-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تستمر أسعار النفط في الهبوط؟

بشير مصيطفى
  • 1797
  • 10
هل تستمر أسعار النفط في الهبوط؟
ح.م

تواصل أسعار النفط في تراجعها ليبلغ سعر البرنت الموجه لسعر نفط الجزائر ، الأربعاء، مستوى الـ 50 دولارا للبرميل متراجعا بـ 6 من المائة في يوم واحد، ونفس الشيء بالنسبة لسلة أوبك التي تراجع سعرها إلى 53.9 دولارا للبرميل ولا أظن أن التراجع سيتوقف لغاية صيف 2019 حيث من المحتمل أن تصل الأسعار الى مستواها الأدنى لتبدأ بعدها في الصعود تحت تأثير الطلبات الآجلة لفترتي الخريف والشتاء.

أساسيات سوق النفط

يتعلق الأمر في الدرجة الأولى بأساسيات السوق حيث لم يعد بالإمكان امتصاص الفائض من المعروض المقدر بـ 4 ملايين برميل على الرغم من قرار أوبك الأخير في فيينا، القاضي بخفض الإنتاج بـ 1.2 مليون برميل يوميا. خفض لم يؤد إلى النتائج المتوقعة لأسباب متعددة منها حدود احترام الحصص للدول المنتجة المعنية باجتماع فيينا، وموقف أمريكا من سوق النفط وهي التي ترغب في أسعار متدنية ولو بضخ المزيد من النفط الأمريكي في الأسواق الخارجية. وارتفعت الصادرات الأمريكية من النفط لأول مرة منذ 57 عاما إلى 1.7 برميل يوميا مقابل هبوط الطلب الصناعي في الدول الكبرى جراء تراجع النمو كما تسعى أمريكا لتجاوز سقف 10.5 ملايين برميل يومي من الإنتاج ومضاعفة صادراتها لدول كانت لوقت قريب سوقا محتكرة لأوبك مثل كوريا الجنوبية واليابان والصين التي شرعت في استيراد النفط الأمريكي لأول مرة عند مستوى 400 ألف برميل يومي.

أوبك أمام وضع استثنائي

وضع قد يؤدي بدول أوبك الى الاجتماع مجددا في دورة استثنائية لتدارك الوضع قبل الدخول في أزمة حقيقية بداية عام 2019 خاصة مع نهاية الوضع الاستثنائي للعقوبات الدولية على إيران ومدته بين 45 يوما و3 أشهر، الأمر الذي سيدفع بطهران إلى أسواق العقود الفورية (السبوت) أو ما يعرف بأسواق الظل حيث لا حدود للتصدير.
وأمام هذا المشهد القاتم الذي يرسم سياسات قوية جدا خارج قرارات أوبك تطرح أسئلة عن قدرات المنظمة في ضبط سوق متخصصة هي من أكثر الأسواق عشوائية وهل آن أوان ابتكار سياسات جديدة تتجاوز كميات الإنتاج وحصص الأعضاء إلى الانخراط في المشهد الطاقوي الجديد من بوابتي الغاز المسال لبعض الأعضاء شأن دولة قطر أو الطاقات المتجددة شأن الجزائر؟
تمتلك الجزائر ميزات نسبية في الطاقة الشمسية أكثر من غيرها في دول أوبك ولديها أسواق واعدة في كل من إفريقيا وجنوب أوربا فضلا عن السوق الداخلي وليس بعيدا عن الجزائر الإنتاج بطاقة قدرها 22 ألف ميغا واط آفاق عام 2030 وفق شراكة استراتيجية مع كبريات الشركات المتخصصة شأن (إيني) و(توتال) و(بريتيش بتروليوم)، ولو أن الموضوع لا يزال مقيدا بالتمويل في انتظار انخفاض كلفة التكنولوجيا والدراسات.

محركات النمو

ومع ذلك للجزائر منافذ أخرى للنقد الأجنبي غير الطاقات الأحفورية أو المتجددة وعلى رأسها الاستثمار في القطاعات ذات الميزة النسبية والتنافسية في آن واحد في حوض المتوسط ويعني ذلك المنتجات الزراعية الخالية من الإضافات الكيمياوية أو الصديقة للبيئة ثم الخدمات في قطاعات واعدة مثل السياحة والتجارة واللوجستيك نحو إفريقيا عبر بوابة المتوسط وأخيرا الاستثمار في العنصر البشري من خلال بوابة التكوين والتعليم ولو أن الأمر يتطلب رؤية مدروسة تحسبا للمستقبل.
محركات النمو في الجزائر متوفرة لافتكاك مستوى 7 من المائة بدءا من البنى القاعدية إلى المؤسسة المنتجة للثروة إلى إمكانيات الابتكار إلى المخزون البشري القابل للتكوين، ويكفي تشغيل هذا النوع من المحركات في اتجاه واحد هو إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني لينتقل سريعا من الاقتصاد المبني على المحروقات إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، ونقل المؤسسة المنتجة للثروة من حالة العائلة إلى حالة رأس المال والحكامة في التسيير ونقل المخزون البشري من حالة التعلم إلى حالة الابتكار والمواطنة، ونقل الابتكار نفسه من حالة الأفراد إلى حالة المؤسسات، وأخيرا نقل مؤشرات الموازنة من حالة الخزينة إلى حالة السوق. نظرة متجددة تماما لإنتاج القيم الاقتصادية لا تقطع الصلة بالتاريخ الاقتصادي للدولة ولكن تراجع النمو على أساس الاستدامة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • عبد الرحمن

    المؤشرات التي يعتمد عليها المقال غير صحيحة ، امريكا تتجه نحو التراجع في انتاج النفط الصخري بسبب تاكل الابار وقرب نهاية عمرها الافتراضي ، بالزيادة على ذلك الاستهلاك اليومي الامريكي هو 18 مليون برميل مقابل انتاج 12 مليون برميل
    سوق النفط سيتجه نحو التعافي والاستقرار تدريجيا خلال سنتي 2019 و 2020

  • نحن هنا

    كل عوامل أحداث طفرة اقتصادية خارج المحروقات متوفرة ولكنهم لايريدون

  • ابو عمر المغربي

    إن شاء ألله.

  • فرحاني عبد السلام

    تحليل مميز واستشراف سوق النفط يعطينا فرصة رؤية المستقبل بوضوح وأظن أن التراجع في الأسعار سيستمر بسبب الموقف الأمريكي في الموضوع ، وشكرا على هذا التحليل المميز .

  • Abou Louai

    .Thank you for this brief and useful analysis

  • ملاحظ

    إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني لينتقل سريعا من الاقتصاد المبني على المحروقات إلى الاقتصاد المبني على المعرفة....ذلك الذي جعل بعض البلدان الافريقية التي كانت هشة تتموقع جيدا في اقتصاد مشجع. و الجزائر و موقعها الافريقي المغاربي العربي لها نظريا القدرة لتتحول سريعا لذلك. لكن هذا حلم صعب ان يتحقق حاليا، نظرا لوجود عقلية متحجرة من الماضي، غير متمكنة التطبيق و لا تسلم لغيرها مقاليد التنفيذ. ليبقى الامر كذلك دائما يحلمون بالبحبوحة و ترك المشكلة للاجيال القادمة.

  • بوقرد

    إنشاء الله تهبط و تزيد تهبط إلى ما دون الصفر.....لم نستفد منها في شيء سواءا طلعت أو هبطت ...حتى شعار سوناطراك يمثل عصا فرعون....الذي أذل اليهود فاتخذوا من طريقته التي يحسبونها مثلى دينا لهم....لعنة الله و تفوه على يهود الجزاير

  • سليم

    الافضل ان يختفي البترول
    لكي نفيق من سباتنا
    الدولة تعتمد على مداخيل النفط لكي تستورد للشعب تقريبا كل شيء
    و الشعب يعول على الدولة
    النظام الفاسد الذي ضيع 1000 مليار دولار
    اليوم عند سعر 50 و 60 دولار للبرميل
    يريد ان يوهم الشعب بتنويع الاقتصاد بمصانع نفخ العجلات و الفائز الاكبر من هذه المصانع هم اصحاب المال الفاسد
    صرنا لا نثق باي منتوج جزائري
    لهذه الدرجة وصلنا
    الحل هو تغيير النظام و اعطاء زمام المبادرة للشعب لقرير المصير
    لانه لا يمكن ان يكون هؤلاء الذين هم سبب الازمة و في نفس الوقت يكون لديهم الحل

  • جزائري حر

    sauf les bras-cassés qui comptent sur le pétrole.

  • ali

    أتسأل دائما كيف للدول الاشتراكية تمكنت ، في ظرف وجيز ، من تنويع اقتصادها ، و المرور من اقتصاد موجه إلى اقتصاد حر ناجح ؟
    لكن من الواضح أنهم اعتمدوا على علمائهم و العمل الجاد و المخلص.
    فأين علماؤنا و أين إخلاصنا ؟