-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحكم الدولي السابق سليم أوساسي يفتح قلبه لـ"الشروق العربي"

ودية الخضر- رومانيا من أجمل ذكرياتي الرمضانية.. وأسوأها حادثة عين مليلة

الشروق العربي
  • 1194
  • 0
ودية الخضر- رومانيا من أجمل ذكرياتي الرمضانية.. وأسوأها حادثة عين مليلة
ح.م

يفتح الحكم الدولي السابق، سليم أوساسي، قلبه لقراء “الشروق العربي”، ويكشف جوانب من مسيرته في سلك التحكيم، وذكريات مهمة مقترنة بشهر رمضان الكريم، معترفا بأن زلابية بوفاريك سحرته كثيرا، كما يؤكد أن من أجمل ما يحتفظ به في هذا الشهر الكريم هو إدارته للمباراة الودية بين المنتخب الوطني ونظيره الروماني عام 2000، أما أسوأها فحادثة عين مليلة ضد مولودية الجزائر، كما يتحدث أوساسي عن يومياته في رمضان، ووفائه لمزرعته في نواحي قجال بسطيف وقصته مع بولحبيب والملاعب المصرية وأمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.

بداية ما تعليقك بخصوص التصريحات الأخيرة لرئيس اتحاد عنابة الذي قال بأنه صرف 7 ملايير سنتيم لشراء المباريات مقابل الصعود إلى الرابطة الثانية؟

أظن أن ما تلفظ به رئيس ناد كبير من عيار اتحاد عنابة في بلاطو بالصورة يندرج في خانة خيبة أمل في عدم تحقيق ما تم تحقيقه من قبل لا غير.. فبعد هذه التصريحات المثيرة، نلاحظ بعض الأطراف بدأت تنقص من وطأة الصدمة التي خلفتها مثل هذه التصريحات، والقول إن الرئيس العنابي لم يعرف صياغة كلامه، هنا أتعجب لما آلت إليه منظومة كرتنا للمستوى المتدني لبعض المسؤولين عن الأندية، وكذا على مستوى الرابطات وحتى على أعلى مستوى.. لما ناد بحجم اتحاد عنابة يتحدث باسمه من لا يحسن التصريح بل يتفنن في التجريح ظنا منه أنه صريح فهو كمثل من يضرب بكل قواه في الريح.. أرجو من الهيئات القضائية أن ترفع الستار لكشف أطنان من العار داخل الغار.

ما رأيك في نتائج قرعة “كان 2019” التي أوقعت المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة رفقة السنغال وتنزانيا وكينيا؟

أعتقد أن المنتخب الوطني هو الآن بين يدي مدرب له كل مواصفات النجاح، لأنه برهن عن ذلك حيثما درب، ثم إن طريقته المحترفة في التعامل مع محيط المنتخب تزيد من فرص نجاحه ومن معه في القادم من المنافسات والمحطات. أما بخصوص القرعة، فأرى من جهتي أن “الخضر” لهم فرصة في إثبات الذات ولهم انتهاز كل الجزئيات مع أخذ كل الترتيبات في مثل هذه المناسبات. فالدور الثاني في المتناول إذا لعبنا بمثل الإرادة وتطبيق خطة لعب جزائرية بحتة بخصوصيتها التي أبان عنها كل من حملوا الألوان الوطنية مؤخرا.

هل لديك ذكريات بخصوص مباريات أدرتها في الملاعب المصرية؟

لم يسبق لي إدارة مباراة دولية في جمهورية مصر العربية وانتهت بفوز المحليين.. هذا نصيبي.. أول مباراة أدرتها في مصر في إطار رابطة الأبطال الإفريقية للأندية جمعت نادي الأهلي ضد نادي البن الإثيوبي وانتهت بإقصاء الأهلي المصري.. ثم للفريق الأولمبي المصري الذي تبارى مع نظيره الغاني وأقصي كذلك من الدور الأخير من تصفيات الألعاب الأولمبية. أتذكر أنه بعد إقصاء نادي الأهلي فوق ميدانه وصادف ذلك عيد الأضحى وأنا بمصر، وبعد المباراة طلب مني عدم الخروج… وبقيت في الفندق لا أبالي حتى عدت إلى أرض وطني الغالي.

كيف تنظر إلى التحكيم الإفريقي ومستقبل المنتخب الوطني بناء على هذا الجانب؟

اعتبارا لما تعرض له حكمنا المونديالي مهدي عبيد شارف من لدن لجنة التحكيم في “الكاف” وكل ما خيط له من مطبات للوقوع داخلها، أرى أن “صباح” التحكيم الإفريقي لم يقترب بعد ليرى حكام أفارقة جدد نور إشراقه.. هذا لا يعني أن الساحة الإفريقية خالية من حكام أبانوا عن علو كعبهم في العديد من الاستحقاقات التحكيمية السابقة، وهذا من خلال متابعتي التحليلية الخاصة لأداء كل من أدار مباراة دولية لأحد نوادينا وكذا منتخبنا.. على صعيد آخر، وجب الاعتراف لبعض أعضاء لجنة التحكيم على مستوى “الكاف” المؤهلين لتقديم الإضافة لحكام القارة سواء بدنيا وتقنيا وفنيا، وما ننتظره منهم في أقرب منافسة قارية، وأقصد بها كأس إفريقيا للأمم المزمع تنظيمها بدولة مصر العربية شهر جوان القادم.

بعيدا عن مشوارك كحكم دولي سابق كيف تقضي يومياتك وما هي ميولك؟

بحكم اهتمامي بمجال الفلاحة التي أعشقها وأضعها فوق كل اعتبار، فأنا كما تعلمون مستثمر فلاحي بعد تخرجي كإطار مختص في الفلاحة منذ سنة 1988، وبعد استفادتي من قطعة فلاحية ضاحية سطيف، في منطقة “قجال” وبئر الأبيض بالتحديد وأنا أقضي كل وقتي في المزرعة التي أسستها حجرة حجرة وشجرة شجرة حتى صارت والحمد الله مكانا لائقا ومفيدا لا يثنيني عن المكوث فيه أي عائق.

ماذا عن يومياتك في شهر رمضان الكريم؟

في فترة الشهر الفضيل، أتوجه صباحا إلى المزرعة ولا أعود إلى البيت إلا بعد صلاة العصر، لأنني أمارس رياضة المشي كل مساء حفاظا على لياقتي، فرغم أنني أوظف عاملا دائما في المزرعة، إلا أنني أطوف بين الأشجار لأتفقدها، وبين خلايا النحل. وبحكم أن لي حصانا فأنا لا أركبه ولكن أمسك به وأمشي به لأنني أجد متعة كبيرة في ذلك، كما أدخل في كل وقت إلى زريبة الغنم لأتفقد الخرفان الصغار إن كان ينقصها شيء ما..

هل أنت من النوع الهادئ أم المنرفز خلال الشهر الكريم؟

كل من عرفني عن قرب سواء في مجال الرياضة أم في الحياة العامة يؤكد لكم أنني من الطبع الهادئ جدا وبخاصة في الشهر الفضيل. حتى لما أكون في السيارة لا يزعجني التصرف الطائش لبعض متهوري المقود، بل لا أرد على استفزازاتهم كاستعمال منبه الصوت بإفراط قصد نرفزتني.. فتجدني أرد بابتسامة فيها الكثير من السماحة، فهذا طبعي دون مزايدة أو مغالاة.. لأنني ببساطة لست من فئة المدخنين بشتى أنواعه وحتى القهوة أرتشفها دون سكر. لذا لا أتأثر بنقصان كمية السكر في المخ وما يشبه من مؤثرات الإدمان من القهوة والسجائر، ما يؤثر على مزاج المرء لما الحواس تطلب ما ينقصها في وقت تناولها عادة..

كيف كنت تقوم بإدارة المباريات كحكم خلال شهر رمضان؟

كنت أحضر لياقتي البدنية بطريقة شاقة على مدار السنة، وبالنظر إلى قصر قامتي النسبي فقد كنت أعوض ما كان ينقصني من طول بحركية دائمة وتحرك بدني مستمر لأكون دائم القرب من الكرة قصد تمكيني من القرار الأقرب إلى الصواب.. وكنت أسطر برنامجا بمعية إخوة متمكنين في الأمر لكي أكون في مستوى ثقة من يعينني على الأقل من الناحية البدنية، لأنني كنت على يقين من أن اللياقة البدنية الممتازة تُمكّن الحكم من قرارات فنية وتقنية صائبة، فالمخ يكون ممونا بمادة الأكسجين الذي هو بدوره يمكن الحكم من مكافحة التعب حتى نهاية المباراة.

يمكن القول إن إدارة مباراة في الشهر الفضيل في حالة صيام أسهل في ما يخص الحكم نفسه إن كان محضرا جيدا من كل النواحي، ولن يكون من الذين يسهرون حتى ساعة متأخرة من الليل، فتخور قواه البدنية أولا ثم المعنوية مع كل دقيقة تمر، ليجد نفسه متأثرا نفسيا بعد كل خطإ تقديري، ومع مناقشة قراراته من طرف اللاعبين وكل من معهم.

هل لديك ذكريات وطرائف في شهر رمضان؟

ككل حكم أدار مباريات في شهر رمضان وفي كل المستويات من هرم كرتنا، أحتفظ بذكريات منها أني مرة وأنا بمدينة بوفاريك المضيافة لإدارة مباراة في القسم الثاني، أتذكر أني كلفت من كان اصطحبته معي من سطيف سائقا أن يقتني لي “زلابية” هذه المدينة المشهورة عالميا، وكذا بعض الحاجات كـ”الشاربات” بكمية كافية لتمكيننا من الإفطار ونحن في طريق العودة إلى سطيف، وكذا إدخال الفرحة للأهل بهذه الحاجات الرمضانية المميزة.

ومرة في قسنطينة وقعت حادثة لن أنساها ما حييت، حيث كنت معينا لإدارة مباراة محلية حاسمة بين “السي آس سي” واتحاد الشاوية بملعب الشهيد “حملاوي” بعد صلاة الظهر.. قبل المباراة دخل رئيس شباب قسنطينة محمد بولحبيب المدعو سوسو، وبعد الترحيب بنا وعدني بأنه سيقدم لنا هدية بعد المباراة تتمثل في طبق “الجوزية” المشهورة، لكن بعد انتهاء المباراة بخسارة “السي آس سي” فوق ميدانه أترك لكم تخيل أين كان مآل ما وعدنا به الأخ الرئيس سوسو؟؟ علما أني لا أحتفظ بأي ضغينة للأخ محمد بولحبيب على ما صدر منه يومها..

هل أشهرت بطاقة حمراء أو إنذارا في لحظة غضب في رمضان؟

بصراحة وصدق، لا أتذكر أنني كنت منرفزا أو صاحب مزاج سيئ في يوم من أيام رمضان، ولم يسبق لي أن عاقبت لاعبا أو مسيرا تعسفا أو تحت غطاء غلبني رمضان مثلا. أتذكر مرة في مدينة “الشمرة” المجاهدة، في مباراة من مستوى الشرفي، وأنا أكتب تقرير نهاية المباراة وتدوين ما أخرجت من بطاقات أثناء اللعب على ورقة المباراة، تقدم مدرب الفريق المحلي المشهور بـ”عيسىDTS ” وطلب الصفح عما صدر منه من كلام غير لائق وهو يوجه لاعبيه فوق الميدان تحت الصيام.. فطلبت منه التعقل في حينها دون إشهار أي بطاقة في حقه.

كيف تقارن المستوى الأخلاقي للاعبين والحكام بين الماضي والوقت الحالي؟

سؤال وجيه جدا وفي وقته بالنظر إلى ما يتعرض له حكامنا من اعتداءات وظلم من كل الجهات.. ورغم افتقاد الحكام السابقين في وقت غابر الكم الهائل من الوسائل التي تسمح لفريق الحكام بالاتصال الفوري والآني بينهم للحيلولة دون الوقوع في أخطاء مؤثرة، بل أحيانا تكون جائرة في حق بعض الفرق، إلا أنهم كانوا يحظون باحترام كل من هم في الملعب. لماذا يا ترى؟ بكل بساطة، لأن الجميع كان يحترم أخلاقيات الرياضة المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية، من احترام المنافس والحكم والرسميين دون اللجوء إلى الطرق الملتوية والمشبوهة للحصول على نتيجة فنية زائفة، وهذا إدراكا من الجميع أنها ليست من جهد بذل فوق الميدان.. أما اليوم وفي خضم ما يقرأ ويسمع يوميا من أعمال دنيئة ومسيئة بتواطؤ الجميع في كل مستويات المسؤولية دون استثناء، لعدم أخذ ما كان يستوجب أخذه من إجراءات رادعة ومثالية للكف أو على الأقل للتقليل من وطأة ما مس كرتنا من كساد تبعا لكم هائل من الفساد أصبح في المزاد.

ما هي أجمل ذكرياتك الرياضية في رمضان؟

من بين أجمل ذكرياتي كحكم، إدارتي لمباراة دولية ودية جمعت بمدينة عنابة بين المنتخب الجزائري ونظيره الروماني وهذا سنة 2000.

وما أسوأ ذكرياتك الرياضية في شهر رمضان؟

أسوأ ذكرى في هذا الشهر المبارك تبقى دون منازع آخر مباراة رسمية في مشواري الرياضي المتواضع، وكانت في مدينة عين مليلة سنة 2000.

هل من إضافة في الأخير؟

بكل إخلاص ووفاء، أتمنى لكل قراء مجلة “الشروق العربي” الغراء صيام شهر رمضان إيمانا واحتسابا في كنف الهدوء على كل المستويات، وأن يخاف الله في نفسه كل من له مسؤولية وإشراف في محيط كرتنا، حتى تعود أواصر الثقة والطمأنينة إلى قلوب الرياضيين وتنسج خيوط المحبة بين أبناء الوطن الواحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!