-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة " اللايف" أو النقل المباشر على شبكات التواصل:

هوس الظهور أمام الكاميرا في كل مكان

صالح عزوز
  • 1015
  • 7
هوس الظهور أمام الكاميرا في كل مكان
ح.م

من هوس “السيلفي” وصلنا اليوم إلى هوس “اللايف” أو التصوير المباشر الذي انتشر في الوسائط الاجتماعية بكل أنواعها، شباب وفتيات يعرضون حياتهم الشخصية على الأفراد في كل مكان في انتظار التفاعل معها من طرف الأصدقاء والمحبين، ظاهرة بمثابة مس أصاب كثيرا من الناس، وأصبحت حياة الأفراد مكشوفة على مصراعيها، على العام والخاص دون استثناء سواء في العمل أم البيت أم السفر وفي كثير من محطات حياتهم وعلى المباشر، وتعدت بذلك حدود فيديو عادي وأصبحت حالة مرضية، وقع فيها العديد من الناس.. فكلٌّ يترجم ما يقوم به في فيديوهات “اللايف” حتى ولو نشر فيديو وهو يسير في الطريق أو يمارس الرياضة أو حتى دخوله إلى بيت الخلاء. والغريب أنها لا تحمل في غالبها رسالة هادفة، فقد مستهم عدوى “اللايف” فحسب.

اعتبرها الكثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي بمثابة ثورة كبيرة في مجال الرقمنة التي وصل إليها العالم وهي نتيجة لتسارع التكنولوجيا الحديثة في مجال التواصل والاتصال، التي تطورت من الصور إلى الفيديو، وهاهي اليوم تصل إلى التسجيل أو النقل المباشر للأحداث، الذي يقوم على تقنيات حديثة، في شبكات التواصل الاجتماعية بكل أنواعها، غير أنها لم تلق الترحيب من طرف كل الأفراد كسابقاتها، فبالرغم من أنها تحمل إيجابيات كثيرة، والأهم أنها سهلت عمليات التواصل، إلا أنها لا تخلو من سلبيات عديدة تصل إلى حد التشهير للكلام البذيء أو السب العلني أو تصوير خصوصيات الأفراد على المباشر، بما يصعب التحكم فيها أو مراقبتها. وللذكر، فإنه إلى وقت ليس ببعيد، لم تكن هذه التقنية في متناول كل الأشخاص، وتخضع لشروط محددة عند استعمالها، وكانت في الغالب تحمل الطابع المهني لا غير، وليس كما نراها اليوم، حيث أصبحت في متناول كل الأفراد دون استثناء، وتستعمل للمزاح أو العبث فقط، كما كانت منتشرة في البداية عند المشاهير من لاعبين وفنانين في تطبيق “الأنسغرام”، ثم مست كل الوسائط الأخرى.

ما فائدة.. مباشر من الحمام أو آخر من الفراش؟

بعيدا عن سلبيات هذا المباشر الذي ابتلي به كثير من الأشخاص ومن كلا الجنسين، وما قد تصل إليه الحياة الشخصية والخصوصيات عبر مباشر لا يتعدى بضع دقائق نجد أن هذا النقل لا يحمل في طياته رسائل أو أخبارا أو منفعة للأشخاص قد يستفيد منها من يزورها، بل مجرد نقل لأحداث شخصية تعتبر تافهة في نظر غيره.. فماذا يفيدك مثلا، من ينقل إليك تصويرا مباشرا من الحمام أثناء استحمامه وهو يغني أو يرقص، أو من ينقل إليك تقلبه في الفراش حين منامه بالليل أو استيقاظه بالصباح؟؟ لذا، فإن أغلب محتويات هذه الفيديوهات، لا معنى لها، فهي مجرد خزعبلات لا غير.

الكلام البذيء والسب على المباشر دون رقابة

سهلت هذه التقنية الحديثة التي تتميز بها أغلب شبكات التواصل الاجتماعي اليوم، التحرر من الرقابة، وفتحت المجال لكل من هب ودب للتلفظ بكلام بذيء أو السب العلني للأشخاص على المباشر.. وهي من السلبيات الكبيرة التي تحملها هذه التقنية في طياتها.

لم يبق كل ما نقوم به اليوم موثقا بالصور أو الفيديو فحسب، بل تعدى هذا وأصبح موثقا على المباشر، سواء في العبادات مثل الصلاة في المساجد، أم الحياة الشخصية في غرف النوم ومكان العمل وغيرها، وتحولت هذه الظاهرة إلى حالة مرضية، مست أغلب رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وزعوا حياتهم على العام والخاص، في مباشر لا يحمل معنى ولا رسالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • عبد الصمد

    ...فأين المفر من غضب الله ؟سيكون جواب كل سعيد: إليه..('' فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (51) '')..و السلام على من إتبع الهدى..

  • عبد الصمد

    ..و اشتعلت نيران الحروب و زاد أوارها و تفرق القطيع يمينا و شمالا مبهوتين!،و إنتشرت الذئاب و الضباع و السباع في أرض المسلمين،و ما ظلمهم الله و لكن كانوا هم الظالمين بإتباعهم خطوات الشياطين..يتبع

  • عبد الصمد

    ثم أنتقل السحرة إلى تهييج الشعوب،فأوجدوا لهم تطبيقات أكثر جذبا و إثارة،ففجروا دولا من الداخل بإسم الدمقراطية،و سموها ثورات الربيع الذي لم يدم صفاءه إلا يوما أو يومين! على الأغلب،ثم خرجت أشواك و طحالب و أشجار مسمومة بأغلب أراضي المشرق و المغرب..يتبع.

  • عبد الصمد

    ..فينتهك خصوصيته بنفسه! فيجمع أغلب أسراره في جواله من صور و فيديوهات و أشياء لم يفصح عنها من قبل لأي كان!!ثم ينشرها في بيت العنكبوت، فليلتقطها كل من هب و دب! ،و عوض أن يتثقف يتشقف(ثقافة الإستهلاك و العلف)،و رغم الفضائح الكثيرة و هدم أساس آلاف الأسر، و توسع مجال الخيانات الزوجية(الطلاق،الخلع،الخلاعة إلخ..المشاكل لم يرتدع إل القلة!!..يتبع..

  • عبد الصمد

    ..و مع مرور الوقت يصبحون لا يطيقون القراءة إلا جملا بسيطة!، و يفضلون ،طوعا، الصور و الفيدوهات و اللايكات على (تكسار الراس) و قراءة صفحات إلكترونية،أي ما ينفعه، و هذا الهدف الأول،و معلوم أن من لا يقرأ فقد هوى..و مع تأقلم القطيع على العلف المهجن،ينتقل هدف الساحر الماهر إلى الهدف الثاني و تزويد المستهلك ببرامج جذابة و آسرة..يتبع

  • عبد الصمد

    .فحتى مناسك الحج ترسل على المباشر خطوة خطوة!،و الضحك و الإبسامات!،و مسك الجوال بيد و المصحف باليد الأخرى و القلب معلق بالأول!،يا لها من مهزلة،لقد ربح مارك زوكاربغ مؤسس فيس بوك رهانه،فهدفه المعلن من مشروعه كان توفير المعلومة الحرة لأي كان في أي مكان،أما المخفي فكان جعل الأغلبية الساحقة من المدمنين على موقعه مغفلين!..يتبع

  • عبد الصمد

    السلام عليكم..إستعمال هذه الوسائل كما صورها الكاتب المحترم له إسم واحد هو اللغو..و اللغو كل عمل لا فائدة ترجى منه بل الإستغراق فيه يبعدك عن الحق و يقربك من الباطل..للأسف ليس الشباب من الجنسين وحدهم غارقون في هذا العبث،بل حتى الكبار دخلوا في غيابة الجب و الله المستعان،إنها تماثيل عصرية تشد عبيدها إليها،بقوة!!، فيضلوا لها عاكفين!..يتبع.