-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وداعا 2017

حسان زهار
  • 539
  • 0
وداعا 2017

عام آخر يشارف على الانقضاء، ولا شيء يلوح في الأفق نحو تغيير الأوضاع للأفضل، ما يجعل للأسف، العام 2017، مجرد عام عابر، مثله مثل باقي السنوات” الخداعات”، التي مضت علينا في الجزائر، من دون أن تبعث اي أمل جديد.

منذ حوالي ربع قرن من الزمان تقريبا، توقف التقويم السياسي، ولم تتمكن المحشوشة ولا الصناديق المزورة، من إحداث أي خرق في واقع التعفن، غير أن العام الذي يمضي، كما يقول الشيوخ، بات خيرا من العام الذي يأتي، بعد أن سدت جميع منافذ التغيير، وتراجع المستوى العام في الأداء، للسلطة والمعارضة معا، حتى انفض الناس حول كل المشاريع الوهمية المرفوعة، واكتفوا برعاية شؤونهم الخاصة ضمن دائرة البحث عن الخبزة.

والمثير للشجن، أن التراجع السياسي، وغياب أي شكل من اشكال المشروع المجتمعي الذي يلتف حوله الناس، انعكس سلبا على باقي القطاعات الأخرى، حتى بتنا من عام لآخر، نشهد تراجعا تلوى آخر، في قطاعات التربية والتعليم، وفي الأداء الاعلامي، وفي الصحة وقطاع الثقافة، وفي الشفافية ومحاربة الفساد، ومستوى حتى الفن والفنانين، حتى تكاد هذه البلاد التي حباها الله بكل الخيرات، أشبه ما تكون بقطعة أرض في الشمال، وقد زحفت عليها الصحراء، بعد أن انهار مشروع السد الأخضر، وانتهى فيها أي نوع من أنواع مقاومة الخراب.

عام آخر يمضي بلا رجعة، وقد ضيعناه كما ضيعنا أكثر من نصف قرن كامل، من عمر الاستقلال، دون أن ندرك ماذا نريد، ولا إلى اي وجهة نتجه، إلى درجة صار منتهى الأمل، في بلد يسبح فوق بحار من النفط والغاز، هو إطعام البطون وضمان مبالغ الواردات التي تأينا من الخارج كيما لا نموت جوعا.

نأمل أن تشرق في العام القادم 2018، شمسا أخرى، بأشعة مختلفة، فلقد طال أمد انتظار فجر مختلف، نصحو فيه وقد قرر الشعب، أن يخرج بفرح إلى العمل، لأنه أدرك في لحظة تاريخية ما، أن مصيره صار بيده، وأن اللحاق بركب الحضارة، يقتضي أن يصبح للأيام والساعات قيمة كبيرة لا ينبغي أن تضيع سدى، فكيف بالأعوام والسنوات؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!