-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وباء الفساد!                  

جمال لعلامي
  • 772
  • 3
وباء الفساد!                  

لا يبدو أن الحرب الشرعية والمشروعة المفتوحة على الفساد والمفسدين ستتوقف غدا، بمصالح الضبطية القضائية، من أمن وعدالة، تواصل فتح الملفات بالتحقيقات والتحريات، آخرها وليست الأخيرة، فضيحة تظاهرة “عاصمة الثقافة الاسلامية” بتلمسان، وما كشفته من استيراد خيمة عملاقة بمبلغ 20 مليار سنتيم، والمصيبة أنها اختفت بعد انتهاء التظاهرة!

الفساد العمودي والأفقي والشاقولي “دار كراعو” خلال ما لا يقلّ عن 20 سنة كاملة، وقد اغتنم واغتنى من هذه الفترة الموالون للعصابة وبطانة السوء والحاشية، من وزراء وسياسيين ومسؤولين ورجال أعمال ومقاولين وتجار، كلهم أكلوا السحت ولم تهمهم لا “الإسلامية” ولا “العلمانية” ولا حتى “الشيوعية” في نهب المال العام وتبريره بما لا يبرّر!

هذه خيمة عملاقة، وتلك سيارات “منفوخة”، وهذه ملايير من الخزينة العمومية صُرفت على استيراد المايونيز و”مصارن” الدواجن والماكياج، وتلك قروض بآلاف الملايير لإقامة مشاريع وهمية على الورق فقط، وغيرها من آليات وتقنيات الفساد والإفساد التي عمّت فلم تخفّ، لكنها جفّفت “شحيحة” الجزائريين وضربت قوتهم وقرّبتهم من التجويع بعد الترويع!

التحقيقات تكشف بأن الفساد لم يستثن قطاعا واحدا، خلال فترة رفعت يافطة “إنجازات صاحب الفخامة”، ففي الثقافة والسياحة والفلاحة والنقل والتجارة الخارجية والاستيراد والتصدير والنقل والأشغال العمومية والتعليم والبحث العلمي والبناء، ومختلف القطاعات، شاع الفساد وتحوّل إلى ممارسة “قانونية” تحميها حصانة العصابة ومن يسبّح بحمدها!

الفساد لم يبق أسيرا عند كبار المسؤولين والوزراء وجماعة “الباب العالي”، وإنما نزل بسرعة إلى “القاعدة”، فاجتاحت العدوى الإدارة والمجالس المخلية بالولايات والدوائر والبلديات والمداشر، وأصبح كلّ مسؤول “يسرق” بالقدر الذي سهل عليه، فعمّ التواطؤ إلى أن انتقل الوباء بين الولاة والأميار ومسؤولين محليين ومعهم مقاولين ورجال أعمال ومستثمرين وصناعيين، استفادوا من عمليات “التسمين” بأموال الشعب والدولة!

الطامة الكبرى، أنه أريد للفساد أن يتحوّل إلى “شطارة” وتجارة واستثمار، ولذلك انتفع الفاسدون والمفسدون من “الرعاية السامية” ومن قروض البنوك ومن “التلفون” ومن الماركتينغ المجاني والمضمون، وفي رمشة عين انتفخ محظوظون وأصبحت في يدهم مفاتيح الحلّ والربط، لكن أغلبهم الآن في السجون بتهم ثقيلة بعد ما لاحقهم الحراك وطاردهم المواطنون أمام المحاكم!

قد يُغادر السارق والمفسد السجن، في يوم من الأيام، عند انقضاء العقوبة، لكن ماذا بقي لهم وقد خسر الناس وخسر الاحترام وخسر الثقة وخسر الإنسانية.. أصعب شيء أن لا يجد هذا النوع من البشر من يجالسه ويكلمه ويرتشف معه فنجان قهوة أمام الملأ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • جزائري

    ثقافة غالبية المجتمع الجزاءري هي ثقافة النهب للاملاك العامة الاما رحم ربي. من لم يستطع نهب الكثير فيمكنه نهب القليل . هناك من ينهب ارضا ليست ملكا له ولكن هناك من ينهب رصيفا للمارة يستغله من اجل عرض بضاعته للبيع وربما ينهب جزءا من الطريق لهذا الغرض. هناك من ينهب ساعات العمل مثل الطبيب اللذي يعطيك موعدا على الساعة الثامنة لكنه لا يحضر عيادته قبل العاشرة ولن يفحصك قبل الواحدة ظهرا. هذا عن الطبيب المثقف. النهب ثم النهب قبل فوات الاوان!هذه هي ثقافتنا على الارجح. وابن خلدون قال عنا اذا استولوا على ملك اسرع اليه الخراب.

  • جزائري

    ههههه ايران برة ؟ اذا خرجت ايران فان أمريكا ستحيي البغدادي بعد موته !

  • Ahmed

    اللي يقرا المقال يقول رانا عايشين في جحيم