-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد الإطاحة ببوحجة من المجلس وولد عباس من الأفلان

هل حان دور عبد المجيد سيدي السعيد؟

محمد مسلم
  • 8050
  • 9
هل حان دور عبد المجيد سيدي السعيد؟
ح.م
الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد

اقتربت رياح التغيير من بيت الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، بعد أزيد من عشرين سنة من تربعه على عرش الذراع الاجتماعية للسلطة، في أعقاب اغتيال أمينها العام السابق، عبد الحق بن حمودة.

واقترب الحراك من مبنى دار الشعب بأول ماي، بعد أن تنقل خصوم سيدي السعيد من مختلف ولايات الوطن، للاحتجاج ضد طريقة تسييره لهذه الهيئة النقابية، وكذا التفريط في حقوق العمال والتنكر لها، وطالبوه بترك منصبه لأنه لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار في قيادة المركزية النقابية.

ولم يعد الغضب المتعاظم من سيدي السعيد، مقتصرا على الحركة التصحيحية التي يقودها كل من السيناتور والقيادي في المركزية النقابية الطيب حمارنية والنائب السابق والقيادي الآخر عيسى منادي، بل امتد أيضا إلى فئات أخرى لم تكن جزءا من هذه “التصحيحية”، على غرار اتحادات ولائية عريقة وقوية، تمثل كلا من ولايات قسنطينة وتلمسان، على سبيل المثال لا الحصر.

وإزاء هذا المستجد، لم يتمكن سيدي السعيد من بلورة خطاب يواجه به “الثائرين ضده”، باستثناء التهجم على خصومه في مشهد طغى عليه الكثير من البؤس، حيث وصف خصومه بـ”الخبثاء” و”الخفافيش”، كما اتهمهم بالعمل ضد مصلحة العمال (!!!)، فيما حاول الاستقواء بالرئيس بوتفليقة عندما قال إنه لا يزال يحظى بثقة الرئيس على حد تعبيره.

وقد حاول الرجل الأول في المركزية النقابية، إقناع إطارات وأبناء الاتحاد بأنه لا يزال يعمل من أجل مصالح العمال، وهي الحيلة التي لم تعد تنطلي على الكثير إن لم يكن غالبية العمال، ويجسد هذا الاعتقاد الرد الذي جاءه من عضو المكتب الوطني لنقابة عمال سلك شبه الطبي، مصطفى شريف، الذي قال إن “سيدي السعيد لا يمثل العمال ولا بد عليه أن يرحل، لأنه خان الأمانة، بعد أن تحالف مع الباترونا ضد مصلحة العمال، من خلال حمايته أصحاب المال”.

ويأتي الحراك الذي استهدف قيادة المركزية النقابية، في ظرف جدّ حساس، طبعته التغييرات التي هزت بعض المؤسسات والهيئات الرسمية، على غرار المجلس الشعبي الوطني، الذي شهد تغيير رئيسه، السعيد بوحجة في عملية استعراضية وغير مسبوقة، وكذا السقوط المدوي للأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، الذي كان يقول إنه لن يغادر منصبه كأمين عام للحزب العتيد، إلا في سنة 2020، أي موعد انعقاد المؤتمر الحادي عشر.

ويرى متابعون للشأن السياسي أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم يعد يؤدي الدور المنوط به تقليديا في عهد سيدي السعيد، كذراع اجتماعية للسلطة كما كان الشأن منذ تأسيسها في العام 1956 كذراع للثورة التحريرية، وهو ما أفقد السلطة داعما مهما في مواجهة أزماتها المتعددة الأبعاد.

ويرجع المراقبون الوضع الذي آل إليه حال المركزية النقابية، إلى فشل قيادتها في مرافقة التحولات التي تشهدها البلاد، بسبب عجز سيدي السعيد عن تطوير الأداء المطلبي للاتحاد، الأمر الذي أفقده الكثير من فضاءاته النقابية، بسبب قربه المشبوه من رجال المال على حساب انشغالات العمال، لصالح نقابات قطاعية مستقلة استطاعت أن تحيّد نقابيي سيدي السعيد في قطاعات مهمة من النشاطات الخدماتية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، يرى متابعون أن هذا المعطى يمكن أن يكون سببا في تخلي السلطة عن سيدي السعيد من أجل الحفاظ على مصداقية وقوة ذراعها الاجتماعي، لا سيما أنها مقبلة على استحقاقات ليست كسابقاتها، بسبب السياقين السياسي والاجتماعي اللذين يطبعان المشهد في الآونة الأخيرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • hamid BOUBATA

    ما يبقى في الواد غير احجارو . لقد جفت البقرة الحلوب و لم يبقى لزعماء هذه النقابة التي أفلست العمال سوى اكل بعضهم البعض .

  • kourssi hata amout

    دوام الحال من الموحال ولكل بداية نهاية يا الدّا السّعيد ،كلنا ذاهبون و كلنا ميّتون حتى فرعون لم يفلت منها ،تحبون الكرسي حبا جمّا ومن ينافسكم عليه يصبح خائن و خبيث ،عيش تسمع !!!!

  • Samir

    Bonjour un syndicaliste qui s'arrange du côté du pouvoir il a bien choisi son clan il n'a aucun souci pour les travailleurs plutôt pour les hommes d'affaires

  • عبد القادر

    سيدي السعيد وبئس المصير .إنها استجابة رب العباد لدعوة العمال المظلومين بسبب تخليك عن الدفاع عن حقوقهم لتنعم انت وزبانيتك بما جادت عليك السلطة وأرباب المال من الاموال الشيء الكثير مقابل هذا الصنيع دون اكتراث بالأمانة التي حملوكها وما أعظمها أمانة.هؤلاءالذين واليتهم لتمتلئ أرصدتهم كما رصيدك على حساب العمال هم اليوم يتخلون عنك بهذه الصورة كما تخلوا عن اخرين امثالك.اناس مجرد ادوات لا الا لهم ولا ذمة.

  • ZAKI

    INCHALLAH SON TOUR BON DE DIEU IL FAUT LAISSEZ LA PLACE AUX LES JEUNES GOUVERNER DANS TOUTES HAUT RESPONSABILITE ET DU SANG FRAIS JEUNE SI NON POURQUOI LES CHAHADAS ET LES MOUDJAHIDINES ONT LIBÉRER CE BEAU PAYS ET LAISSEZ LEURS VIES POUR CA NON CAR UN GRAND PAYS QUI TOURNE QUE VERS LE PÉTROLE ON A MARRE DE CA L'ALGÉRIE EST UN GRAND PAYS AGRICOLE MINERAIS ET AUTRES MAIS SEULEMENT DES VAUTOURS QUI PILLENT ET VOL ET LE COMBLE ILS METTRE L'ARGENT VOLE A L’ÉTRANGER AUX MOINS SI ILE INVESTISSENT L' ARGENT VOLE AUX BLED A L’ÉCONOMIE

  • متقاعد

    أنا في التقاعد وأستطيع أن أقول أن هذا سيدي السعيد لم نرى منه إلا البؤس طيلة فترتي في الشغل - إنه سرطان الإتحاد العام للعمال الجزائريين - لحد الان لم نأخذ 20% كتكملة لحقنا في التقاعد-

  • abu

    القبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ينتظره على أحـــر من الجمر....

  • مواطن

    من يريد اسقاط سيدي السعيد ودفعه الاستقالة هي أطراف مشبوهة ولها اجندات معروفة وهدفها زعزعة السلطة حتي تتمكن من الوصول للسلطة. وهذه الاطراف هي الأحزاب والشخصيات ذات الانتماء الاسلاموي كحمس والنهضة وووو. فلا يخفى على أحد النوايا الخبيثة لهذه الأحزاب فهي تدمر كل شيء من أجل الوصول للسلطة.

  • رادار

    سيدي السعيد محتال والعمال الذين قبلوا تسييره للنقابة وتحالفه مع السلطةو الباترونا خونة .وين كانو كل هده المدة