-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزراء ضدّ الحكومة!

جمال لعلامي
  • 2866
  • 0
وزراء ضدّ الحكومة!

من حقّ المحللين والمراقبين أن يصفقوا ويرقصوا، عندما تنشر الصحافة خلافات واختلافات بين وزراء في الحكومة الواحدة، المفروض أنهم مطالبون ومأمورون بتنفيذ برنامج واحد، ويتحركوا ضمن فضاء جهاز تنفيذي واحد، وهدفهم واحد، لكن الظاهر أن “مصالحهم” ليست واحدة!

هل من المعقول أنيرقد في الخطمثلا وزير الفلاحة لزملائه وزراء السياحة والصناعة والسكن؟ وهل من المقبول أن تندلع نيران صديقة وضرب تحت الحزام بين وزيرة التربية ووزير التعليم العالي؟

بعضالإشاعاتالمحمولة من طرف الألسن الطويلة، تقول أن وزراء يتهمون زملاء لهم داخل حكومة الرئيس بـالكذبوالتغليط والتضليل وأيضا بممارسةالهفّ والفستي؟

نعم، حبل الكذب قصير، وسينفضح الصادق والمتحايل، لكن هل يُعقل يا عباد الله، أن يُبادر مثلا أيّ وزير إلى حلّ مشكلة عويصة تؤرّق الأغلبية المسحوقة من الجزائريين، وتـُرهق كاهل الدولة والخزينة العمومية، لكن وزيرا آخر أو مجموعة من الوزراء يُفرملون له مشاريعه؟

حكايةصراعالوزراء ليس جديدا، فقد تحدثت نفسالإشاعاتخلال حكومات سابقة، عن لعبة المدّ والجزر بين وزراء من عيار بن أشنهو وزرهوني وخليدة تومي وبن بوزيد، وغيرهم ممّن كانوا إمّاضحايالـتآمر وتخابروزراء آخرين، وإمّا متهمين بـالتخلاط والتخياطضد زملائهم داخل الجهاز الحكومي؟

عندما يغيبالاتفاقوالتضامنوالهدف الواحدمن الطبيعي أن ينتحر التنسيق والتفاعل والدفع إلى الأمام بنفس القوّة وبمنطق المجموعة بدل الفرد، ومن البديهي أن يتوقف حمار الشيخ عند العقبة، ويحلّ الركود والجمود والتعطيل والتأجيل بدل المبادرة والنجاح!

قد يكون التعديل الحكومي في مثل هذه الظروف والمعطياتإن صدقتمخرج النجدة الوحيد، أولا لإنقاذ برنامج لا يختلف الكثير حول جدواه وطموحه الظاهري، وثانيا لتخليص الحكومة والوزراء الراغبين فيالتغييرمن عمليات  الربطووضع العصا في العجلة، وثالثا وقد يكون هذا هو الأهم، تنفيذ الوعود والعهود والمشاريع التي تنتظرها البلاد والعباد!

 

الاختلاف والانتقاد، هما ظاهرتان بشريتان، أو هما غريزتان إنسانيتان، لكن عندما تتحوّل إلى عدوى ثمّ إلى وباء، فلا بدّ من التحرّك قبل أن يصبح الفشل والعجز حتما مقضيا، ويستشري بعدها مرض قاتل اسمهأنا ومن بعدي الطوفان“!   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!