-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. ورحل النّصف الأوّل من رمضان

سلطان بركاني
  • 1144
  • 0
.. ورحل النّصف الأوّل من رمضان

توالت أيام ضيفنا العزيز وتعاقبت لياليه، وهاهو النّصف الأوّل منه قد رحل في صمت مع ارتفاع أذان المغرب يوم أمس، فليت شعري كيف هي أحوالنا ونحن نودّع خمسة عشر يوما من أيامه الغالية؟ لا شكّ أنّ منّا من لا يزال ثابتا على طاعة الله، يترقّب حلول العشر الأواخر ليزداد قربا من مولاه، ومنّا من بدأت خطواته تتثاقل ونفسه تتمايل، نفسه لم تعد كما كانت في أوّل يوم، بدأ يستثقل التّراويح، كان في بداية رمضان يصلّيها في الصّفوف الأولى، ثمّ صار يصلّيها في آخر المسجد، وهو الآن يصلّي ركعتين أو أربعا ثمّ ينصرف ليلتحق بجلسات المقاهي، كان يجلس بعد الفجر يقرأ القرآن ويذكر الله، ثمّ صار ينام بعد الصلاة، وهو الآن يصلّي الصّبح في بيته، فما يكاد رمضان ينقضي حتى يعود إلى النّوم عنها.

من هنا تبدأ خسارة رمضان؛ من أوّل طاعة يتخلّى عنها المؤمن، ومن أوّل خطوة يعودها إلى الوراء، والنّفس إذا وجدت ما تهوى طمعت في غيره، وإذا ألجمت يئست ولانت.

فيا أيّها الأخ الحبيب.. أما يكفيك خسارة ما مضى من أعوام؟ هل ستستمرّ حياتك هكذا؟ تغفل عن الله أحد عشر شهرا لا تذكره إلاّ قليلا، ويمنّ الله عليك بإدراك رمضان ثمّ تضيّعه.. بالله عليك أخي يا من بدأت تتثاقل عن الطّاعات، هل تجد الآن طعم لذّة من اللذّات التي تركت لأجلها صلاة القيام؟ ضيّعت أجر قيام ليلة كاملة، وضيّعت فرصةً لا تقدّر بثمن لمغفرة ذنوب العمر، لأجل جلسة لا تجني منها إلاّ الحسرات.

أخي المؤمن.. إياك أن تخدعك نفسك، وتمنّيك برمضان آخر، فقد يكون رمضان هذا العام هو آخر رمضان تعيشه، إياك والفتور. إن حدّثتك نفسك بترك طاعة من الطّاعات فعاقبها بالتزوّد منها. ازرع الطّاعات في ما بقي من أيام في العشر الثانية، حتى تجد لذتها في العشر الأواخر، فلعلّك توفّق لإدراك ليلة القدر، فتدعو الله فيها بكلّ إخلاص أن يجعلك من المتّقين، فتخرج من رمضان وأنت من عباد الله الصّالحين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!