-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وصية رمضان لأمّة الإسلام

سلطان بركاني
  • 5103
  • 0
وصية رمضان لأمّة الإسلام

رمضان يتهيّأ للرّحيل، ولكأنّي به يكتب وصيته بدموعه لأمّة الإسلام، فيقول:

“يا أمّة محمّد. يا أحبائي وخلاني. لن أقول لكم وداعا، ولكنّي سأقول لكم: إلى لقاء قريب بإذن الله، لأنّي سأعود بعد أشهر قليلة على من أمدّ الله في عمره منكم، ومن توفّي منكم قبل اللّقاء، فأسأل الله أن أكون له شفيعا يوم العرض واللّقاء.. سأودّعكم أيها الأحبّة وأنا أحمل أعمالكم لتعرض على خالقكم وبارئكم. سأودّعكم وكلّي فرح وسرور لحال عباد لله مؤمنين صاموا أيامي إيمانا واحتسابا، وقاموا لياليّ إيمانا واحتسابا، وختموا القرآن يرجون أجرا وثوابا، وتحرّكت ألسنتهم بالذّكر والدّعاء يرجون فضلا ونوالا، وتصدّقوا وأنفقوا يرجون عتقا وغفرانا. سأودّعكم وكلّي حزن وأسى لحال عباد لله ألهتهم المقاهي والأسواق والأطعمة والأطباق، عن الخشوع في الصيام والاحتساب في القيام، لا حظّ لهم من صيام أيامي إلا الجوع والعطش، ولا حظّ لهم من قيام لياليّ إلا الجهد والسّهر.. سأودّعكم أيها الأحبّة وكلّي أمل ألا تنسوني. وألا تنسوا أيامي التي جُعتم وعطشتم وتعبتم فيها ترجون المغفرة والثواب، ولياليّ التي صففتم فيها الأقدام بين يدي العزيز الوهّاب، ترجون العفو وعتق الرّقاب.. وصيتي لكم أيها الأحبّة أن تبقوا على العهد سائرين، وعلى الطّاعات والقربات مداومين، فأنتم لا تعبدون رمضان وإنّما تعبدون ربّ رمضان.. سأودّعكم أيها الأحبّة وكلّي أمل ألا تهجروا المساجد بعد رحيلي، وكلّي أمل ألا تنسوا الصيام والقيام بعد انقضائي، وكلّي أمل ألا تنسوا القرآن والذّكر والدّعاء بعد وداعي. لا تجعلوا بيوت الله أيها الأحبّة تشتاق إليكم بعد أن أنِست بكم، ولا تجعلوا المصاحف تشكو إلى الله هجركم وإعراضكم بعد أن ألفت أيديكم وأناملكم التي لطالما قلّبت صفحاتها”… 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!