-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التماس 3 سنوات حبسا وتأجيل الحكم إلى الثلاثاء القادم

هيئة الدفاع عن الصحفي عدلان ملاح تنسحب وتحذر

الشروق
  • 33741
  • 14
هيئة الدفاع عن الصحفي عدلان ملاح تنسحب وتحذر
جعفر سعادة

قررت قاضي الجنح لدى محكمة باب الوادي، الثلاثاء، تأجيل الفصل في قضية الصحفي عدلان ملاح، بعد ست ساعات تقريبا من بداية محاكمته والاستماع لجميع الأطراف بمن فيهم المتهمان الاثنان عبد العزيز لعجال، عبد الحفيظ نقروش، وأبقت عليه في السجن إلى غاية يوم الثلاثاء الموافق لـ 25 ديسمبر الجاري، وهذا بعد انسحاب هيئة الدفاع المتكونة من أسماء ثقيلة للمحامين، وهذا بعد نحو 6 ساعات من محاكمة ساخنة.
وكان وكيل الجمهورية لدى المحكمة التمس للمتهمين 3 سنوات حبسا نافذا و10 آلاف دج غرامة، بعد الإجابة عن دفوع إجرائية لهيئة الدفاع، والاستماع لأجوبة عدنان ملاح، المتعلقة بجملة من الأسئلة طرحها عليها حتى انهار الموقوف بسبب الإرهاق وقلة الأكل، لتتوقف المحاكمة لمدة نصف ساعة وتستأنف بعد ذلك.

طوارئ أمام المحكمة.. ومتضامنون من عدة ولايات

وقبل انطلاق جلسة محاكمة ملاح والمتهمين معه، شهدت محكمة باب الوادي بالعاصمة، حالة طوارئ منذ ساعات الصباح.. رجال ونساء وشباب من كل الولايات هبوا هبة واحدة للتضامن معه، وبعضهم ارتدوا قمصانا خاصة تحمل شعار التضامن، لكن رجال الشرطة أمروا بنزعها.
“جئت من ولاية قسنطينة، وأنا ماكثة في البيت ولدي 15 حفيدا”.. قالتها السيدة سليمة التي ركبت “الطاكسي” منذ الساعة الخامسة صباحا، قالت إنها من المتتبعات لفييوهات عدنان، ونصيرة سيدة أخرى من معسكر ماكثة في البيت جاءت من أجل حقوق الإنسان على حد تعبيرها.. هن سيدات وبعضهن عجائز.

بطالون.. صحفيون وفنانون بصوت واحد

الشباب كانوا بكثرة من بطالين حقوقيين، وصحفيين، وممثلين لهيئات شبابية، بينهم موظف في مديرية التربية، كانوا بالعشرات، إضافة إلى عائلة وأقارب عدلان.
الفنانون هم أيضا كانوا ضمن المتضامنين الذين اكتظ بهم المكان القريب من المحكمة، مثل الممثلة سعاد سبكي، التي عبرت عن ثقتها في العدالة، لأنها ترى أن قضية عدلان لا تستحق سجنه، كما ساندها في ذلك الفنان حميد العيفاوي المدعو لعذاوري.
القضية قضية واقع وليست أملا، هكذا عبر المحامي مقران آيت العربي، لـ”الشروق” قبل أن تبدأ المحاكمة في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا.
الكل سارع ليجد مكانه في قاعة الجلسات.. الاكتظاظ والتدافع واختلط المحامي بالصحفي وبالعائلة وبالمتضامنين، وغصت القاعة، مما اضطر رجال الشرطة إلى منع البقية من الدخول.

نقائص وعيوب وثغرات قانونية في عملية التوقيف

الصمت عم القاعة، بعد أن أمرت القاضي بالهدوء، وبمجرد أن نادت على أسماء المتهمين وفي مقدمتهم ملاح.. صاح ابنه ذو السنتين “بابا ..بابا..بابا”، فتحرك الشعور بالعاطفة لدى الجميع، ومنع بعدها إبقاء الطفل في الجلسة.
وقدمت هيئة الدفاع التي تشكلت من أسماء ثقيلة، برئاسة المحامي لخلف شريف، والمتكونة من 28 محاميا تأسس رسميا للدفاع عن مدير موقع “دزاير براس”.. دفوع إجرائية وشكلية تمثلت في تسجيل بعض النقائص وبعض الثغرات القانونية المتعلقة بالتوقيف والاستماع وحبس ملاح والمتهمين لعجال عزيز وعبد الحفيظ نقروش، حيث أعابوا محاضر الاستماع التي لم تكن تتضمن اسم ضابط الشرطة القضائية، وهو منسوب حسب الدفاع لمجهول، مما يترتب عليه بطلان الإجراءات.
كما أنها حسب الدفاع تبين أن ملاح كان في مكانين مختلفين في الساعة الثالثة والنصف زوالا يوم 9 ديسمبر الجاري على مستوى مقهى “طونطونفيل” ببورسعيد بالعاصمة، وقال المحامي أمين سيدهم، إن التسخيرتين الموجودتين في ملف المتهمين والمتعلقة بالقوة العمومية، صادرتان بتاريخ 14 فيفري الماضي وهما يتعلقان بالمظاهرات النقابية وباحتجاجات الأطباء، صادرة عن المدير السابق لأمن العاصمة، المراقب نور الدين براشدي، إثر تسخيرة من الوالي عبد القادر زوخ، ولكنهما استعملتا لتوقيف عدنان ملاح.

تعرّض عدلان إلى الإغماء

تعرّض الصحفي ملاح عند الشوط الأول من المحاكمة، للإغماء، وهو ما أدى إلى توقيف المحاكمة مؤقتا، وذلك حسب مصدر حقوقي، نتيجة “سوء التغذية”، التي تعرّض لها خلال فترة حبسه، بالمؤسسة العقابية للحراش، إثر توقيفه خلال الوقفة التضامنية مع الفنان “رضا سيتي 16”.

هيئة الدفاع: لهذا السبب انسحبنا من المحاكمة

أكدت في ساعة متأخرة، من مساء أمس الثلاثاء، هيئة الدفاع عن الصحفي عدلان ملاح، أن قرارها بالانسحاب من الجلسة، راجع إلى الإهانة التي تعرّض لها أعضاء الهيئة، وأبرزهم عميد المحامين، مصطفى بوشاشي، وكذا بسبب “عدم توفر شروط المحاكمة العادلة”.

أسماء ثقيلة في هيئة الدفاع

تشكلت هيئة الدفاع عن عدلان ملاح، في محاكمة أمس، من محامين بارزين، من مجموع 50 مرافعا، فيما وصل عدد المتطوعين للدفاع في القضية، إلى نحو 200 محام.
ويتقدم رجال القانون المخضرمين: مصطفى بوشاشي، مقران آيت العربي، زبيدة عسول، عبد الغني بادي، أمين سيدهم، ياسين قزام، خالد بورايو، حسان براهمي، عبد الله هبول، شريف شرفي، وكذا ميلود براهيمي وعمار خبابة، وغيرهم من كبار المحامين.

صرخة طفل تهزّ القلوب خلال المحاكمة

أثار ابن عدلان ملاح، خلال المحاكمة عواطف الحضور، عندما انفجر باكيا عندما رأى والده في القفص، قبل أن يأمر القاضي بإخراجه من القاعة.
المشهد الإنساني، أدمى قلوب المتضامنين مع الصحفي خلال مجريات محاكمته بتهمة “التجمهر غير المسلح”، وهي المحاكمة التي حضرها عشرات المواطنين والفضوليين والصحفيين، الذين عبروا عن واسع تضامنهم مع مدير موقع “دزاير براس”.

مواطنون في وقفة تضامنية أمام المحكمة

تجمّع، الثلاثاء، صحفيون ومواطنون وناشطون، أمام محكمة باب الوادي، في باينام بالجزائر العاصمة، قبيل انطلاق محاكمة الصحفي عدلان ملاح، معبرين عن تضامنهم مع هذا الأخير، ومطالبين بالإفراج عنه، كما حمل البعض منهم يافطات للتعبير عن التضامن، والدفاع عن حرية التعبير والصحافة.

كواليس وأصداء

شكّل التواجد المكثف لعناصر الشرطة داخل قاعة الجلسة، بمحكمة باب الوادي، في باينام، وخارجها، حالة غير مسبوقة من التوجّس بين الحاضرين الذين لفت انتباههم هذه الطوارئ.
حضر قبل جلسة المحاكمة، عجائز ونسوة، أكدن تضامنهن غير المشروط مع “ابنهنّ”، الصحفي عدلان ملاح، وقالت “الفحلات”، إن “عدنان” لم يرتكب جريمة، وإنما كان يعبّر عن واقع يشهدن عليه في الدنيا والآخرة.
تدخل أفراد من مصالح الأمن، على مقربة من انطلاق المحاكمة، ظهيرة أمس، لتفريق بعض المتضامنين مع عدلان ملاح، ممّن بدؤوا في التوافد والتجمّع ساعات قبل موعد المحاكمة.
شهدت المحاكمة حضورا إعلاميا متميّزا، لقنوات جزائرية وجرائد وطنية وإلكترونية، من أجل التغطية الإعلامية لمحاكمة ملاح رفقة المصوّر عبد العزيز لعجال.
فرضت المحاكمة الطويلة، التي استمرّت عدّة ساعات، حالة السيسبانس والترقب، وسط الحاضرين داخل قاعة الجلسات وخارجها، وفضل الجميع التسمّر في أماكنهم، إلى غاية سماع الحكم من طرف القاضي.
فضل عدد من المتضامنين مع عدلان ملاح، حمل صوره، تعبيرا منهم على التضامن المطلق، وهو ما خلق جوّا قرأه فضوليون على أنه وجه آخر من وجوه حرية التعبير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • صالح بوقدير

    مالفت انتباهي هوبكاء الطفل في القاعة أغلب المساجين لهم أطفال فيدل تقدبم أدلة إثبات اليراءة للمتهم تستثار العاطفة وكأن التهمة ثابة في حقة ويستعطف القاضي للتخفيف عنه دعكم من توصيل صورة خاطئة للرأي العام لو تم الإكتفاء يالتعليق على انسحاب هيئة الدفاع وهي الاعلم بحيثيات القضية لكان أسلم
    رجاؤنا ألايتسيس القاضي وهذا هو المطلوب.وهو ما عبرت عنه الهبة التضامنية وانسحبت من أجله هيئة الدفاع.

  • من الشيخ ع إلى moh 8

    ( ليس إيمانا بالحق وحرية التعبير)ليت التضامن يكون مع حق المواطن الأمي الضعيف الذي يمتصون دمه لمجرد الألتجاء إليهم للدفاع على أبسط حقوقه،مجرد حب الظهور على الشاشة وانتهاز الفوضى لكسب شعبية الغير تحت شعار الدفاع على حرية التعبير،كذلك كانوا يفعلون وقت الفيس المحل حيث يتنافسون على التنصيب عليهم لضرب عصفورين بحجر واحد " الحصول على المال "أغلبيتهم اصبحوا أثؤياء بحلب الملتحين " وفي نفس الوقت التظاهر بالدفاع على الإسلام ( لاصلات لاصوم ، البعظ لايؤمن بالله اصلا ) يفعلون ذلك نفاقا حبا للربح وخوفا من الذبح من طرف الجماعات الإرهابية(لم اسمع بوجود إبن محام ضمن عناصر الفيس المحبوسين وكأنهم لا يصلون)

  • fouzia

    سلام والله جات غير في المواطن المحبوس ظلما اما الشخصيات المعروفة فلا تحاسب او تعاقب وكيما مالقاوش حل لقضيتو قالك القاضية شابة وغير مؤهلة

  • حمزة الجزائري

    الى صاحب التعليق رقم 2 / من قال لك لا تفعل الاسباب وإذا لم نلجأ إلى ربنا سبحانه وتعالى فاإلى من نلجأ !!، من خلال استدلالك بواسيني لعرج عرفت كيف تفكر ، اما قضية عدلان ملاح فهي قضية سياسية بحته وهو الطرف الضعيف فيها ولا يستطيع فعل شيئ اذا كانت لديك الحلول قدمها ولا تتكلم بصيغة الانتقاد لأأنكم تتكلمون اكثر مما تفعلون

  • ثانينه

    لا للطلم.........اطلقوا سراحه ستحاسبون يوم القيامه

  • mehdi

    ما اتفقت جماعة على ضلال.
    على القاضي أن يدرك أن هذا التضامن، من طرف عشرات المحامين، للصحفي عدلان ملاح و زملائه ، لا يمكن أن يكون لسواد عيونهم، و إنما دفاعا على حق، من حقوق الإنسان.
    و القاضي إنسان قبل أن يكون قاضيا.
    اللهم أنصر الحق.

  • moh

    تحية لأصحاب الجبة السوداء ....لا تقوم اسس الدولة إلا على العدالة...

  • عبد الرحيم خارج الوطن

    ربي يكون في عونه و عون المظلوم و لكن كان هذا الصحافي فقط يعاني من الظلم ربي يفرج على الجميع الشعب كامل مظلوم صحافة ائمة اساتذة فلاحيين بطاليين ارامل ايتام مرضى و حتى رجال اعمال شرفاء لم يقدموا رشوة و لم يستفيدوا من قروض و لم يخرقوا القانون...اذا اردت ان تعيش في الجزائر فيجب ان تكون شيات من الدرجة الاولى اولا تستخدم المكنسة الحديدية و مضاد الصدا و بعدها العادية و كل المنظفات و بعدها يجب ان تشتهد لتحول القصدير الذي نضفته الى معدن نفيس.

  • مصطفى باب الواد

    بركات بركات بركات

  • abdelo.

    ياأيها القاضي الظلم ضلمات بوم القيامة اتقي الله في المظلومين إن دعوة المظلوم لا ترد

  • Mohammed pacha

    الجزائر فيها اربعين مليون كامل يتكلمو و ينتقدو وقت الشدة تلاقي الف معاك وي راكم البارح علاش ما جيتوش لوكان جا غير مليون الدولة تفهم نفسها لكن الدولة على حق راهي عارفة واش راهي تحكم

  • مصطفىالوهراني برلين

    إلى الجريدة الموقرة بدل ان تسردوا لنا أجواء المحاكمة ...أسردوا لنا الوقائع و الخلفيات و من يقف وراء هذه المحاكمة .....؟؟؟؟

  • TADAZ TABRAZ

    للمعلق 1 : لا نتحرك ..ولا نجتهد.. ولا نثابر.. ولا نفكر.. ولا نحاول.. ولا نسهر الليالي ..ولا نتضامن.. ولا نحاول ..ولا ... ولا ... ولا ... وننتظر كل شيء من الخالق الذي قد سئم منا وبالتالي تخلى عنا أو على الأقل هكذا يقول وسيني الأعرج : العجيب في الأمر في هذا البلد، كلما أخفق المرء فى حياته ، إلتجأ إلى ربه ، يتعشقه بكثير من النفاق. لا بدّ وأن يكون الله قد ملّ هذه الوجوه المكتئبة.

  • حمزة الجزائري

    "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "