هل سيتوقف التحرش بالتربية الإسلامية؟
-
-
926
-
8
اتضح أن الضجة التي أثيرت حول إلغاء سورة الإخلاص من البرامج التربوية كانت زوبعة في فنجان، وأن الباحث الذي نُسبت إليه تصريحاتٌ تدعو صراحة إلى إلغاء هذه السورة لم يصدر منه هذا الكلام، وإنما دعا إلى إبقائها مع إلغاء الشرح لأن عقل التلميذ لا يستوعب الشّروح التفصيلية لهذه السورة التي تتحدث عن أسس التوحيد وصفات الله تعالى، الذي لم يلد ولم يولد.
لقد اختصِر هذا الملتقى الدولي الذي حضره مختصون ومسؤولون من بلدان عربية وإسلامية، في الجدل حول إلغاء سورة الإخلاص فيما تجاهل الجميع محاور الملتقى والكلام المهمّ الذي قيل فيه، بل وغطت هذه القضية حتى على النقائص الكبيرة التي شابت الملتقى وعلى رأسها عدم حضور المعنيين المباشرين بتدريس التربية الإسلامية وهم المسؤولون في وزارة التربية.
نعم ..الوزيرة بن غبريط لم تحضر الملتقى الذي نُظم تحت رعاية رئاسة الجمهورية، وتناول موضوع تدريس التربية الإسلامية رغم أنها من الوظائف الأساسية لوزارة التربية، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول موقف الوزيرة من هذا الملتقى الذي دعا إليه المجلس الإسلامي الأعلى، وهي التي كانت من بين أهم الشخصيات المبرمَجة في الجلسة الافتتاحية، لكنها فاجأت الجميع بغيابها عن هذا الحدث الذي لم يحضره سوى ممثل عن الوزارة في ظل غياب الكادر البشري المكلف بالإشراف على تدريس المادة والمتمثل في مفتشي المادة في الولايات.
وهنا يطرح سؤالٌ كبير عن سبب هذا الغياب الكبير في وقت تخوض وزارة التربية عملية إصلاح كبرى للمناهج التربوية وتأخذ التربية الإسلامية حيزا كبيرا في هذه الإصلاحات، حيث كانت الانتقادات الموجهة إلى وزارة التربية تنصبُّ كلها على الطابع الاستعجالي للإصلاحات وعدم استشارة الكفاءات والخبراء واعتماد الإصلاحات بشكل فردي وبعيدا عن أنظار الرأي العام.
والآن بعدما تفرَّق المشاركون في الملتقى الدولي لتدريس التربية الإسلامية وصدرت التوصيات، هل ستحاول وزارة التربية الاستفادة من أوراق المؤتمر والمحاضرات التي ألقيت خلاله لبلورة تصور واضح لتدريس التربية الإسلامية، أم تواصل تطبيق الإصلاحات بعيدا عن إسهام المختصين والمفكرين؟ وهل تتوقف الوزارة عن التحرش بهذه المادة الأساسية في تربية النشء الجديد من خلال استهدافها من حيث الحجم الساعي والمعامل كما حاولت فعله خلال السنوات الماضية؟
