-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
  بين العيب المجتمعي والإهانة

هل يمكن للمرأة طلب الزواج من الرجل؟

فريدة بن سليم
  • 9440
  • 8
هل يمكن للمرأة طلب الزواج من الرجل؟
ح.م

قد يكون طلب الرجل الزواج من الفتاة، والتقدم لخطبتها أمرا بديهيا وطبيعيا جدا، لكن ماذا لو بادرت الفتاة لطلب الزواج من الرجل، وصارحته برغبتها في الارتباط به إذا أعجبت بأخلاقه، والتزامه، ووجدته فارس الأحلام أو ما ترضاه كزوج دينا، وأخلاقا.. هذا ما قد لا يرضاه المجتمع، ويدرجه ضمن طائلة العيب، بل ويثور على الفتاة، ويصفها بأبشع النعوت من الجريئة، والمنحلة، فالمرأة في نظرهم لا تخرج عن إطار التهذيب المجتمعي والحياء والخجل الأنثوي، والقيام بمثل ذلك هو وقاحة، وانحراف عن حدود المجتمع، وغير مقبول، إذ عبرت عن مشاعرها ورغبتها في الارتباط.

وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ليراه تقليلا من قيمة المرأة، وإهانة لها باعتبار الرجل هو المبادر الوحيد في العلاقات، وبناء العائلة، وهذا يدخل ضمن قوامته، وقد يشعر الرجل بفقدان رجولته إذا كانت المرأة المبادرة. مع أن المجتمع بات يتقبل فكرة المرأة العاملة المعينة للبيت والأسرة، وصار الاعتماد على دخل المرأة كضرورة ملحة خلقتها الظروف المحيطة، إذ أن مساهمتها في إعالة عائلتها لا تقل أهمية عن مساهمة الرجل.

من جهة أخرى، للمرأة الحق في اختيار شريك حياتها، لكن هذا الحق ينحصر في قبولها للخاطب أو رفضه، وليس المبادرة في طلب الارتباط مع من تراه مناسبا كشريك لحياتها.

ومع أن رجال الدين، والفقهاء لا يرون ضررا في ذلك، ويستدلون في ذلك بالسيدة خديجة رضي الله عنها، وطلبها للزواج من النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك لم ينتقص من قيمتها، وظلت عزيزة بين قومها، وكما أن هذا الأمر لا يختلف عن طلب الفتاة لأقاربها أو صديقاتها بذكر سيرتها أو اسمها في حالة طلب خاطب من معارفهم أن يبحثوا له عن زوجة مناسبة، وهذا نوع من طلب الارتباط من الرجل لكن بطريقة غير مباشرة.

نساء يرفعن شعار المساواة مع الرجل باستثناء طلب الزواج                                                                                                                    

يرى المجتمع الجزائري، والحركات النسوية على حد سواء أن طلب المرأة للارتباط بالرجل هو إهانة لها، وتقليل من قيمتها، ويعتبر ذلك أشبه بعرض المرأة لنفسها كسلعة،  فالمرأة حتى وإن طالبت المساواة مع الرجل في كل الحقوق لكن تتخلى عن حقها في طلب الارتباط.

وحتى مع اكتساب المرأة للمزيد من الحرية والحقوق، ومطالبتها المستمرة في نيل حقوق أكثر لكن فكرة طلبها للزواج من الرجل مرفوضة تماما، إذ تدخل ضمن واجبات الرجل. فلا يمكن أن تسقط أسطورة فارس الأحلام بالحصان الأبيض، وتنقلب بفارسة الأحلام فهذه الفكرة غير مقبولة لا خيالا ولا واقعا..

والمرأة لا تشعر بقيمتها إلا إذا تعب الرجل في الوصول إليها، وطرق باب بيتها، فالمرأة حتى ولو أعجبت بشاب يبقى إعجابا صامتا، تنتظر منه القيام بأولى الخطوات. كما أن المرأة المبادرة  مرفوضة  اجتماعيا، ومع أنه لا يمكن نعتها سوى بالشخصية القوية، والواثقة بنفسها لكن هذه النوعية يهابها الرجل، والمجتمع على حد سواء خوفا على فقدانه لسلطته الذكورية، والمجتمعية معها. وهناك من يرى أن المرأة قد تسقط من نظر الرجل إذا بادرت بطلب الارتباط، حتى وإن رغب فيها سابقا لكن بمجرد طلبها تسقط من نظره.

ولتبقى فكرة مبادرة المرأة لطلب الزواج من الرجل ليست فقط غير مقبولة اجتماعيا لكن تذهب إلى أبعد من ذلك، فهي مرفوضة حتى في المجتمعات التي تتشدق بحرية المرأة، ودعوة المساواة مع الرجل، وليجرم المجتمع  والرجل مثل هذه المبادرات والأفكار، ويعتبرها ضمن واجباته التي لا يمكن التعدي عليها حتى  لو بدعوة المساواة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • امينة

    من وجهة نظري لا يمكن ولن أرضى لنفسي خطبة رجل ابداومستحيل

  • amel w

    طلب الفتاة الزواج من رجل تعرفه بالنسبة لي امر عادي ولذك لتحديد مهية العلاقة وضبطها وله القبول والرفض

  • خليفة

    اذا كانت المرأة قد وصلت الى مستوى معين من التحرر ،حيث خرجت لطلب العلم و العمل ،و تقلدت مناصب محترمة في المجتمع فهي معلمة ،و استاذة ،و طبيبة و محامية و قاضية و والية و وزيرة ..الخ فهذه المناصب اتاحت لها ان تفرض نفسها في المجتمع ،فما العيب عندما تطلب الزواج بمن تحب ،لانها تطلب امرا حلالا لاغبار عليه ،و العيب كل العيب عندما تطلب الحرام و تسعى اليه،العيب كل العيب عندما تتبرج و تعاقر الخمر و التدخين و تتلفظ بكلمات السوء و تختار العيش مع رفقاء السوء ،فالحلال بين و الحرام بين ،فهل نلوم على ما اختار الحلال ؟ يجب تحرير الرجل و المراة من بعض العادات و التقاليد التي تتعارض مع العقل و الشرع معا.

  • شخص

    بقد وصلنا إلى نقطة اللارجوع و الفاسبوك دمّر كل شيء

  • صحراوي

    ولما لا ؟
    1-من وجهة نظر شرعية، قدوتنا السيدة خديجة رضي الله عنها التي عرضت نفسها على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فأذهبا الحرج عن المسلمين من حيث زواج الرجل بالمطلقة، وأن تخطب المرأة لنفسها وتتزوج بمن يكبرها سنا .

  • محمد ب

    قد يعجب وليّ إمرأة (أب أو أخ أو عمّ ... )أن يعجب برجل في دينه وخلقه فيطلبه زوجا لموكّلته هذا بعد عن يعرف أنّ هذا الرّجل له رغبة في الزواج.(طبعا بموافقة المرأة) وهذا ما حدث كثيرا في تاريخنا الإسلامي.
    لكن لاحظ:
    ** لو المرأة طلبت من رجل الزواج وكان الرد (لا أنا أبحث عن غيرك) فما تكون نفسية المرأة؟
    ** لو المرأة خرجت تبحث عن فارس الأحلام لتطلبه فما يقال ؟ هي تعرض نفسها عليّ فبها عيب.
    ** فهل المرأة تخلو بالرجل للتكلّم بالموضوع فما حكم الخلوة .
    ** وما زالت نسبة كبيرة تتم الخطبة من طرف أم الرجل أو إحدى قريباته .
    ** كثير من الرجال لا يخرجون عن محيط العائلة.
    ** ليس كلّ الرجال يبحثون عن العاملة,

  • CDVH

    الذي اعرفه، يجوز للمراة ان تعرض نفسها على الرجل الصالح. وهذا ليس فيه اهانة لانها تعرض نفسها عليه من اجل دينه و اخلاقه، بل الاهانة عندما تكون سطحية و تعرض نفسها من اجل ماله او شكله، هو نفسه سيحتقرها و ان تزوجها لانه يعلم انها تزوجته من اجل ماله. و لكن عليها ان تجد الطريقة المناسبة لفعل ذلك حتى تغلق باب الشبه و الفتنة و الافضل ان يكون عبر وسيط مثلا عن طريق بعض أرحامه من النساء أو أرحامها من الرجال. في هذا الباب هو انه على الرجل ان لا يجد حرج في عرض ابنته او اخته على الرجل الصالح، خاصة في مجتمع كثر فيه الطالح و قل الصالح. و على الذي يعرض عليه ان لا يسيء الظن و يقول ان الفتاة فيها مشكل او عانس.

  • هناك خطأ مطبعي

    فقط