-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ثقة في النفس واستطعام للمسؤولية

هل ينجح إشراك الأبناء في اتخاذ قرارات الأسرة ؟

نسيبة علال
  • 1525
  • 0
هل ينجح إشراك الأبناء في اتخاذ قرارات الأسرة ؟
ح.م

 تشرك الكثير من العائلات أبناءها في قرارات متنوعة، في ميادين الحياة المتعددة، إذ يعمد بعض الأولياء إلى إشراك أبنائهم واستشارتهم حتى يتعلموا تحمل المسؤولية في سن مبكرة، ويكونوا قادرين على الشعور بالانتماء الدائم، وهذه الخطوة التي يقبل عليها الأولياء ذوو المستويات العلمية والثقافية العالية بالعادة، قد تحقق نتائجها المرجوة كما قد تقود العائلة إلى مسارات أخرى غير متوقعة حسب خبراء.

تشير الأستاذة كريمة رويبي، أخصائية نفسية واجتماعية، إلى أن بعض السلوكيات التي تبديها الأمهات خاصة، عندما يسألن أطفالهن في سن الثانية، إن كانوا يفضلون مشاهدة التلفاز، أم أكل الخضار، أم النوم في قاعة الجلوس، هو أولى الخطوات غير المدروسة واللاشعورية التي تفتح بها الأم بابا واسعا في سن مبكرة جدا، للسماح لأطفالهن باتخاذ القرار، في الوقت الذي يجب أن تتحمل فيه الأم هذه الصلاحيات، وتضبط أمور أسرتها، حتى إن بعض القرارات التي يتخذها الطفل في هذه السن يمكن أن تغير نمط الأسرة بأكملها، وبما أن العادة وليدة التكرار بالغالب، فإن الطفل ينشأ على ضرورة استشارته، ويتعدى الأمر شؤونه الشخصية المتعلقة بالأسرة، إلى الشؤون العامة التي قد لا تخصه أصلا.

الثقة في النفس واستطعام المسؤولية

أثبتت دراسات علمية حديثة أن الطفل الذي يتم إشراكه في مناقشة القضايا الأسرية، ويأخذ بوجهة نظره في بعض الأحيان، عند الإقبال على اتخاذ القرار، يكوّن ثقة عالية بنفسه انطلاقا من محيطه الأول، وغالبا يكون شخصية قيادية قادرة على تحمل المسؤولية، فتجده مبادرا أيضا، سواء في صفه الدراسي أم مع أصدقائه وجيرانه، يعشق المساعدة ويسعى إليها جاهدا.. يروي السيد محمد داود، معلم بمتوسطة النصر الجديد بالبليدة، كيف اكتشف طريقة لتخليص بعض تلامذته من عقد نفسية متجذرة بهم، بعدما طبق التجربة على أبنائه في المنزل: “لاحظت أن بعض أبنائنا في المتوسطة، انطوائيون ومنعزلون، يخافون من المشاركة كثيرا، ويهابون المبادرة في حصص الرياضة أو الأشغال اليدوية، فبدأت بالتعاون مع بقية الأساتذة وطاقم الإدارة، نستقصي آراءهم حول الفترة المناسبة لإجراء الفروض، عن طريقة تزيين القسم، والكثير من الأمور التي يستمتعون بإعطاء وجهات نظهرهم حولها، وكنا نتعمد الأخذ بها، وتشجيعهم وشكرهم عليها..”، يقول السيد داود، إن نفسية التلاميذ تتحسن كثيرا بعد هذا، ويصبحون أكثر ثقة، وأشد عطاء، حتى إن أولياءهم أصبحوا فخورين بهم أكثر، ويلجؤون إليهم أيضا ليقاسموهم قرارات الأسرة.

تعنت وفرض للرأي

إعطاء الطفل حرية أكبر لإبداء رأيه في كل مجالات الحياة والأخذ به، وإظهار ذلك له كنوع من الفخر والتقدير الزائد الذي لا يستحقه بالكامل، أو بالأحرى لا يعرف كيف يتعامل معه بشكل جيد بسبب سنه وعدم اكتمال وعيه، قد يوقع الطفل في شراك الغرور، حسب ما تؤكده الأستاذة رويبي، تقول: “من الضروري أن يراجع الأولياء أنفسهم، أمام إعطاء الأبناء حرية إبداء الرأي والأخذ به عند اتخاذ القرارات، فليست جميع المواقف تستدعي إقحامهم، بل على العكس، فالأمر راجع في الأساس إلى التشخيص الصحيح لشخصية الطفل ومعرفتها جيدا لتحديد طريقة التعامل معه”.. تقول السيدة فتحي سليمة، أم لخمسة أطفال من العاصمة، ثلاثة منهم مراهقون: “اعتدت على إقحام أبنائي في جميع قرارات الأسرة، نجتمع إلى المائدة أو في غرفة الجلوس، ونناقش بهدوء إمكانية جلب أثاث أو غرض جديد، أين سنقضي العطلة خلال الصائفة، من الأشخاص الذين نقوم بدعوتهم إلى مناسبة عائلية…” اعتقدت هذه السيدة أنها تهيئ أطفالها لتحمل مسؤولية قراراتهم، ولكنها للأسف اصطدمت بواقع مغاير تماما، تقول: “مع مرور الوقت، تحول النقاش معهم إلى محاولات تعنت وفرض للرأي، فاختلاف القرارات والدفاع عنها باستماتة ولد العداوة بين أبنائي، وأحدث فوضى في منزلي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!