-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل كان أنور السادات مظلوما؟

هل كان أنور السادات مظلوما؟

في السابع عشر من سبتمبر، من سنة 1978، عندما طار الرئيس المصري أنور السادات إلى واشنطن والتقى برئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن تحت رعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ووقّع اتفاقية سلام في منتجع “كامب ديفيد”، اهتزت الدنيا ولم تقعد إلى حد الآن، ووافقت كل الدول العربية بما فيها سلطنة عمان على تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، وحتى المسلسلات المصرية التي كانت تتابعها الأسر العربية تمت مقاطعتها، بالرغم من أن مصر استرجعت بعد المعاهدة، صحراء سيناء، وأقامت هدنة أوقفت الحروب الممتدة ما بين الكيان الصهيوني والعرب من سنة 1948 إلى سنة 1973، واليوم وبعد مرور أربعين سنة يستقبل السلطان قابوس في العاصمة العُمانية مسقط، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من دون أرض ولا توقيف للحرب المعلنة على قطاع غزة، ولا تهتز الدنيا ولا تُعلّق عضوية السلطنة في الجامعة العربية.
هل كان أنور السادات سابقا لعصره العربي، عندما راهن على أن يتبعه بقية رؤساء العرب في التطبيع؟ وهل كان مظلوما عندما نال الأرض وأوقف الحرب نظير موافقته على أن يرفرف علم الكيان في سماء القاهرة منذ أربعين سنة، على الأقل مقارنة بما فعله مقاطعوه، ومن جاء من بعده؟
ربما السلطان قابوس الذي قاربت سنّه الثمانين، كان أكثر “جرأة” عندما استقبل زعيم الليكود وزوجته بحفاوة رسمية وعائلية، وهو يعلم بأن التطبيع أخذ أبعادا مختلفة في دول الخليج العربي، حيث استقبلت الإمارات العربية المتحدة فريقا صهيونيا للمصارعة، واستقبلت قطر فريقا من الجمبازيات الإسرائيليات خلال الأسبوع الماضي فقط، فأعلنها في زخم قضية الصحافي المغتال جمال خاشقجي، فمرت الزيارة كأمر واقع، أو كعود ثقاب في بركان من المآسي.
المشكلة ليست في سلطان عمان قابوس، ولا في الرئيس المصري الراحل أنور السادات أو في غيرهما من زعماء العرب، الذين تورطوا جميعا في قمع شعوبهم والانحدار بالأمة إلى ما آلت إليه العراق وسوريا واليمن وليبيا، ولكن التاريخ الدموي لبنيامين نتانياهو هو الذي يحزّ في النفس، فقد كان ضمن صفوف الجيش الصهيوني الذي احتفل بنكسة العرب في حرب 1967، وكان منذ تسلمه القيادة، الرجل الذي أدخل ياسر عرفات في متاهات وهو من أمر رئيس بلدية القدس بتهويد بيت المقدس، وكان الذراع الأيمن للسفاح شارون، وكل ما كتبه من مؤلفات، يقطر عنصرية وكرها للعرب والمسلمين، كما يظهر من كتابيه “الإرهاب العالمي وإسرائيل والعالم”.
منذ عشر سنوات أفتى رجل الدين العُماني سعيد بن ناصر الناعبي، بخروج الخليفة العباسي هارون الرشيد من ملة الإسلام، وكان من بين الأحداث التاريخية التي استند عليها، كون هارون الرشيد كان يستعين بيهودي كمستشار، والآن يستقبل سلطان عمان زعيم الليكود وقائد الحروب نتانياهو، فيسكت المفتي والحكام وتسكت الشعوب ويسكت الإعلام والأئمة.. وكلنا نعلم بأن السكوت علامة.. الرضا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • شخص

    لكل زمن خونته

  • شخص

    بعض هؤلاء البؤساء، يظنون أنهم بالتذلل لأمريكا و ربيبتها إسرائيل سينالون شهادة سوابق عدلية نظيفة من تهمة التطرف و الإرهاب، و الحقيقة أنه كلما ازدادوا تنازلاً زاد احتقار العدو لهم و زاد في إذالالهم !

  • الطيب

    حكام العرب قاطعوا أنور السادات ليس لأنه اختار التطبيع مع الكيان الصهيوني و لكن لأنه استعجله و هو ذاته كان يعلم بالعلاقات العربية الإسرائيلية السرية فقط أراد أن يخرجها للعلن .....و كان له السبق في ذلك !