-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المرحوم سعيد عمارة سرد مغامراته مع منتخب "الأفلان" في آخر حوار لـ"الشروق":

واجهت بيكنباور.. وهكذا هربت من فرنسا للالتحاق بمنتخب الأفلان

صالح سعودي
  • 899
  • 0
واجهت بيكنباور.. وهكذا هربت من فرنسا للالتحاق بمنتخب الأفلان
ح.م
سعيد عمارة

سرد المرحوم سعيد عمارة في أخر حوار خص به “الشروق” قبل وفاته، عديد المغامرات التي خاضها في البطولة الفرنسية، قبل أن يلتحق ببقية زملائه بفريق جبهة التحرير الوطني، وأكد سعيد عمارة بأن فريق جبهة التحرير الوطني عرف كيف يصنع الحدث في المحافل الدولية، ما جعله يقدم خدمة كبيرة للقضية الجزائرية.

يملك المرحوم سعيد عمارة الذي توفاه الأجل عن عمر يناهز 87 سنة مسارا طويلا في المستطيل الأخضر، حيث قدم الكثير للكرة الجزائرية على مدار 60 سنة كاملة، وهذا كلاعب ومدرب ومسير ومربي ومسؤول، ما جعله محل تقدير واحترام الجميع على مر السنين، وهو ما كشفه في الحوار المطول الذي خص به “الشروق” قبل وفاته، خلال الزيارة التي قام بها الزميل بن حمزة، زيارة كانت فرصة للمرحوم لتقديم شهادات مهمة، بخصوص التضحيات التي قام بها رفقة زملائه من فريق الأفلان، ناهيك عن مساره الاحترافي وكذا مشواره الكروي بعد الاستقلال.

قصة احترافه بفرنسا وأسباب التحاقه بفريق الجبهة

أكد المرحوم سعيد عمارة بأن هناك عدة أسباب جعلته يشد الرحال إلى فرنسا لينضم إلى إحدى الفرق الفرنسية، حيث يقول “كنت حينها ضمن فريق نادي سبورتينغ سيدي بلعباس سنة 1955، حيث لعبت مع فريق الأكابر وعمري 17 سنة، ووصلت مع هذا الفريق لنهائي كأس الجزائر ضد فريق اتحاد بلعباس الذي كان يلعب له بن مبارك، وهو من بين الفرق القوية آنذاك، إلا أن هذا النهائي ألغي بأمر من قيادة جبهة التحرير الوطني”، وأضاف بالقول “تلقيت وقتها اتصالات من عدة فرق فرنسية، من بينها موناكو ورانس وأولمبيك مرسيليا، وعند التحاقي بمرسيليا شهر جوان 1955 لإجراء التجارب، وقد تم ذلك مع فريق نادي ستراسبورغ، حيث لعبت لقاء وديا ضد المنتخب العسكري الفرنسي، فأعجبوا بمردودي المقدم”.

برز مع راسينغ.. واجه بيكنباور وتألقه في بيزي

وبخصوص بنود العقد وقيمته المالية مع نادي راسينغ قال سعيد عمارة “منحوا لي مبلغا ماليا مقبولا، مكنني من اقتناء سيارة من نوع “دوفين” صفراء اللون، واشتريت للوالدة حلي وهدايا، وعدت وقتها إلى سعيدة لأزف الخبر للوالدين وإعطاء ما تبقى لي من الأموال للوالد لتسيير أمور العائلة، ثم رجعت إلى فرنسا وشاركت مع فريق ستراسبورغ في عدة مباريات، منها لقاء جمعنا بفريق ألمانيا الشرقية بميدانه، أتيحت لي الفرصة للتعرف على اللاعب المعروف بيكنباور، كما تعرفت أيضا على رفقاء الدرب بفرنسا مثل بن تيفور ومخلوفي وزيتوني ومحجوب”، مضيفا أنه لم يمكث طويلا مع هذا النادي، بسبب صعوبة المناخ ودرجة البرودة التي تعرفها منطقة ستراسبورغ التي تقع على حدود الألمانية الفرنسية، وهو ما جعله يغير الوجهة سنة 1958 نحو فريق بيزي الذي ضمن الصعود إلى القسم الأول، ويقول عمارة في هذا الجانب “فجرت طاقتي، وأديت مباريات في المستوى كانت السبب في شهرتي، كما تم رفع منحتي الشهرية كمحترف، وكنت محبوب الجماهير، حيث سجلت مع هذا الفريق عدة أهداف معظمها من بعيد، وبتسديدات قوية، إلى درجة أن جماهير بيزي لقبتني بـ”ممزق الشباك”.

الهروب من فرنسا واللحاق بفريق جبهة التحرير الوطني

ورغم بروزه اللافت في البطولة الفرنسية، إلا أن سعيد عمارة قرر اللحاق بفريق جبهة التحرير الوطني، ويقول بخصوص هذه المغامرة “لم أكن اعلم بمحاولة هروب بعض اللاعبين الجزائريين الناشطين في فرق فرنسية، وأتذكر جيدا أن يوم 12 أفريل 1958 كان هناك لقاء جمع فريقي بيزي ضد نادي سانت إيتيان بميدانه وعاد الفوز لفريقي”، ويضيف قائلا “في هذه المواجهة أصيب رشيد مخلوفي على مستوى الرأس، وقد نقل إلى المستشفى، إلا أنه بعد ذلك علمت بعملية الهروب المشهورة ومخطط إصابة مخلوفي في تلك المباراة، ولم أسمع باللاعبين العشرة الذين فروا من فرنسا إلا بعد الإعلان عن أسمائهم في وسائل الإعلام وهم مخلوفي وزيتوني وكرمالي وبخلوفي ورواي وبوبكر وإبراهيمي وبوشوك ولعريبي، وكذا مخطط العملية بومزراق للالتحاق بالثورة التحريرية من تونس، استجابة لنداء الجبهة”، وأكد عمارة بأن هروب المجموعة المذكورة لقيت صدى إعلاميا واسعا، لا سيما أن الحادثة ضربت أعماق عشاق الكرة الذي كانوا وقتها يتأهبون لمتابعة مونديال السويد في ذات السنة. مضيفا “يجب التنويه بدور المخابرات السرية للجبهة التي لعبت دورا كبيرا في حمايتنا من اليد الحمراء الفرنسية، أي المخابرات التي كانت تلاحقنا في كل مكان، وفي أواخر سنة 1959، جاءني اتصال من طالب شعيب سفير الجزائر بالصين الذي جهز لنا جواز السفر أنا وزوجتي الفرنسية وأم أولادي، وتمت عملية الفرار بنجاح بعد صعوبات كبيرة نحو الحدود السويسرية للالتحاق بتونس”.

أدهشنا السفير الفرنسي ومنافسونا غيروا الأسماء لتفادي عقوبات الفيفا

ويقول سعيد عمارة عن مسار فريق الأفلان “لعبنا ضد المنتخب الروماني، حيث انتهت المواجهة بالتعادل هدف لمثله، كانت الفرق التي نواجهها تحمل أسماء مغايرة لتفادي عقوبات الفيفا لكن ونظرا للمستوى الراقي الذي كان يتمتع به فريق الجبهة، جعل المنتخبات وحتى الشعوب التي كانت تؤمن بالقضية الجزائرية ترفض الرضوخ لإعلان الفيفا”، مضيفا بالقول “أما اللقاء الثاني الذي أجراه فريق الأفلان فكان ضد المنتخب اليوغسلافي في بلغراد، وفزنا بسداسية كاملة”، حيث تفاجأت الجماهير اليوغوسلافية حسب عمارة، بحكم أن فريقها يعد من أقوى المنتخبات في تلك الفترة، مضيفا بالقول “وقد علموا قبل مواجهة يوغسلافيا في بلغراد، من طرف المسؤول العسكري للجبهة خوجة بغرف الملابس، بحضور السفير الفرنسي الذي اندهش من السداسية، مضيفا بالقول “حققنا نتائج ممتازة في مختلف المحافل الدولية، وهو الأمر الذي زاد في التعريف بالقضية الجزائرية، وهذا على الرغم من معاناتنا من مضايقات اليد الحمراء المنتشرة في كل مكان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!