-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزيرة… لا تبالي بتناقضاتها!!

وزيرة… لا تبالي بتناقضاتها!!
ح.م

ألقت وزيرة التربية، يوم 24 نوفمبر، كلمة مطولة في ثانوية الرياضيات خلال جلسة افتتاح الأيام المخصصة للأسطرلاب التي حضرها عدد كبير من الأساتذة من مختلف المراحل.

وفي الواقع، كانت قراءة النص كمن يقرأ جملا وكلمات متقطعة يصعب على السامع فهمها رغم أهميتها. وقد استعنا فيما بعد بما نشرته وكالة الأنباء ووسائل الإعلام لفهم بعض ما جاء في هذه الكلمة. وما يهمّنا هنا هو الإشارة إلى أن الوزيرة كانت تطلب النجدة من المشاركين لرفع مستوى التحصيل في الرياضيات لدى التلاميذ، وكذا مكافحة العزوف عنها!!

تناقض الوزيرة

وحتى نكشف روح التناقض لدى الوزيرة التي تبدو في خطابها حريصة على مستوى التلاميذ في الرياضيات، نذكّر أنها تعرف جيدا، والجميع يعرف، بأن من أبرز المحفزات عند التلميذ هو القيام بنشاطات ومنافسات مختلفة الأشكال تمسّ جميع المستويات الدراسية، والاختصاصات المعنية، وكذا تشجيع الشباب بالجوائز المادية وغير المادية.
تؤكد الوزيرة أن لدى تلاميذنا مشكلا كبيرا في استيعاب الرياضيات والاهتمام بها. والجميع يعلم أنه يوجد في الرياضيات ألف نشاط ونشاط يمكن للوزارة تنظيمه والوقوف عليه كما تفعل الدول المهتمة بالرقي بمستوى التعليم. ومن تلك النشاط نذكر التدريبات على مواضيع رياضياتية لفئة المتفوقين في كافة المؤسسات… على أن ينتهي هذا النشاط بتصفيات (كما هو الحال في مختلف النشاطات الرياضية أو الرياضياتية…) تؤدي إلى المشاركة في منافسات وطنية ودولية وإقليمية.

سؤال : ماذا قدمت الوزارة من نشاطات جادة في هذا الباب؟ لا شيء يُذكر! مسؤولية هذا التراخي يتحملها بطبيعة الحال من هو على رأس القطاع، وكذا السلطات العليا إن كان المشرف على القطاع قد أهمل جانب التحفيز إلى هذا الحد… وهو في ذات الوقت يشتكي من تدني مستوى التلاميذ!!

كما يمكن أن نسأل كبار المسؤولين في وزارة التربية : كم كان إلحاح الزملاء عليهم للإسراع بعملية التحفيز؟ وكم قدم هؤلاء الملّحون من مبادرات لحث وزارة التربية على الانطلاق في إعداد تلاميذنا ليشاركوا في المنافسات الأولمبية في الرياضيات وغيرها داخل وخارج الوطن؟!! لكن لا حياة لمن تنادي. فكيف لا يُحاسَب المسؤولون عن هذا الإهمال؟

الغياب المحزن

لقد أدركت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (“الألكسو”)، ولو متأخرة، أهمية تشجيع المنافسات العلمية لدى التلميذ العربي فراحت تحثّ الحكومات وتصمّم البرامج للنهوض بهذا الجانب. وقررت في الربيع الماضي تنظيم أول أولمبياد عربي في الرياضيات، على أن تكون المسابقة سنوية بالتناوب مع “الأولمبياد العربي للعلوم” تنظّمها الألكسو في إحدى الدول العربية.

ويقول منظمو المنافسة أنها “فرصة لتهيئة البيئة المناسبة لرفع التنافس العلمي بين تلاميذ الدول العربيّة في مختلف مجالات المسابقة… والتألّق على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وهي فرصة كذلك للإسهام في تطوير مناهج الرياضيات وتجويدها في النظم التعليمية العربية”. وهم يهدفون من وراء هذه المبادرة إلى “الإسهام في الارتقاء بالمستوى العلمي وإرساء ثقافة الرياضيات لدى التلاميذ والمعلمين وتفعيل دور المؤسسات المعنية بتعليم الرياضيات”.

وحسب الإعلانات فقد وافقت على المشاركة 13 دولة عربية -هي البحريـن، الكــويت، تونــــس، السودان، اليـــــمن، الإمارات، الجزائــر، المغرب، السعودية، لـــيـبـيـــا، عمــــــان، مصر، لـبـنـــان. كما تكرمت السعودية باحتضان الدورة في مدينة جدة. وقد تمّ ذلك من 25 إلى 29 نوفمبر 2018. وتحصل السعوديون والمغاربة على ميداليات ذهبية مستحقة، وكانت لبنان وتونس وعُمان أيضا من الأوائل.

ما حيّرنا أن مختلف الإعلانات كانت تشير في وسائل الإعلام الأجنبية أن الجزائر من بين الـ 13 دولة المشاركة في المنافسات. لكننا عندما تحرّينا الأمر لم نجد أحدا في بلدنا له علم بهذه المشاركة! ثم تأكدنا من عدم مشاركة الجزائر عندما شاهدنا فيديو حفل الافتتاح المتاح على شبكة الإنترنت، وأثناءه نودي لتكريم رؤساء الوفود. فعندها لم يظهر في المنصة رئيس الوفد الجزائري على الرغم من أنه نودي عليه بالاسم “السيد بدر علي عطية”!

وهذا أمر محزن حقًا. والمحزن أكثر أن حفل الافتتاح -الذي دام قرابة ساعة ونصف- تخللته أُوبرت من إبداع الشباب السعودي، وفيها ترحيب (غنائي وموسيقى) بكل دولة مشاركة. وقد خصصت فيه للجزائر دقيقة كاملة تغنَّى أثناءها التلاميذ السعوديين بالجزائر وهم يرفعون رايتها! أليس من المحزن أن يتغنَّى بنا القوم ترحيبا بنا ويحسبوننا حضورا… ونحن غائبون نائمون!

فخْرُنا الأستاذ عبد الله لعراجي

إذا قارنا جهود الدول العربية في موضوع الاهتمام الجاد بالمنافسات الأولمبية في مجال الرياضيات وعلوم أخرى، فلا إشادة إلا بدولتين هما المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية. ومن لم يصدق فلينظر في نتائج المنافسات العالمية في الرياضيات وترتيب هذين الدولتين فيها على مدى السنوات الأخيرة.

يهمنا هنا أن نشير إلى أن أول دولة عربية شاركت في الأولمبياد العالمي للرياضيات هي الجزائر. كان ذلك عام 1977. ومن شارك فيها؟ شارك 3 تلاميذ، منهم واحد اسمه عبد الله لعراجي من الغرب الجزائري، وقد علمنا أن أباه كان من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وكانت نتيجته في المنافسة أنه حاز على الرتبة الأولى من بين الجزائريين الثلاثة! بعد ذلك أنهى الأستاذ عبد الله لعراجي دراسته في بريطانيا، وله الآن ما يزيد عن 40 بحث أصيلا في الرياضيات فضلا عن إسهاماته العديدة في المؤتمرات الدولية. يعمل السيد لعراجي منذ سنوات طويلة في جامعة البترول والمعادن في الظهران بالسعودية.

ويسأل سائل : لماذا نذكر سيرة هذا الأستاذ في هذه المناسبة بالذات؟ نحن نذكره لننبه إلى أن المنظمين السعوديين اختاروا لجنة تحكيم لأولمبياد الرياضيات العربي الأول، واختاروا الأستاذ عبد الله لعراجي رئيسا لهذه اللجنة! ذلك أن ماضي هذا الأستاذ وحاضره، سواء في مجال البحث العلمي أو في إسهامه في تنشيط المنافسات الأولمبية في السعودية، جعلاه يستحق تولي رئاسة لجنة من هذا القبيل بجدارة.

لا يسعنا في الأخير إلا أن ننوّه بجهود منظمة الألكسو وتعاونها مع السعودية في تنظيم مثل هذه التظاهرة العلمية؟ فهنيئا لهم جميعا. أما مصيبتنا نحن في الجزائر فسوف نظل نعاني منها طالما ساس التربية عندنا نساء ورجال يتناقضون مع أنفسهم ولا يفقهون!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • ALI_DZ

    لا تحزن لان هناك اشخاص ينفرون من كل شيئ يذكرهم بالعربية
    فهم مندمجون بفكرهم ومشاعرهم بما يدور في الشمال المقدس . وياليتهم يستوعبون ما يحاك هناك ضدنا . وقد يكونون من مهندسي السوء نحونا .

  • ALI_DZ

    المشكل ان العلم هو اخر ما يفكر فيه الساسة في الجزائر .
    زد على ذلك الكل ينتظر من غيره القيام بمثل هذه الانشطة .
    السؤال الواجب طرحره " كيف نجد الناس لتدعيم هذه الانشطة
    وتشجيع التجار واهل الاختصاص على تبني كل من ينشط للتحضير لهذا " الأولمبياد العالمي للرياضيات " .

  • kahina

    هدا يدل بكل وضوح ان الشعب الجزائري امازيغي العربيه والفرنسيه لغات دخيله فالجميع يجد صعوبه فيها لانها لغه معقدة لم تواكب الحداثه كاللغات الاخري دكاتره في العربيه يستحيل ان يتكلموا العربيه الاكاديميه لمده طويله المهم في السيده بن غبريط اطال الله عمرها في وزاره التربيه لها افكار بناءه ونظره مستقبليه لاصلاح المدرسه الجزائريه اما كونها تحسن العربيه ام لا فهدا ثانوي

  • بشير

    ابعد الناس عن فهم الرياضيات هم اصحاب الخلفيات الاديولوجية كل مرة الواحد يحب يبدي فكرة لا ترضي طرفا فهو بعثي و .... نتائج الوزيرة تتكلم بدلا عنها و سياسات كل الوزارات بدون استثناء لا تبشر بالخير. للعلم فان الاستاذ سعدالله من خريجي المدرسة الفرنسية ولا احد ينكر دور المدرستين الروسية والفرنسية في الرياضيات. رجاءا قراءة المواضيع بموضوعية بعيدا عن السطحية وبدون الخلفيات.

  • بن بلقاسم

    أما مصيبتنا نحن في الجزائر فسوف نظل نعاني منها طالما ساس التربية عندنا نساء ورجال يتناقضون مع أنفسهم ولا يفقهون!
    لقد أوجعتهم يا أستاذ فسلطوا عليك عبيدهم أرجوك لا تأبه لهم لا ترد عليهم .

  • عيادي

    متأكد أن الجزائر تلقت دعوة للمشاركة، وعدم الحضور ليس غريب من مسؤولين همهم عزل الجزائر عن امتدادها الثقافي والتاريخي والجغرافي، القائمين على القطاع بين جاهل وعميل ينفذون خطة معروفة عند العام والخاص,
    تحياتي لكم استاذنا

  • أبو بكر خالد سعد الله

    إلى محمد :
    في الاختلاف رحمة، ولذا لا مشكل في أن نرى القضية من زاوية مختلفة.
    في كل بلدان العالم المتقدم تُبذل الجهود في مكافحة عزوف الطلبة عن الرياضيات وتحبيبها لها. ومن هذه الوسائل مختلف النشاطات الممكنة. ولذا قلت في المقال ''في جميع المؤسسات". ففي كل مؤسسة (مدرسة، متوسطة، ثانوية) يمكن الاهتمام محليا بالتلاميذ وجعلهم يميلون إلى الاهتمام بالرياضيات. وهؤلاء هم الذين يقودون القاطرة فيما بعد.. حتى نصل إلى "العالمية". هذا رأي الخبراء في العالم.
    أما شأن الوزيرة فالمجال لا يسع للتطرق إليه. شكرا...

  • أبو بكر خالد سعد الله

    إلى أحسن :
    أنت محظوظ جدا لأن ليس لك مكابح يزعجون في التعبير عن رأيك ... تكتب بعفوية جميلة لا يهمها التأكد مما يخطه قلمك من إساءة مجانية لغيرك : تفترض وتستنتج بدون برهان. ألا ترى في نفسك عقدة ستزداد نورا إذا ما تخلصت منها؟ حاول عفا الله عنك! شكرا. ..

  • جزائري حر

    المعلوم لدى الجميع أن هده الوزيرة مجرمة فهي تدمر المدرسة الجزائرية وعقول الأبرياء من أطفال الجزائر وهناك من يسعاد فيها والغريب أن الأولياء غير مبالين أو لا يهمهم ما يدرس أبنائهم ولكن المنافقين يعرفو يتبماو غير لما الأساتدة يضربون للمطالبة بحقوقهم المهضومة.

  • ثانينه

    هدا الدي قضي حياته كلها في المدرسه العليا للاساتده لم يقدم شيئا ملموسا للمدرسه الجزائريه سوي انه فيلسوف في نقد الاخرين اننا نعرف توجهاته والمدرسه التي يدافع عنها انه من بقايا البعثيين ضد المدرسه المتفتحه علي العالم واللغاه بن غبريط وافكارها تناسب هدا الوقت واخراج المدرسه من هده التناقضاه وهي المراه المناسبه لهدا المنصب وندعو لها كل التوفيق

  • sas

    كف عن اللف والدوران، مشكلتك هي اللغة الفرنسية فقط. تستغل كل المشاكل الحقيقية أو الخيالية للعودة إلى نفس الموضوع. على مدرس الرياضيات أن يتعامل مع الرياضيات وليس الأيديولوجية العربية التي دمرت مدرستنا. يعلم الجميع وأنت تعرف أيضا أن التعريب القسري كان كارثة على المدرسة الجزائرية ، لكنك ما زلت تلقي باللائمة على فشلك في الفرنكوفونية.

  • صنهاجي قويدر

    شغلنا الورى وملأنا الدنا ... بشعر نرتله كالصلاة .. تسابيحه من حنايا الجزائر

  • مجمد

    مرة أخرى تجدني مخالفا لرأيك.إنك مثل المدرب لكرة القدم الذي يبحث عن النجومية بجلب اللاعبين من الخارج للحصول على نتائج تفرح الجمهور.وإن كنت معارضا لهذه الوزيرة التي لا تحسن تلاوة تقريرها فإنها ركزت على عدم فهم التلاميذ لمحتوى المسائل الرياضية.ذلك أن الحكمة في إقبال التلاميذ على أية مادة تكمن في الإحساس بقدرتهم على الفوز في النتائج المحصل عليها قبل التفكير في رغبتهم في أي استعراض.إن التلميذ الذي يصعب عليه إدراك فحوى أي مفهوم ولا يتذوق النشوة في اكتساب أية معرفة ينفر منها.تلاميذنا يفرقون بين الآلية التي يجبرون على حفظها دون وعي ورياضة الفكر الرافد الأساسي لامتلاك التفوق العلمي.يبقى أن التظاهر شكلي

  • احسن

    رغم انك من اقدم المدرسين ان كان هدا المصطلح يطبق عليك لم نعرف عنك انك تكلمت في اجتماع بيداغوجي او تسيير لقترح تغيير اور هده المدرسة اللتي جعلتموها منكوبة لاكم تفكرون على مصالحكم و فقط. كيف لخريج مدارس القران لجمعية الغرباء المسلمين و مدرس في المتوسط ان يصبح بفعل فاعل استاد في التعليم العالي. لا احد يعرف عنك مقالات في المجلات الرياضيات الغير المعربة تثبت انك فعلا جدير بمرتبتك. نعم ان الوزيرة لا تتقن العربية و نحن ادرى بهدا و لكن نقول لك نعم نريد ان تدرسة كل المواد بالفرسية من الابتدائي الى العالي حتى تفضح و تزحزح من المكان الدي جعلته SQUAT لك. نعم نناضل لكي تكون لنا دولة لائكية تعترف بالمواطن

  • نورالدين

    لعل الوزيرة نفسها لا تعلم بهذه المنافسة او لعل مستشاريها والخبراء الفرنسيين الذين يتولون عملية الاقلاع نحو مدرسة الجودة التي ينشدونها اقنعوها بان لاجدوى من هكذا منافسة ما دامت لم تنظم في فرنسا او اقنعوها بان الرياضيات لاتدرس الا باللغة الفرنسية ....