وادي الصومام يتحول إلى مقبرة للأسماك

يتواصل مسلسل نفوق مئات الأسماك بوادي الصومام في بجاية، هذا الأخير الذي تحول في الأعوام الأخيرة، إلى مقبرة حقيقية لمختلف الأسماك على رأسها سمك الشبوط، ورغم حجم الكارثة. إلا أن الأمور لا تزال على حالها جراء عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة، التي تسمح بوضع حد لهذه الجريمةـ التي لحقت بالأسماك في عقر بيئتهم.

وأظهرت مرة أخرى صور الأسماك النافقة، التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، مدى الإهمال الذي لحق بأكبر واد على مستوى الولاية، هذا الأخير الذي تحول من دون سابق إنذار، إلى مكب لكل أنواع القاذورات والسوائل. بعدما تم تنصيب العديد من المفارغ العشوائية، على امتداد ضفتي الوادي، في مشاهد يندى لها الجبين علما أن جل هذه القاذورات يتم نقلها في نهاية المطاف إلى البحر بعد فيضان الوادي، وهو نفس المصير الذي لحق بالأسماك النافقة التي وصلت إلى البحر، قبل أن يلفظها هذا الأخير على امتداد الشاطئ بضواحي سيدي علي لبحر.

وتنقلت فرقة من المختصين العاملين على مستوى الحظيرة الوطنية لڤورايا، إلى عين المكان، أين تم أخذ عينات من الأسماك النافقة، وكميات من مياه الوادي بغرض إجراء التحاليل التي تسمح بتحديد أسباب نفوق هذه الأسماك، وإذا ما كان الأمر يتعلق بنقص في الأوكسجين أو بتلوث؟ فيما يرى آخرون أن الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على المنطقة قد حركت الأوحال التي سدت من جهتها غلاصم الأسماك ما أدى إلى نفوقها، فيما يبقى الوادي بحاجة ماسة إلى قرار مستعجل من أجل حمايته، من كل أشكال التلوث ولم لا استغلاله مستقبلا، في تطوير وتنويع السياحة المحلية كما هو معمول به في الكثير من البلدان، التي تحترم بيئتها علما أن العديد من الصيادين يسترزقون من هذا الوادي.