هل يفقد مهرجان تيمقاد طابعه الدولي بسبب “التقشف”؟

توحي كافة المؤشرات بأن الطبعة القادمة لمهرجان تيمقاد “الدولي” بين قوسين لن تكون دولية بل طبعة محلية شعبوية، ما يشكل انتهاكا صارخا لبنود تأسيسه بصفته مهرجانا دوليا وحيدا بالجزائر منذ نشأته على يد نخبة من إطارات مدينة باتنة أواخر الستينيات قبل أن يعاد بعثه عام 1998 على يد الوالي الأسبق محمد شريف جباري في ظروف سياسية وأمنية خطيرة واستطاع أن يكسر العزلة الفنية التي عرفتها البلاد في تلك الفترة الحرجة.
وقبل شهر من انعقاده تبدو الأوضاع الفنية واللوجستية مجهولة كما يبدو الإشهار غائبا تماما في ظل الظرف القصير الذي أعلن فيه عن يوسف بوخنتاش محافظا جديدا تواجهه تحديات كبيرة أبرزها ضيق الوقت وضعف الموارد المالية وسط أنباء أشارت إلى تقليص عدد أيامه وقصره على الفنانين الجزائريين وبأجندة وطنية واضحة تكاد تقترب من نمط الشعبوية السياسية من خلال سهرات وطنية موزعة على فنون مناطق البلاد دونما اعتبار للمعايير الفنية المعتمدة على شباك التذاكر ونجوم الصف الأول الذين صنعوا الحدث خلال الموسم المنفرط أو في السنوات القليلة الماضية.
المهرجان الذي تموله الدولة ومن المنتظر أن تخصص له ولاية باتنة مبلغ 4 ملايير سنتيم يواجه تحديات كبيرة هذه السنة خاصة بعدما بدأت لوبيات محلية في عراك ضد الساعة لاقتسام الغنائم المتوقعة من تلك الريوع القليلة الراشحة دونما اعتبار فني للرفع من المستوى التقني والفني، مستغلين في ذلك التجربة الجديدة للمحافظ الجديد الذي يستعد لخوض تحديات متعلقة بالتنظيم لإنجاح دورة ستكون مختلفة أيما اختلاف عن سابقاتها بعدما أغلقت الوزارة الباب أمام دفع “كاشيات” من العملة الصعبة إلى الفنانين الأجانب، مفضلة تكفل المتعهدين الخواص بالأمر مع تحمل مصاريف النقل والإقامة ومداخيل تذاكر الشباك، وهو ما لم يشجع هؤلاء على التفكير في الأمر خشية تكبد خسائر جمة في ظل ضعف المردود المادي وغياب بدائل قد تكون جمعية مستقلة تتولى العمل طوال أيام السنة لجلب التمويل وفق معايير المهرجانات الدولية التي تملك مؤسسة قارة تحضر للدورات القادمة بمجرد انتهاء الدورة القائمة.