-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل نحتاج إلى لجنة رقابة على التلفزيون؟!

قادة بن عمار
  • 2206
  • 6
هل نحتاج إلى لجنة رقابة على التلفزيون؟!

في مصر، وضعوا لجنة خاصة بمراقبة الدراما على مستوى البرلمان، وقد أثار تعيين هذه اللجنة ردود فعل كبيرة وعاصفة من الانتقادات لدى ممارسي المهنة، خصوصا أن كثيرا منهم رأوا في وجودها “تعدّيا” على الحرية في الإبداع ومصدرا جديدا للرقابة (وقد يكون ذلك صحيحا!!)، لكن قيام اللجنة بوضع بعض المعايير لإنتاج وبث الدراما والمسلسلات على الفضائيات، دفع الكثير من الجمهور إلى احتضانها حيث وضعت سنّا لمشاهدة كل مسلسل، وحددت معظمه عند ستة عشر عاما، كما وضعت لائحة بالألفاظ الممنوعة والخادشة للحياء، ومع ذلك لم تنجح كليا في منعها وإن كانت قد منعت البعض، خصوصا أن النقاش لا يزال جديدا ويعاد إنتاجه سنويا بمناسبة حلول رمضان وفي بلد يعد أول منتج للدراما التلفزيونية في العالم العربي! فماذا لو فعلنا الأمر ذاته في الجزائر؟ كم عدد برامج الكاميرا الخفية المليئة بالعنف ستختفي من الشاشات؟ وكم عدد المسلسلات التي سيعاد النظر في مضمونها الحامل لكثير من عبارات الشتم والسلوكات غير اللائقة؟ وكم عدد القنوات التي ستصمد؟ وكم.. وكم؟؟
من حق البعض أن ينتقد “كمّ الرداءة” التي انتشرت عبر كل القنوات التلفزيونية في شهر رمضان الكريم، ومن حق “الجميع” أيضا تذكير “الجميع” بأنّ هذا الشهر الكريم هو شهر عبادة بالأساس، وليس “شهر مسلسلات ودراما وكاميرا خفية”، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر دور التلفزيون في حياتنا الراهنة، وأن المشاهد والمتلقي يحكم ويحدد شعوره وموقفه على حسب البرنامج الذي يقدمه له، فإن ضاعفت جرعة الرداءة فالأكيد أنه سيشعر بكثير من القنوط والكآبة والإحباط لنزول المستوى، وإن رفعت من نسبة البرامج المفيدة فلا شك في أنه سيعتبرها إضافة مهمة لسلوكه النموذجي في شهر رمضان!
هنالك العديد من البرامج التي تعتمد الكاميرا الخفية أسلوبا ولكنها ترمي إلى تثبيت سلوكات جيدة على غرار برنامج “الصدمة” الشهير الذي تقوم قنوات (الأم بي سي) وغيرها من القنوات العربية ببثه منذ 5 سنوات أو أكثر، وقد شاهدنا استنساخا لهذا البرنامج عبر الكثير من القنوات، بينها برنامج “التجربة” الذي قدم في موسمين عبر “الشروق”، وبرامج أخرى، تحيي سلوكات اعتقدنا أنها ماتت لدى الجزائريين والمسلمين عموما، مثلما تكشف لنا في الوقت ذاته، استقالة عدد كبير منهم حيال بعض الظواهر الاجتماعية التي تملأ الشوارع!
مثل هذه البرامج والأفكار، من المؤكد أنها ستتحول إلى طاقة إيجابية لدى المتلقين، بشكل لا يجعل من هؤلاء ينتقدون “تلفزيون رمضان” الذي تحول إلى كاميرا خفية وترفيه ممل ودراما لا روح لها، ولا نعتقد أن هنالك فتوى تمنح مشاهدة وإنتاج أعمال فنية إذا كانت ذات قيمة وتحمل رسالة مباشرة ومضمونا لائقا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • TADAZ TABRAZ

    كان أمل كل جزائري الى وقت قريب فتح الساحة الإعلامية وظهور قنوات وجرائد ... خاصة وعامة تتنافس من أجل المصلحة العامة وتوعية المواطن وتثقيفه ... وهذا في زمن الأحادية والقناة الواحدة أي اليتيمة لكن اليوم نريد بل نحتاج الى لجنة ليس للرقابة بل لغلق كل القنوات لأن أضرارها أكثر من فوائدها : أخبار مغرضة * * معلومات كاذبة ** شيتة ** نفاق ** إتهامات غير مؤسسة ** إستضافة متطرفين ومشعوذين** برامج لا علاقة لها بواقعنا وثقافتنا ... وأحسن مثال على ما أقول أن شكيب خليل قدم في إحدى القنوات وفي نشرة الأخبار " رئيس عصابة برتبة وزير " ونفس القناة إستضافته بعد سنتين كضحية مؤامرة مدبرة من قبل المخابرات

  • الطيب

    يا حسراه على الزمن الجميل ....يا حسراه على رمضان زمان .
    اليوم يواسلك " التمهبيل " وقت اللي تجي تفطر ......... الرداءة في كلش . يا سيدي خلونا هكاك خير .
    و إشهار " ليكوش " و .....! وقت الإفطار ! وين تروح تصيب إشهار القهوة !!

  • حسام

    لاأريد لجنة ولا وصاية فأنا الوصي على نفسي كل قنوات الغش والتبلعيط والدروشة والتنويم لا اتبعها والحمد لله أننا نحسن لغات أخرى والفضائيات الأجنبية تمتعنا بما نريد من موائد مستديرة منورة وأفلام ثقافية ووثائقية وأخبار متنوعة حول العالم فالعالم أصبح مفتوحا ومن أراد السير معه فأهلا وسهلا ومن أراد التقوقع يتبع محطات النفاق والتبلعيط والكدب التنويمو التداوي لكل الأمراض والآفات بالدعاء والتبريك وتقوية الجنس عند الرجل وعند المرأة

  • ناصر المهدي

    نعم نحتاج اكثر من مراقبة لابد من لجنة تتكون من وزارة الاعلام والثقافةو الشؤون الدينية و الدليل بالامس يطل عليناالتلفزيون العمومي الممول باموال الشعب و يشتغل بسواعد ابنائه ليسبنا و يسئ الى عقيدتنا و ال البيت عليهم الرضوان و يتطاول على السيادة الوطنية و رموز الدولة.دون حسيب و لا رقيب و في غفلة من الائمة و الدعاة و العلماء و عامة الشعب الجزائري المسلم. دون مراعاة لحرمة العقيدة ومشاعر المسلمين ثم ننتقد الاساءات التي تحدث في الدول الاوروبية و غيرها .

  • عبد المالك - الجزائر العميقة b

    إن الموضوع يستحق التعليق لأن قنواتنا الآن أصبحوا يروجون للعنف والعري وقلة الأدب .. بالله عليكم اليس فيكم رجل رشيد ؟ ألستم مطلعين على ما يجري حولكم .. إنه فعلا زمن الإنبطاح وزمن الخنوع والخضوع ألم تقرأوا قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت o إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .أين الأخلاق إذن ؟ أين الأشرطة الهادفة ؟ أين المسلسلان الراقية ؟ أين البرامج الثقافية ؟ أم كل شيئ صار في خبر كان ؟ لله درك يا شعب الجزائر المسكين ..كل تضحياتك راحت في مهب الريح ;وعليه فعندما يكون الضمير غائبا والمصلحة مبتدأ والوطنية خبر والصدق منفيا والكذب توكيدا والأوجاع ظرفا عندها يصبح المستقبل مبني للمجهول .. وندخلوا في حيط

  • محمد

    البرامج صنعت لتبرمج عقول المشاهدين ...نصيحة للناس ..لاتسمم عقلك وأخلاقك بما يعرض على أي تلفاز ...إذهب وحمل ما تعرف أنها مواد نافعة وتحرى الحقيقة ولاتنجر وراء الأسماء اللماعة بل أدرس المحتوى بتأن . ثم لما تسطر مقاييس شخصية لك ولعائلتك ...ستصبح تلك العملية أسهل مع الوقت ..ولن تندم على إعطاء أطفالك وعائلتك محتوى يليق بهم وينمي مواهبهم ويشجعهم على السمو بالأخلاق والتعلم وحب العمل والتحكم بالتكنولوجيا . ويملأهم بالإيجابية بدل السلبية المقيتة المدمرة لنفسية البشر الطاغية للأسف حاليا على المجتمع والإعلام.