-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل تكرِّر حماس أنموذجَ حزب الله؟

حسين لقرع
  • 1605
  • 9
هل تكرِّر حماس أنموذجَ حزب الله؟

هناك إجماعٌ في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية الصهيونية على أن قوة الردع الهائلة التي كان يتمتّع بها جيشُ الاحتلال طوال 7 عقود واكتسبها من انتصاراته الساحقة على جيوش الدول العربية في 3 حروب قد تآكلت الآن بشكل خطير، وضُربت في مقتل، ولاسيما بعد الجولة الأخيرة من القتال المحدود بين جيش الاحتلال وحماس الأسبوع الماضي.
قوَّةٌ إسرائيلية خاصة تحاول تنفيذ عملية في عمق غزة فتنبري لها المقاومة وتقتل قائدها، وهو للأسف درزيٌّ عربي كان يمكن أن يكون إلى جانب إخوانه الفلسطينيين بدل أن يعيش عميلاً، ثم يموت في سبيل الاحتلال، ولولا تدخّل الطيران الصهيوني وتغطيته انسحاب القوّة الخاصة لكان المقاومون قد أبادوا عناصرها. وبعد أن حاول الاحتلال الثأر لقتيله عبر القيام بعشرات الغارات الجوية على غزة، فوجئ بالمقاومة تطلق عليه أكثر من 500 صاروخ وقذيفة هاون في ظرف يومين وتُلحق أضرارا غير مسبوقة بمباني المستوطنين وسياراتهم ومزارعهم وتجرح منهم أكثر من 100 مستوطن، لكن الخسارة الأكبر هي الفشل الذريع لـ”القبة الحديدية” في التصدّي لصواريخ المقاومة؛ إذ لم تُسقِط منها سوى 100 صاروخ، في حين وصل 400 منها إلى أهدافها، ما أجبر قادة الاحتلال على قبول الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بلا قيد أو شرط، ودفع وزير الحرب ليبرمان إلى الاستقالة.
تصريحات عديدة للسياسيين والعسكريين الصهاينة تؤكّد أن حماس قد فاجأت الاحتلال في هذه الجولة المحدودة بقوّتها الصاروخية التي أصبحت أشدّ تدميرا وفاعلية وتفوّقت على “القبة الصاروخية” التي طالما تفاخر بها العدوّ، عميدُ احتياط كبير بجيش الاحتلال اشتغل سابقا قائد أركان المنطقة الجنوبية، اعترف لصحيفة “معاريف” أن الكيان الصهيوني “يعيش في أرذل المراحل الأمنية التي لم يسبق لها مثيلٌ منذ حرب أكتوبر 1973″، وتحسّر لعدم قدرة الجيش على الحسم مع حماس وهو الذي انتصر على ثلاثة جيوش عربية قبل 45 سنة!
أما ليبرمان فحذّر من أن “حماس ستكون بقوة حزب الله الصاروخية بعد عام واحد فقط من الآن”، ويعنى هذا أن حماس تتّجه إلى تكرار أنموذج حزب الله وبناء قوّةٍ صاروخية كبيرة تجبر جيش الاحتلال على الإحجام عن ضرب غزة مستقبلاً، تماماً مثلما باغته حزبُ الله بقوته الصاروخية الكبيرة في حرب تموز 2006 وأجبره بعدها على الامتناع عن مهاجمة لبنان إلى حدّ الساعة، وهو الذي كان يعربد في أجوائها كما يحلو له ويقوم بـ”نزهات” في مياهها الإقليمية وحدودها البرية في أي وقت يشاء، بل ويحتلّ بيروت في بضع ساعات!
اليوم، يبدو جليا أن حماس وباقي فصائل المقاومة قد بدأت تفرض معادلة “الدم بالدم والقصف بالقصف”، وبدأت تردع العدوّ وتكسر عجرفته بعد أن نجحت في تطوير قُدراتها الصاروخية برغم حرب صيف 2014 والاستمرار في ضرب مواقع المقاومة واشتداد الحصار، وهذا بكلّ المقاييس انتصارٌ جديد يدعو إلى الفخر في زمن الهزائم والنكسات والتسابق الخليجي المُخزي على الهرولة والتطبيع المجَّاني مع العدو، فضلا عن أنه مسمارٌ آخر يُدقّ في نعش “صفقة القرن” الأمريكية قبل أن تولد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبد النور

    على حسب بعض التقارير حزب الله هو من زود حركة حماس ببعض الصواريخ مضادات للدبابات أو غيرها ،و الله أعلم .

  • كريم

    ضحكت كثيرا لما رايت في اليوتوب احد قادة المقاومة يجمع الجموع من المدنيين لاحتفال بالنصر العظيم على طريقة خزب الله ، وفي الاخير اخرج المفاجءة التي بقي الكثير ينتضر فيها وهي مسدس غنمه من احد الحنود، الهذا تجمع الجموع يا اغبياء ، مسدس ، هل اغتنام مسدس يعتبر نصر مع الصواريخ النووية

  • عبد الله

    الشيعة يختلفون عن سنة حماس في كل شيء ..العملاءالسنةفي كل مكان في غزة والضفة...لا مجال للمقارتة الله يكون في عونهم..

  • شاوي

    فقط المعوقون أو العرب من يقارب بين ح الله وحركة حماس
    قبل إجتياح أمريكا للعراق أحفاد العرب بالجزائر والعرب والصهاينة أكدو لنا أن صدام ـالعراق ـرابع قوة لا يمكن لأمريكا أو غيرها أن تجتاحه
    ثم حصل ما حصل
    هذا المقال يردد نفس الشيء

  • شاوي

    وكأن الشروق وصحافتها يريدون القول أن هناك فرق بين بقايا العرب بشمال إفريقيا والعرب الشيعة والعرب السنة والعرب العلمانيون والعرب الدروز و....
    مالفرق بين العربية نعيمةصالحي و دحلان و القرضاو

  • الشروق السعيد

    الأمة الإسلامية مع المقاومة الفلسطينية وليس غيرها
    قال النبي - صلى الله عليه وسلم : إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم
    أي لا نصيب لهم الأجر من أشباه حزب الله لأنهم ليسوا على الحق

  • alboussaairi

    لما أراد العرب تحرير فلسطين كأوطان وأنظمة قائمة و دحر الصهيونية إلى الأبد استنفر الغرب االصليبي جيوشه و ناصر الذين يَتَوَلّوْنَهُ" اليهود" ومكَّنُوا له الوطن القومي. واليوم يُسَوِّق االإعلام الصهيوني " هزيمته " أمام جماعات مسلحة ليخدع الشعب العربي بغرس فكرة التمرُّد على القيادة الوطنية ، بل الوحدة الوطنية في الوقت الذي تتشكل الأحلاف ، وتُمَتَّنُ الروابط الوطنية و القومية

  • متسائل

    العزة لله و لرسوله و للمؤمنين و ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم, الله ينصر الشجعان الصامدين رافعين الرؤوس و يخذل المنافقين الجبناء العملاء و من على شاكلتهم. و اللهم ارنا في الضالمين المتكبرين العنصريين المغتصبين عجائب قدرتك .

  • الشروق السعيد

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك
    --------------------------------------------------------------------------------------------
    لا يجب أن تصغي المقاومة لنداء المنادين بالتهدئة من الدوحةوغيرها