وزارة الداخلية تخصص 260 مليار للتدفئة بالمدارس

خصصت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، غلافا ماليا قدره 2.6 مليار دينار من أجل تغطية العجز الذي تشهده العديد من المؤسسات التربوية في ما يتعلق بجانب التدفئة من حيث تركيب المدفآت وصيانة المعطلة منها، في وقت كانت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان قد دقت ناقوس الخطر مؤخرا بإحصائها ما يربو عن 2300 مؤسسة تربوية تفتقد التدفئة وآثارها السلبية على التحصيل العلمي للمتمدرسين.
وأشار آخر بيان نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها بالفايسبوك أمس، إلى أن الغلاف المالي هذا الذي من شأنه منح ظروف تمدرس جيدة للأبناء، سيوجه إلى اقتناء وتركيب مختلف أنواع أجهزة التدفئة، بالإضافة إلى تخصيص 30 % من المخصص الممنوح لصيانة المدارس الابتدائية من أجل صيانة أجهزة التدفئة وذلك في إطار برنامج تمويل من صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية الخاص بالتدفئة للمدارس الابتدائية. وأضاف المصدر نفسه أن العملية هذه تدخل في إطار مساعي الوزارة بما يسمح بالرفع من التحصيل البيداغوجي والتربوي تماشيا وما يتم التعامل به مع مجال النقل والإطعام انطلاقا من الموسم الدراسي 2017/2018 وتحضيرا للموسم المقبل 2018/2019 بالمرور عبر عدة إجراءات قصد التوفير المنتظم والدائم للتدفئة المدرسية عبر مدارس الطور الابتدائي حيث وجهت الوزارة في الإطار تعليمة إلى ولاة الجمهورية تحمل رقم 1088، تنص على ضرورة التوفير المنتظم والدائم للتدفئة المدرسية عبر المدارس الابتدائية دون استثناء خاصة تلك الواقعة بالمناطق الريفية والمعزولة كما وضعت ذات الجهات حيز الخدمة 1348 خلية على مستوى البلديات مكلفة بصيانة أجهزة التدفئة حيث تمكنت هذه الأخيرة خلال سنة 2018 من إجراء 9715 عملية صيانة وإصلاح والتكفل باستبدال 11093 جهاز تدفئة بالمازوت إلى التدفئة بالبروبان والتدفئة المركزية.
وتعيش العديد من المؤسسات التربوية على مستوى الوطن عجزا واضحا في الربط بوسائل التدفئة حيث يجد التلاميذ صعوبة كبيرة في التحصيل الدراسي داخل أقسامهم في أوضاع أقل ما يقال عنها إنها تشبه الثلاجات خاصة خلال هذه الأيام التي تعرف فيها أغلب الولايات الشمالية للوطن موجة برد قاسية لم تشهدها منذ سنوات ما دفع بالعديد من التلاميذ إلى التغيب عن الدراسة هروبا من أوضاعهم المزرية التي لا تنطبق إلا على مؤسسات المدن الداخلية أو الأرياف والمناطق المعزولة بل حتى تلك الواقعة بقلب العاصمة حيث تؤكد العديد من شكاوي أولياء التلاميذ زحف الإشكال بمؤسسات على سبيل المثال براقي، المعالمة، بوشاوي في اسطاوالي وغيرها..
وكانت آخر التقارير التي رفعتها المكاتب الولائية للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تشير إلى وجود أزيد من 2300 مؤسسة تعليمية في الجزائر دون تدفئة، وهو ما حذرت منه الرابطة أن يكون هاجسا يهدد التحصيل التعليمي للتلاميذ خاصة مع دخول الفصل الثاني للدراسة المتزامن مع موجهة الصقيع والبرد القارس وذلك رغم تخصيص وزارة التربية لميزانية تفوق 8000 مليار سنتيم خلال عشر سنوات الأخيرة للتكفل بالتدفئة على المستوى الوطني، ما يدعو– حسبها- إلى التدخل السريع لتوفير كل الشروط التي تمكن من تمدرس ناجح للتلاميذ في مثل هذا الفصل، لاسيما في الشق المتعلق بمشكلة التدفئة والأوضاع المزرية لأسقف بعض الابتدائيات.