-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إنفانتينو أرعب عشاق اللعبة الشعبية في آخر خرجة له

هل تُغيّر كورونا قواعد الكرة وتحرم جمهورها من متعتها

هل تُغيّر كورونا قواعد الكرة وتحرم جمهورها من متعتها
أرشيف

كل التقارير الطبية في العالم، تستبعد إنتاج لقاح ضد كورونا، قبل سنة من الآن، ومنها من يشكّك في إمكانية تحقيق هذا الإنجاز العلمي، بنفس النجاح الذي يأمله الناس، لأنه توجد فيروسات كثيرة ظهرت منذ عقود ومنها الخاصة بالمناعة المكتسبة الإيدز، الذي مازال من دون علاج ولا لقاح.

ولأن الأثر النفسي الذي سبببه كورونا للبشرية وعدد ضحاياه في كل قارات العالم حطم كل الأرقام القياسية وأيضا المعنويات، كما يتم التحذير من موجات أخرى للفيروس في الخريف وأيضا في الشتاء القادم، فإن الحلم بعودة لعبة كرة القدم بسهولة لسابق عهدها هو ضرب من الخيال على الأقل إلى غاية السنة القادمة، وهناك من بلغ به التشاؤم أو ربما الاستشراف، أن حكموا على كأس العالم في قطر بالإلغاء، وليس التأجيل فقط، إعتقادا منهم بأن اللعبة ستتغير ما بعد كورونا، فمن غير المعقول أن ترجع الجماهير بنفس أعدادها وحماسها واحتفالاتها، ومن غير المعقول الإحتفال بتسجيل الأهداف بنفس الطريقة وأن يتحد اللاعبون بنفس الطريقة في جدار الصد وغيرها من اللقطات التي تتطلب الإلتحام والاحتكاك، وهذا في المدى القصير والمتوسط، ومجرد التفكير في تغيير قوانين اللعبة سيفقدها الجمال والمتعة المعروفة بها، ويبقى الأمل في الإنجليز بلد كرة القدم في محاولة لمنع أي محاولة لتغيير قوانين اللعبة الشعبية ولو يتجميدها نهائيا إلى أن يتأكد انقراض هذا الفيروس الخطير الذي انتقل عدد ضحاياه من الآلاف إلى الملايين.

رئيس الاتحاد الدولي السيد جياني إينفانتينو هز العالم عندما تحدث منذ يومين وقال بأن اللعبة المحبوبة ستتغير جذريا بعد نهاية مصيبة كورونا، وإذا كان السيد إنفانتينو لم يُفسّر ما يقصد من التغيير، فإنه فتح الباب أمام الكثير من التأويلات، فمن المؤكد أن الجانب الإقتصادي سيتغير رأسا على عقب ومن المستحيل أن تبقى الأرقام المليونية هي المسيطرة على مشهد التحويلات الصيفية للاعبين والمدربين، ولكن الهلع الذي هزّ عشاق الكرة أن يستمر التأجيل لأشهر طويلة بعد أن فقد عشاق الكرة كأس أمم أورةبا ورابطة الأبطال وأوربا ليغ ومختلف الدوريات الممتعة، ناهيك عن تأجيل الألعاب الأولمبية وكلها استهلكت المال الكثير.

لم تغير كرة القدم من أول دورة لها في كأس العالم سنة 1930 إلا القليل من قوانينها، واحتفظت بأهم قواعدها مثل التسلل والمخالفات وضربات الجزاء والركنيات وعدد اللاعبين ومقاس الملعب، وكل التغييرات التي طالت اللعبة مثل عدد الاحتياطيين المسموح لهم بالدخول وبعض القوانين التحكيمية، وتقييد حرية الحارس في استقبال الكرة بيديه من زميل له، لم تؤثر كثيرا على اللعبة الجماعية التي تعتمد على الاحتكاك بين اللاعبين في كل ساحات اللعب وحتى خارج الميدان، وتعتمد بالدرجة الأولى على الحضور الجماهيري القوي الذي لا يكاد ينزل عن الخمسين ألف متفرج في كل مباريات الدوري الإنجليزي والألماني والإسباني والإيطالي، ومجرد التفكير في تقييد اللعبة حسب المتطلبات الصحية بسبب كورونا هو تفجير اللعبة، وستفقد شعبيتها نهائيا لو لبست ثوبا آخر، ويمكن حينها تغيير إسمها وستبقى المباريات القديمة فقط من تصنع حنين عشاق الكرة للعبة التي سحرتهم على مدار سنوات، ويزداد الخوف عندما نعلم بأن الكرة فقدت أنصارها في الصين منذ بداية ظهور الفيروس أي منذ أربعة أشهر، وسيتواصل ابتعادهم عن الكرة على الأقل خلال الأشهر الستة أو ما يقارب السنة من دون كرة، وهو زمن طويل جدا سيجعل العودة عسيرة إن لم نقل مستحيلة.

الحرب العالمية الثانية وحدها من نسفت كأس العالم في نسختيه في سنتي 1942 و1946، ولكن اللعبة كانت متواصلة حينها في الكثير من بلدان العالم، ومنها أمريكا الجنوبية، وبقيت الكثير من الدوريات تجري من دون انقطاع، لأن الحرب العالمية ضربت بعض الدول وليس جميعها، بينما تمكنت كورونا من إصابة أكثر من مائتي بلد، وكان ضحاياها في الدول المشهورة بلعبة كرة القدم ومنها الجزائر التي ارتفع أعداد الضحايا فيها بشكل رهيب فجعل بطل القارة السمراء في كرة القدم، هو الأول أيضا في الوباء في إفريقيا، وكما تمّ تجميد اللعبة لعدة سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية يمكن تكرار ذات الأسلوب والتضحية بجيل من اللاعبين الكبار الذين سيفوتهم قطار العمر، على أن يتم تغيير بعض قوانينها أو جعل الموسم الكروي القادم هو موسم للمتابعة التلفزيونية لمباريات تلعب من دون جمهور وتحت مراقبة طبية كبيرة ومن دون التحام، كما بدأ يسوّق البعض للعبة لا تشبه لعبة كرة القدم.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • المتأمل من بجاية

    الرياضة رياضة للجسم والنفس والعقل....لكنها أصبحت اليوم قمارا ونطاحا وأموالا طائلة بغير حق ...وتعدت الخط أكثر لما أصبحت مخدر الشعب ....اما أحسن الرياضة أيام زمان السبعينات والثمانينات حيث يأخذ اللاعب أجرة محترمة ليعيش بها ...للأسف أصبحت هوسا
    ما أجمل أن آخذفأسي وأحدم به أرضي ،وما أنبل قلمي لما أخط به سطور العلم الصالح...والسلام