-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن أجبرت الأندية الجزائرية على التحضير "داخليا"

هل تعيد كورونا الاهتمام بالمراكز التحضيرية بالجزائر؟

هل تعيد كورونا الاهتمام بالمراكز التحضيرية بالجزائر؟
أرشيف

على غير العادة باشر لاعبو مختلف الأقسام في الجزائر تحضيراتهم للموسم الكروي الجديد في فصل الخريف، وليس في فصل الصيف، بعد تأخر الانطلاق بسبب انتشار وباء كورونا الذي ألغى لأول مرة موسما كرويا بالكامل في الجزائر، وأدخل اللاعبين في راحة طويلة جدا، وأخلط أوراق إدارة كل فريق خاصة تلك الإدارات وما أكثرها، التي تعوّدت على الحلول السهلة بالانتقال مباشرة إلى عين دراهم أو برج سديرة في تونس لمدة 15 يوما أو أكثر، إضافة إلى تنقلات إلى أوروبا من بعض الأندية ومنها على وجه الخصوص مولودية العاصمة واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل ووفاق سطيف.

الجديد هذه المرة يتمثل في غلق الحدود البرية الفاصلة بين تونس والجزائر إضافة إلى وجود النادر من الرحلات إلى أوروبا، وهو ما جعل كل إدارة فريق تضع مخططا قريبا ومتوسط المدى لا يوجد فيه أي تربص خارج الوطن والاكتفاء بالتحضير في مختلف الأماكن المحلية، ومنها من قررت أن لا تغادر ولايتها وتكتفي بتربص وتدريب في الديار، ما يعني اقتصاد الأموال التي كانت تصرفها في تنقلات تصل فاتورة بعضها المليارين أو أكثر من العملة الوطنية والصعبة، من دون أن يرى المناصر نتيجة لهذه التربصات المكلفة والتي تلجأ فيها بعض الفرق للعب مباريات ودية مع أندية جزائرية صارت من كثرتها في تونس تتفوق على عدد الأندية التونسية التي تحضر في تلك المواقع، وإذا كانت فرق جزائرية قد اقتصدت هذه المرة ماليا، فإن خسائر كبيرة مني بها الجانب التونسي، كما كان الحال بالنسبة للسياحة حيث غاب الجزائريون عن تونس بسبب جائحة كورونا.

الفرق الجزائرية التي انطلقت في التحضير ضمن البرنامج المحدد من طرف السلطات لم تتعب كثيرا في إيجاد أماكن التحضير، حيث لا تخلو ولاية في الجزائر بما فيها الصحراوية مثل بسكرة وبشار من وجود فضاءات غابية يمارس فيها اللاعبون الجري والتحضير البدني الضروري، كما تمتلك فنادق مقبولة في منطقتها ويبقى المشكل الوحيد والكبير في نفس الوقت هو نقص وأحيانا انعدام ملاعب الكرة وميادين التدريب خاصة من العشب الطبيعي، وتؤكد مختلف التقارير الواردة من مختلف المدن والتي تخص كبريات الأندية، بأن إدارتها راضية عن المواقع التي اختارتها، بالرغم من أن بعضها أكد بأن فاتورة التحضير في الجزائر أغلى من الفاتورة التي تدفعها الأندية في تونس على سبيل المثال، وقارنت بين اختيار الجزائريين السياحة في تونس وعزوفهم عنها في الجزائر بسبب الأسعار المرتفعة عندنا إضافة إلى نوعية الخدمات، وما يوجد في تونس من مسابح وقاعات علاج وأرضيات من العشب الطبيعي.

لم يكن التحضير خارج الوطن من أساليب العمل لدى الأندية الجزائرية، وكانت سفرياتهم لا تتم إلا بعد أن يتلقوا دعوة رسمية تكون فيها التكاليف على حساب الذي يوجه الدعوة، كما حدث في صائفة 1982 عندما قام فريق أولمبي الشلف بقيادة نجومه المعروفين مثل مكسي وبوهلة بتربص في مدينة برشلونة الإسبانية، ولكن منذ بداية الألفية الجديدة ظهرت موضة التحضير في تونس، وصارت تخص حتى أندية القسم الثاني هواة وما دون ذلك من أقسام رابعة وخامسة، وهناك أندية صارت تتربص مرتين في الموسم الواحد في تونس، بسبب التواجد القوي الذي بلغ قرابة ثلاثين فريقا دفعة واحدة في تونس، وصارت حتى المباريات الودية التي تجرى خلال هذه التربصات تلعب ما بين الأندية الجزائرية في ما بينها.

ووصل الأمر أن حدثت مناوشات جزائرية جزائرية، وحضرت جماهير من السياح الجزائريين في هذه المباريات، ولا أحد من هذه الأندية التي تصرف مئات الملايير سنويا فكّر في الاستثمار في مركبات رياضية بفنادق ومراكز علاج، أو على الأقل نقل التجربة التونسية إلى الجزائر، وتعتبر فترة كورونا أحسن فرصة من أجل التفكير في هذه المراكز، وقد سنحت في الموسم قبل الماضي للجزائر ولمركز سيدي موسى فرصة من ذهب لأجل أن يقوم الفريق العالمي الذي بلغ نهائي رابطة أبطال أوربا باريس سان جيرمان بالتحضير خلال فصل الشتاء في الجزائر، ولكن تماطل المسؤولين ومرض البيروقراطية أو اللامبالاة، جعلا الفريق الباريسي الذي يضم أحسن لاعبي العالم يولّي وجهه شطر المغرب، التي وفرت كل ما يحتاجه الفريق الباريسي المسيّر من طرف مؤسسة قطرية.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!