-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما فضّل دراجي وملايكة وبوعمامة وبوعشة خيار الكتابة والتأليف

هل سينجح أبناء “اليتيمة” في كشف أسرارها وخباياها من الداخل

صالح سعودي
  • 3747
  • 3
هل سينجح أبناء “اليتيمة” في كشف أسرارها وخباياها من الداخل
ح.م

عرفت السنوات الأخيرة، خروج بعض صحفيي التلفزيون الجزائري العمومي من منطق الصمت، وفضل بعضهم اللجوء إلى خيار الكتابة في مسائل تخص مسارهم مع “اليتيمة” وأخرى في مسائل أكثر حرية بعيدا عن خط المؤسسة الإعلامية العتيقة، فكان المجال واسعا لإصدار عدة كتب من طرف إعلاميين نشأوا وتمرسوا في التلفزيون العمومي، في صورة محمد ملايكة وصورية بوعمامة وحفيظ دراجي وزين العابدين بوعشة وغيرها من الأسماء.

وقف عديد المتتبعين على الخطوة التي قام بها بعض أبناء التلفزيون الجزائري العمومي ممن فضلوا خوض غمار الكتابة في مجال السيرة الذاتية أو الكتابة بحرية بعيدا عن خط المؤسسة المعروف بالتحفظ، ما خلف موجة من الترحيب المصاحبة لطرح عديد التساؤلات حول سياق الموقف والمضمون، فكتاب صورية بوعمامة كان مجالا للكتابة عن جانب من مسيرتها، معرّجة على فترة العشرية السوداء التي عرفت اغتيال عدد كبير من الإعلاميين بعضهم من التلفزيون، فيما كان كتاب زين العابدين بوعشة مجموعة مقالات تصب في خانة التجربة والذكريات ومساحات للرأي بعيدا عن خط التلفزيون العمومي، أما حفيظ دراجي فقد كانت مؤلفاته عبارة عن انطباعات في شؤون الرياضة وأشياء أخرى، فيما سرد محمد ملايكة جوانب من محطاته خلال نصف قرن في التلفزيون.

بوعمامة كسرت الحاجز بـ “أوراق ليست للنشر”

وتعد الصحفية ومقدمة النشرة في التسعينيات صورية بوعمامة في صدارة الأسماء التي فضلت غمار الكتابة والتأليف منذ 5 سنوات، بكتاب من 270 صفحة عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، في محاولة لكسر الحاجز تحت عنوان “أوراق ليست للنشر”، حيث عملت على إعطاء صورة عن التلفزيون الجزائري من الداخل، مصحوبة باعترافات ومواقف وذكريات بعضها أليمة تعود إلى عشرية الدم والاغتيالات والدمار، حيث تقول صورية بوعمامة في حديث لـ”الشروق”: “كنت أول من صدر له كتاب من التلفزيون، ومن خلال أوراق هذا الكتاب وجهت دعوة إلى كل الصحفيين أن يكتبوا، والأكثر من هذا وجهت دعوة إلى كل إمام وإلى كل مدير مستشفى وإلى كل من عاش وعايش سنوات الجمر أن يكتب”، وقالت صورية بوعمامة في هذا السياق: “كتابي شهادة حية من داخل التلفزيون عن ظروف عمل الصحفيين.. أهديته لكل أرواح الزملاء الذين سقطوا تحت رصاص الإرهاب.. صدر في طبعتين.. وكان سيصدر في طبعة ثالثة لكن مازلنا ننتظر حتى اليوم”، في الوقت الذي تحضر لكتاب جديد يحكي على أهم الشخصيات السياسية والثقافية والدبلوماسية والأممية التي التقتها طيلة مسارها المهني من رؤساء أجانب وجزائريين وخبراء أمميين ووزراء ونجوم إعلامية تركت فيها أثرا.

دراجي يغرد خارج اليتيمة وبوعشة بـ “ومضات”

من جانب آخر، فقد كان للصحفي زين العابدين بوعشة إصدار عام 2016 بعنوان “صحافي فوق العادة… مقالات وومضات خارج الخط الافتتاحي”، حاول من خلالها سرد جوانب من تجربته الإعلامية، ومواقف وآراء بعيدا عن الخط الافتتاحي لمؤسسة التلفزيون العمومي، حيث قال في هذا الجانب: “لا تُصنع ثورة في التلفزيون أو الإذاعة أو أي وسيلة إعلامية تابعة للقطاع العمومي لأنها قلاع محصنة وجدت لخدمة النظام وسياسة الدولة.. الأمر الذي يجعل هامش الحرية ضيق النطاق أمام الصحافي.. من هنا حاولت أن أكون صحافيا فوق العادة لأكتب خارج التزامات المؤسسة…”. وقد تضمنت مقالاته عدة مسائل وقضايا وقف عليها منها: “شهادتي في قضية الخليفة”، “لماذا رفض مانديلا دعم الفيس”، “الرئيس واللواء قبل رحيل جيل خالد نزار”، “الغاز الصخري أو غاز الغضب”، “نبض الوطن”، “انشغالات إعلامية”، “متابعات رياضية”. “ومضات” وغيرها.

 في المقابل، فضّل المعلق الرياضي حفيظ دراجي التغريد خارج محيط التلفزيون الجزائري الذي نشأ وترعرع في أحضانه، حيث كانت له إصدارات لكنها صبت في خانة الجلد المنفوخ، وآخر كتبه تتضمن انطباعات بخصوص الحراك الذي تشهده الجزائري منذ 22 فيفري الماضي، ورغم ذلك يبقى حفيظ دراجي يحن إلى مدرسته الأولى، حيث يقول في إحدى منشوراته السابقة: “في كل مرة تعود ذاكرتي إلى تلك المحطات الجميلة التي قضيتها مع زملائي، وتلك التضحيات الكبيرة لبنات وأبناء الجزائر في أصعب الظروف.. ألف رحمة على أرواح كل زملاء المهنة الذين رحلوا عنا خاصة ضحايا المحنة الوطنية.. الأجمل أن كل الذين قاموا بواجبهم في مختلف المواقع يفتخرون بما قدموه، ويعتزون بالانتماء لمدرسة وأسرة التلفزيون العمومي ولوطن اسمه الجزائر..”.

ملايكة يسرد “نصف قرن في التلفزيون”

ولم يتوان أحد أعمدة التلفزيون الجزائري في الستينيات والسبعينيات محمد ملايكة في دخول معركة الكتابة هو الآخر، في إطار السيرة الذاتية، من خلال كتابه المعنون بـ “نصف قرن في التلفزيون”، مؤكدا في كتابه أن مدرسة التلفزيون الجزائري تخرّج منها الكثيرون في السابق، حيث كانت الإمكانات قليلة لكن الأعمال –حسبه- كانت في المستوى، مضيفا أن المؤسسة أنجبت صحفيين يملكون القدرة والقاعدة لممارسة الصحافة المسموعة والمرئية ويعود ذلك في نظره إلى تطبيق كل مقاييس العمل في التلفزيون، كالهيئة وتقاسيم الوجه وإتقان اللغة وغيرها، كما يتطرق محمد ملايكة الذي يعد من مواليد 1946 بقرية أولاد العلايق بالبليدة، في كتابه المتشكل من 70 صفحة، إلى عديد القضايا العالقة في ذاكرته، في الشقين الإيجابي والسلبي، مفضلا الخروج نسبيا عن مبدأ التحفظ، وهي خطوة استحسنها الكثير في إطار معرفة بعض خبايا “اليتيمة” من الداخل، من خلال كتابات أبنائها من رجال الإعلام، في انتظار إقدام وجوه إعلامية أخرى على ذات الخطوة، وهي التي بمقدورها الكتابة عن اليتيمة توثيقا وتأريخا وتقييما ونقدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • لخضر الجزائري

    اعتقد ان كلمة " اليتم " تنطبق علبكم انتم اصحاب الاقلام الماجورة و المتغيرين كالحرباء ، من ذكرتهم تنكروا لفضل التلفيون العمومي عليهم و انقلبوا من " فخامة الرئيس،" الى السب و النكران لاسباب بطنية لا غير

  • محمد 23

    الى الاخ علي.
    ما تحركنا للغلق او الخنق كما فعل السفهاء منا و لكن تحركنا لتنصيب الانسان المناسب في المنصب المناسب و بعون الله بكل شفافية و الاهم و للنهاية بالسلمية ان شاء الله

  • علي

    اليتيمة واخوتها يغلقها الحراك مستقبلا