-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هناك أمل.. لِمَن لم يُصدِّق بعد!

محمد سليم قلالة
  • 1166
  • 13
هناك أمل.. لِمَن لم يُصدِّق بعد!

في عز الصيف، وعلى مقربةٍ من شاطئ عين الترك السياحي بوهران، وعلى حسابهم الخاص، التقى أكثر من 20 أستاذا جامعيا وطالب دراسات عليا وبعض المهتمين بالاستشراف ليزدادوا اطلاعا على هذا الحقل من الدراسات لعلهم يفيدون ذات يوم بلادهم التي تعيش ضغط ضعف التوقع والاستباق وسوء تقدير المواقف والقرارات الذي أثر في كافة مشاريعها وسياساتها وكلَّفها خسائر قد تصل إلى ملايير الدولارات، على أكثر من صعيد.
قليلٌ من يتوقع أن هناك مَن يهتم بمثل هذا الموضوع، وبِمَن لا يزال يهتم بمثل هذا التكوين، وبمن يُنفق على حسابه ويتحمَّل عناء السفر من أكثر من مدينة جزائرية شرقا وغربا وجنوبا، ليُعبِّر عن تعلقه بالبحث في مناهج وتقنيات يمكنها أن تساعد على فهم مستقبل بلاده القطاعي أو الشامل.
ومع ذلك، هناك من قَدِم، ومن قدِمَت أيضا، من ورقلة وباتنة، وبجاية، وغرداية، والعاصمة وقسنطينة وقصر البخاري… للمشاركة في مثل هذه الأيام، ليتناولوا بالبحث، مواضيع مثل “الأبعاد الحضارية للاستشراف من أجل دورة تاريخية جديدة” للبروفيسور جمال شعبان من جامعة بجاية، أو “مدخل للدراسات المستقبلية” للدكتور قاسم حجاج من جامعة ورقلة، أو “آليات صوغ وبناء السيناريوهات حسب المدرسة الكيفية الحدسية” للدكتور محمد خميس من جامعة ورقلة أيضا، أو “التحليل الهيكلي وتقنية MICMAC” للباحث عمر علوط من جامعة قسنطينة، وساهمتُ من جهتي في مجال التعريف بمجمل “التقنيات الكمِّية الاحتمالية في مجال الاستشراف” والبالغ عددها أكثر من 32 تقنية، ودورها في بناء السيناريوهات الشاملة والقطاعية في كافة المجالات.
هذه المساهمات النظرية والتطبيقية، وتلك النقاشات الواسعة التي جرت بين المشاركين طيلة ثلاثة أيام مغلَقة من التكوين في مقرات جمعية ابن باديس، في إطار أول عمل تقوم به “مؤسسة الاستشراف الشامل” غير الربحية، الناشئة منذ أشهر قليلة، إنما هي قبل أن تكون إشارة حاملة للمستقبل، هي رسالة أمل، أن بلادنا تزخر بالطاقات والكفاءات وخاصة بالشباب الذين يهمُّهم مستقبل هذا الوطن ويَسكُنهم حب تطوره وازدهاره، المستعدون للعمل في ظروف صعبة وبإمكانات متواضعة لأجل التعبير عن رفضهم الخضوع لضغوط الحاضر ولسياسات التيئييس والتهجير والتجهيل وإبعاد الناس عن الاهتمام بالقضايا الجادة والجوهرية التي تهمُّ هذا الوطن وأولها قضية مستقبله القريب والبعيد.
لقد عاد جميع المشاركين أول أمس إلى منازلهم بسلامة والحمد لله، بالحافلات أو عبر سياراتهم الخاصة، دون أن يلوموا أحدا على عدم الانشغال بهم، ذلك أن همَّهم الوحيد هو أن يؤدوا ما عليهم من واجب والباقي على الله، وتلك أقوى رسالة أمل لهذا البلد أنه سيأتي يومٌ ينتصر فيه على كافة الجبهات، وأوَّلها انتصار جبهة العلم على أوهام خطوط الجهل الواهية، المستقوية بكل ما هو فارغ وأجوف وكثير الصياح والعويل والتغني زيفا بحب خدمة هذا الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • شخص

    الأمل دائم موجود لأن الله القادر موجود. فمن كان يصدق أن الجزائر تخرج من منزلق المجازر الجماعية التي بلغ صداها الآفاق حتى يأس البعض و ظنوا أنها النهاية.

  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    انتم تقدمون البديل بدون تنظيم ! ! !
    و أين مؤسسات الدولة و أين الجامعات ؟ و أين حتى السياسيين الذين قد يتبنون المواضيع و المبادرات ؟ بل حتى الأحزاب أين و أين ؟
    الكل يريد اقصاء الكل و تلك هي المصيبة و خاصة أن تأتيك من النخبة أو هكذا يسمون انفسهم و يظنونها حقيقة لا تشوبها شائبة.

    المشكلة فينا نحن أولا .......... يوم نحترم بعضنا و نتنازل و نحترم حتى هذا الذي يقوم بتنظيف الحي و القائم بأعمال المدرسة و وو ........ يومها تقوم لنا القائمة
    بالعامية ديرو ميات دورة واحد ماهو سامع بيكم ........... تلك حقيقة

  • هشام

    المشكلة فما طرح و يطرح من افكار و اطروحات انه مجرد نسخ و لسق لافكار الغير و اطروحاته فانت تجد نفسك مجبر على الذهاب الى المصدر مباشرة و لو كان ما ينتجه مكتوبا بالعبرية أتفهمني

  • م. براهيمي- وهران الجزائر,

    ياأستاذسلم( سلمت من كل مكروه) , أقول لك, أنه لاول مرة اتفق جل المعلقين على الموضوع,, أن مثل هذه المبادرات تستحق كل الثناء؛ والتقدير ؛ والشكر لمنظميها, وجلهم تمنو لو أتيحت لهم الفرصة ؛ وشاركوكم من باب التشجيع ؛ ورفع هممكم ؛ومعنوياتكم ,, دمتم دخرا للوطن,, نموت ويبقى الوطن,, ياطني ,,ياوطني,,

  • Mohamed-tlm

    Avec une planification et une gestion sur des données réelles Vous pouvez même arriver à la planète Mars Mais avec une initiative du centre de décision vous la coloniser et la rendre vitale .. Bonne continuité à votre projet

  • مصطفى. براهيمي- وهران الجزائر,

    هكذا يجب على النخب الجزائرية أن تكون,لقد أثلج صدري مثل هذه المبادرة ؛ ومثل هذا العمل,
    لقد قلت بالامس في تعليق لي:, أن 10 في المئة من الجزائريين تعمل في صمت ؛ وبعيدا عن الاضواء ,وبهم الجزائر واقفة,, رغم عندي ما اقول في منحة البحث العلمي التي تقدمها الجامعات الجزائرية من أجل البحث,,,لكن لاأريد أن أسود الموضوع ونتعلق ببصيص من الامل ؛ وعليه أقول لهؤلاء الاساتذ ة؛والدكاترة
    سيروا على بركة الله ,, فسيرى الله عملكم ؛ ورسوله؛ والمومنون,,

  • ابن الجزائر

    تحية اجلال وتقدير لك ولمن شارك معك لكن هده البداية والبيت يبنى بحجرة حجرة ،وعلى هدا الساس قتل جلالي اليابس وحسن حبري وبوسبسي لأنهم خلقوا جمعية سسيولوجية تبحث في مشكل الجزائري ونجح القدر والمعادون للشعب ،هم مبني للمجهول عملوا على التصفية الجسدية لكل نابغ مفكر يقول: لمادا وكيف وعلاش والىأين ومتى ..لا..اليوم هدا الأسلوب من اليقضة لا يكفي ؟لا يوجد من يفهمكم ونم يفهمك لا يقول بكلامكم ومن يقول بكلامكم لاينفده من يمكن أن يوقف "طليبة" و"بونفل "في البرلمان ؟من يقدمون لهم النفس والنفيس ؟ألم تر الواقع يا دكتور ؟قلتها لك وأكررها :عظم الله أجرنا "و"جنانهم طاب" يفعلون به ما يشاؤوووووون.سلام.

  • عبد الواحد

    حظ سعيد لهذه المبادرة الخيرة. مثقفون جزائريون يجتمعون من تلقاء أنفسهم للخوض في تخصّصاتهم بما قد ينفع البلد: بمثل هذا السلوك تتقدم الأمم. النظام الشمولي القائم منذ 1962 أجهز على المجتمع الجزائري الفتي وقتل روح المواطنة في الإنسان الجزائري بأن جعل الدولة هي كل شيء وجعل كل سعي خارج الدولة تمرّدا اوتشويشا. متى يرشد الجزائري ويكف عن التفكيرفي نفسه بأنانية ويُدرك أن الانشغال بالمصلحة العامة مجلبة للخير والنعمة والهناء والحبور؟

  • مجهل

    مع احترامي لشخصكم و مجهوداتكم يا دكتور اسمح لي أن أقول لكم أنكم تنفخوا في الريح.... الانسان الي ما يعرفش يعرف يعمر شيك كيفاش راح يعرف اللوغاريتم ؟؟؟ ....

  • صالح

    تمنيت لو كنت معكم لكن القدر حال دون ذلك، أحترمك دكتور لأنك تحترم دينك الذي يدعو للأمل مهما كانت الظروف لأن الله قادر على أن يخرج الحي من الميت.
    شكرا للمنظمين وتقبل الله مجهوداتكم.

  • سليم زروال

    السلام عليكم،،، يا صديقي، هذا المجال العلمي(دراسة المستقبليات، الاستشراف..)، ينطبق على الدول العادية التي تسير سيرا عاديا، دورات عادية، مجتمعات عادية ...أما الجزائر،فلا هي ببلد عادي ولا مجتمعها مجتمعا عاديا...فهي فريدة عصرها ، سياسة، اقتصادا،اجتماعا.....حيث تلاحظ أن كل قواعد العلوم في كل المجالات لا تنطبق علينا.. ..خذ مثلا هل القواعد البديهية للاقتصاد تنطبق في الجزائر، قانون العرض والطلب مثلا،،، قواعد التنافس(الجودة و السعر )....قواعد علم السياسة الحديث ،هل ينطبق على نظام الحكم....
    عندنا....!!!!

  • سليم زروال

    السلام عليكم،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    صديقي، هذا المجال العلمي(دراسة المستقبليات، الاستشراف..)، ينطبق على الدول العادية التي تسير سيرا عاديا، دورات عادية، مجتمعات عادية.......................أما الجزائر،فلا هي ببلد عادي ولا مجتمعها مجتمعا عاديا...فهي فريدة عصرها ، سياسة، اقتصادا،اجتماعا.....حيث تلاحظ أن كل قواعد العلوم في كل المجالات لا تنطبق علينا.............خذ مثلا هل القواعد البديهية للاقتصاد تنطبق في الجزائر، قانون العرض والطلب مثلا،،، قواعد التنافس(الجودة و السعر )....قواعد علم السياسة الحديث ،هل ينطبق على نظام الحكم....
    عندنا....!!!!

  • اريد ان امارس حقي في الثرثرة !!

    كنت وما زلت استغرب واتسال لماذا يا استاذ سليم ما زلت تحافظ على هدوءك ?و تكتب عن الامل?!
    لقد شخص الدكتور علي الوردي في كتابه (مهزلة العقل البشري ) وقبله بكثير الفيلسوف تونبي قائلا :
    اذا اردنا تحرير الانسان العربي لانجاز نهضة وتقدمه فينبغي علينا اولا وقبل كل شيء تحرير عقله الذي تعرض للقهر على مر العصور فاصبح خاضعا ...تابعا ..مقلدا ..مرددا ...لا مجددا ويوجه الكاتب الى الامة تحذيرا يقتضي بانه اذا استمرت على هذا التخلف ( الامة العربية ) قد تنقرض كما انقرضت قبلها 14 امة وحضارة !