • القضية الفلسطينية

    قضية فلسطين خرجت من الحبكة الرئيسية و انحرفت الى الحبكة الثانوية، الحدث الرئيسي الذي هو ( صراع الفلسطينيين مع اسرئيل ) توقف منذ سنين طويلة و تحول الى معارك ثانوية بين أطراف جانبية تتصارع مع بعضها على هامش القضية ر، غم انها تدخل في الاطار العام للرواية ، القصة الرئيسية متوقفة او قل انها تسير في اتجاه واحد هو ما تريده اسرائيل التي لا تجد امام رغباتها حاجزا او معيقا، ليس هناك خصم للبطل antagoniste لبطل القصة الرئيسية الذي هو اسرائيل، الحدث الرئيسي مات مند حرب 73، ما تبقى هو اقزام تتناهش على هامش المعركة و كومبارس يتمرغون في غبارها دون ان يكون لهم اي تأثير على مسارها

  • شعارات

    تسهيل القادة العرب لصفقة القرن ليس جديدا فقد صرح نبيل عمرو بأن ياسر عرفات كان يريد الاستقرار و انشاء دويلة في الاردن و ترك فلسطين لليهود، لكن الحل كان آنذاك مستعصيا بسبب موجة القومجية التي لم تعد اليوم سوى اشباح و رافدا القضية الاثنين الى زوال أي الاسلام السياسي و القومجية العروبية، فالوهابية تصلى النار في معاقلها و الاخوان في ضيم شديد ، اذن القضية و حاضنتها الارهابية الى زوال و مسار القضية في واد و خطاب المستلبين في واد فكلما تضررت القضية يزدادون طريا و ستزول فلسطين و سيستمرون في حفلهم و شربهم انخاب النصر و ستمر قرون على زوال فلسطين يرددون نفس الشعارات ثم سيبكون ضياعها كما الأندلس

  • شاوي

    هل عرب غزة فقط راضون بدويلة
    أنت ونعيمة صالحي وحفيظ دراجي و عباسي مدني و عرب قطر وعرب الخليج وعرب ....
    من جهة تقتلون أطفالكم لمجرد الحديث بالأمازيغية وتقتلون وتنشرون ثقافتكم و.. ومن جهة أخرى عرب غزة فقط !!!
    كل العرب راضية على رأسهم القائمين على عربزة الجزائر و..