-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وفّروا الدواء قبل الإنترنت!

قادة بن عمار
  • 1123
  • 1
وفّروا الدواء قبل الإنترنت!
ح.م

من الجميل جدّا أن يتحدث وزير الصحة مختار حسبلاوي عن تعاون مصالحه رفقة وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال على ربط 14 مستشفى بالأقمار الصناعية حتى يسهل الاتصال بين الأطباء، وهنا، لا أحد يشكك في نوايا الوزير الطيّبة، ولا أحد يكره التطور التكنولوجي، خصوصا إن كان في فائدة المرضى والمواطنين عموما ولكن..!! هل يعلم الوزير أنه يشرف على قطاع لم يخرج إلا منذ أيام معدودة (وبصورة مؤقتة) من إضراب استمر إلى 8 أشهر سببه رفض عدد كبير من الأطباء الشباب والمقيمين العمل في ولايات جنوبية ومناطق سهبية بسبب عدم توفر الوسائل والإمكانيات؟!
هل يعلم أنّ كثيرا من المستشفيات لا تتوفر على عتاد طبي يصلح لإنقاذ مريض بسيط، وأحيانا يضطر الكثير منها إلى تحويله إلى مسافات بعيدة وتعريض حياته للخطر بعدما باتت تلك المستشفيات مجرد هيكل بلا روح ومجرد أماكن لتقديم الحقن للناس؟!
هل شاهد الوزير حسبلاوي أو الحكومة عموما، التقرير الذي بثته إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة هذا الأسبوع عن مستشفى محمد بوضياف في ورقلة، الذي يعاني مرضى السرطان فيه، ليس من عدم توفر الدواء ولا الأجهزة ولا حتى من عدم الانتظام في مواعيد العلاج الكيماوي فتلك أمور اعتادوا عليها، وإنما يعانون من الحرارة الشديدة بسبب تعطل المكيفات الهوائية والتأخر في إصلاحها!
حتى إن مريضة قالتها صراحة..: “نحن لا نقاوم الموت، ولم نعد نحزن لتأخر مواعيد العلاج ولا غيابه وإنما نريد فقط.. الموت بكرامة”!
والأدهى والأمر، أن الوالي أجاب “بخصوص هذا المشكل” عن سؤال للصحفيين قائلا إنه راسل وزارة الصحة مرارا وتكرارا لتوفير جهاز يعوّض المكيفات الهوائية عند تعطلها ولم تستجب الوزارة بعد، فهل يحتاج الأمر إلى كل هذه البيروقراطية؟!
هل هذا واقع “ملائم” يتحدث في ظلّه وزير الصحة عن التطور التكنولوجي ويخطط في سياقه لربط المستشفيات بالإنترنت وبالأقمار الصناعية؟ أليس عليه توفير “الأولويات” مثل الأطباء للمناطق النائية أولا، والمكيفات الهوائية لمن يعانون الحرارة الشديدة، ويريدون فقط الموت في صمت وهدوء، قبل أن يتحدث عن أمور أخرى؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الزعيم

    على من تقرأ زابورك يا داوود؟