وكالة “سبوتنيك” الروسية تستضيف صحفيين في دورة تكوينية

استفاد صحفيون من خمسة عشرة دولة، منها الجزائر ممثلة بالموقع الالكتروني “الشروق أونلاين” من دورة تكوينية نظمتها وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” في العاصمة موسكو، بين 19 و23 ماي الجاري.

وحضر المشاركون ندوات نشطها خبراء في مجال الإعلام الرقمي الروسي والدولي، تناولت عدة محاور كالأخبار المزيفة، وخصوصيات كل من الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي والسياسية الإعلامية لدولة روسيا، حيث تنقل المشاركون خلال الدورة إلى مقر وكالة “سبوتنيك” وكذا دائرة الصحافة والإعلام بوزارة الخارجية الروسية.

واستقبل المشاركون بمقر دائرة الصحافة والإعلام بوزارة الخارجية الروسية  من طرف مسؤولي هذه الهيئة، التي أشار مسؤولوها إلى التسهيلات التي تمنحها روسيا الاتحادية للصحفيين والمراسلين الأجانب للقدوم إلى بلدهم من أجل تغطية الأحداث السياسية والرياضية، على غرار الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مارس 2018 وكذا فعاليات كأس العالم في شهر جوان من نفس السنة.

وتطرقوا كذلك إلى الحديث عن وظائف هذه الهيئة والمتمثلة في تقديم الأخبار، ومواقفها مما يجري في جميع أنحاء العالم، وإثارة الانتباه إلى عدد من القضايا والعمل على توحيد الشعوب.

وأشاروا كذلك إلى التهم الموجهة من طرف دول الغرب إلى وكالة “سبوتنيك” وهي التهم التي رفضوها جملة وتفصيلا، وأصروا على ضرورة العمل في جو تسوده الشفافية، واحترام حرية التعبير، مذكرين بأن السلطات الروسية تبقى على اتصال مستمر مع المراسلين الأجانب الذين يعملون في روسيا.

زيارة إلى مقر “روسيا سيغودنيا” Rossiya Segodnya

وفي اليوم الأول من الدورة، تنقّل المشاركون إلى مقر وكالة “روسيا سيغودنيا” حيث تابعوا محاضرة ألقاها مناصفة “فاسيي بوشكوف”، مدير التعاون الدولي بوكالة سبوتنيك، و”انتون أنيسيموف”، نائب مدير التحرير بذات الوكالة.

وقام الثنائي بتقديم تعريف للوكالة وأهدافها وكذا أهداف المشروع “مشروع سبوتنيك”.

وما أثار انتباه الصحفيين، مسألة الأخبار المزيفة علما أن هذا المصطلح أصبح جد متداول في الوسط الإعلامي، خاصة عند الغرب حيث الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، كان قد اتهم شبكة “سي أن أن” (CNN)  الإخبارية بترويج أخبار وهمية.

وفي ردّه على سؤال صحفي “الشروق أونلاين” حول كيفية تفادي التهم بترويج الدعاية والأخبار المزيفة، قال “فاسيي بوشكوف”: “لا توجد وسيلة إعلامية في منأى عن التهم والانتقاد”.

كما أدى المشاركون زيارة لمقر وكالة “سبوتنيك” واطلعوا على الإمكانات التي تتوفر عليها هذه الأخيرة وبطاقمها، حيث نصحت مسؤولة داخل الوكالة  الصحفيين بعدم التسرع لنشر الخبر من باب السبق الصحفي قبل التأكد من صدق المعلومة، علما أنه غالبا ما يتعرض الصحفي أو الوسيلة الإعلامية للانتقاد بعد نشر معلومة غير مُؤكدة.

وأشارت كذلك إلى عنصر مهم، وهو الاشتراك حيث تزايد عدد المشتركين في الوكالة بشكل مهم وفي مناطق عديدة من العالم.

وكما نشطت “سفيتلانا باباييفا” Svetlana Babaeva محاضرة ركّزت فيها على المادة الإعلامية، وما ينتظره القارئ من الصحفي وكذا التحولات التي طرأت على مجال نشر الأخبار.

وفي اليوم الثاني، أنصت المشاركون للمحاضرة التي ألقاها “ميخائيل كونراد”، حول الفرق بين الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي، إذ ذكر التحولات الجوهرية التي شهدها مجال الإعلام (جريدة ورقية، تلفزيون، أنترنت، فايسبوك، تويتر، أنستغرام..).

وقدّم الأخير تقنيات عملية في تغطية الأحداث باستعمال كاميرا وبث التغطية المباشرة على أكثر من منصة واحدة وعبر عدة حسابات للتواصل الاجتماعي.

وكما ركّز على عامل التفاعلية في الإعلام الرقمي من خلال البث المباشر عبر صفحات فايسبوك، وتويتر على سبيل المثال، وهي التقنية التي أصبحت القنوات الإعلامية تستعملها كثيرا من أجل جلب المتابعين، ومعرفة آرائهم وإشراكهم في البرامج والمواضيع التي تقدّمها.

كما أنجز المشاركون الذين قسموا إلى أربعة أفواج تمرينا عمليا في انتقاء الحقيقة وذلك بإشراف “أوليق ديميترف” و”أوليق شيدروف”.

وقدّم الثنائي نصائح مهمة للصحفيين أثناء كتابة مقال صحفي وذلك بالتركيز على عدد من المعايير، وبشكل خاص مصدر المعلومة.

في هذا الشأن، قال “أوليق ديميترف”: “لا يمكن اعتبار أي محلل أو شاهد كمصدر للمعلومة”.

وفي سؤال لصحفي “الشروق اونلاين” عن تهمة الحراك الموجهة لروسيا بالتدخل في الشأن الداخلي للجزائر والحالة التي تعيشها الجزائر، أردف “أوليق ديميترف” قائلا: “أنا متأكد أن الجزائريين بإمكانهم إيجاد حلول والخروج من الوضع الذي تعيشه الجزائر”.

وفي نهاية اليوم الثاني من الدورة تسلّم المشاركون شهادات على يد “فاسيي بوشكوف”.

حضور مؤتمر بالأكاديمية الدبلوماسية لوزارة الخارجية الروسية

وزار الصحفيون، في اليوم الثالث، الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، حيث حضروا مؤتمراً حول “سياسة روسيا الإعلامية ومسألة الأخبار المزيفة”، نشّطه المدير السابق لقسم وكالة أنباء واشنطن “تاس”، أندريه شيتوف.

وفي سؤال لصحفي “الشروق اونلاين” حول تغير موقف دول الغرب تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، أجاب أندريه شيتوف قائلا: “لقد حدثت أشياء كثيرة في سوريا مما جعل الأسد يُعتبر كشريك في محاربة الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن دول المنطقة”.

بعدها تنقّل المشاركون إلى مقر “Rossotrudnichestvo” حيث قُدمت لهم شهادة المشاركة في هذه الدورة، كما تم التقاط صورة جماعية مع مسؤول الوكالة.

وذكر هذا الأخير أن الهدف من هذا البرنامج هو “منح الفرصة لصحفيين شباب من عدة دول للمجيء إلى روسيا لتبادل الخبرات وتمكينهم من تطوير إمكاناتهم في مجال الاتصال والإعلام”.

وبعد تسلّمهم للشهادات، تنقل المشاركون إلى مقر مجلس الأمة الروسي، حيث استقبلهم السيناتور ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة العليا للبرلمان الروسي، “كونستانتن كوساشيف” Konstantin Kosachev.

وقال”كونستانتن كوساشيف”: إإن برنامج سبوتنيك هو مبادرة من طرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والهدف منه تمكين ممثلي العديد من البلدان من زيارة روسيا واكتشاف حقيقة هذا البلد وما يزخر به من معالم تاريخية وثقافية وسياحية…”.

ولم يتوان السيناتور في توجيه انتقاد موقف دول الغرب الذي يعتبره “خطرا على الأمن الدولي”، مضيفا أننا “نعيش امتدادا للحرب الباردة”، مشددا على ضرورة “احترام القانون الدولي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وألمانيا…”.

تجدر الإشارة إلى أن المشاركين قد قاموا بجولة في الساحة الحمراء، حيث أعجبوا بالمعالم الأثرية، كما قاموا برحلة على متن الباخرة حيث استفادوا من معلومات قيّمة حول البنايات المحيطة للنّهر الذي يتوسّط العاصمة الروسية “موسكو”.

يذكر أن وكالة “سبوتنيك” تبث الأنباء بـ32 لغة وتحوي على 22 مكتبا عبر العالم، و18 مليون مشترك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتعمل على توفير معلومات إلى وسائل الإعلام الدولية الرائدة 24 ساعة على 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع ، ويقدّر معدّل عدد جماهيرها شهريا بأكثر من 64 مليون.

وبرنامج سبوتنيك “سبوتنيك برو” هو مشروع إعلامي دولي موجّه للصّحفيين والطلاب والمهنيين في مجال الاتصالات لتبادل خبراتهم وتطوير مهاراتهم في مجال التواصل الإعلامي.