-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ولاة المواطن الصّالحين!

جمال لعلامي
  • 439
  • 1
ولاة المواطن الصّالحين!
ح.م

الحكومة التقت بولاتها، أو الولاة التقوا بحكومتهم، على مدار يومين، وناقشوا الملفات التي تكتسي في نظرهم أهمية وحساسية وأولوية، على مستوى الولايات، في وقت يُشاع أن الولاة استفادوا من “صلاحيات” جديدة على حساب الوزراء، أو اقتطعوا جزءا من صلاحيات ومهام الوزراء، وفي الحالتين، فإن الولاة سيشعرون بـ”نفخة” في دورهم بالولايات!
عندما خرج مواطنون إلى الشارع عبر بعض الولايات، خلال حركة سابقة في سلك الولاة، احتجاجا على “رحيل” واليهم، مقابل ابتهاج آخرين في ولايات أخرى على استمرار “وليهم الصالح”، ارتسمت تساؤلات وعلامات استفهام وتعجب بشأن علاقة المواطن بالوالي في ولاية ما، واتضح إلى أن يثبت العكس، بأن هذه العلاقة مترامية بين العسل والبصل وأحيانا حدّ الخبل!
ربما يُمكن استنساخ اجتماع الحكومة-الولاة، ليتحوّل إلى لقاء الولاة-المواطنين، ليكون فرصة إلى تقرّب الطرفين، والاستماع مباشرة وبلا وسيط إلى المشاكل الحقيقية والانشغالات الواقعية، بعيدا عن التزييف والتحريف، وبعيدا أيضا عن التهويل والتقليل والتأويل!
من الطبيعي أن يتمّ إنهاء مهام وال أو إحالته على التقاعد، في حال ساءت علاقته بالمواطنين، أو المجتمع المدني، ففي ذلك تدهور لعلاقة الإدارة بالمواطن، وهذا ما لا يمكن للحكومة الفطنة أن تقبله أو تستهين به، لأن الاحتجاج ضدّ وال أو رئيس دائرة، هو احتجاج أيضا في شكله ومضمونه على الحكومة نفسها، التي لم تعرف كيف تضبط عقارب الولاة على ساعتها!
أحيانا يكون “إخفاء الحقيقة” من طرف وال على الحكومة، أو وزير قطاع معيّن، بشأن مشروع أو ملف أو قضية في ولاية معينة، هو سبب تنامي المعضلة وتسمين دواعي الاحتقان والغضب وسط مواطنين يعتقدون أن الوالي هو “الدولة” على مستوى ولايتهم، وأيّ تصرّف منه، هو تصرف من الدولة برمّتها، وهذا هو مربط الفرس، ففي كثير من الحالات، يسيء وال للدولة التي تدفع راتبه، والأخطر من ذلك يتسبب في “انتفاضة” ضدّه بولايته، حتى وإن كانت صامتة، تنتهي بتحويله أو إقالته في أول حركة تغيير!
نعم، هناك ولاة يعرفون جيّدا من أين تؤكل الكتف، “فلا يربحون العيب” للمواطنين، ولا للمجاهدين ولا للمنتخبين ولا للمستثمرين ولا لمراسلي وسائل الإعلام ولا لشركائه في مختلف المسؤوليات، ولا لغيرهم من الفعاليات المؤسسة لحركية وحراك الولاية، سواء داخل هياكلها الإدارية، أو على مستوى الشارع، ولذلك يتجنب هذا النوع من الولاة “الصدمات” بإتقانه لفنّ التسيير وحلحلة الإشكاليات مهما كانت معقدة واستفزازية!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الشدة في الله

    خسارة ما رجعش والي بجاية المقال صاحب بلات الشهيرة ،،،في نفس الوقت يعود والى سكيكدة لتهجم على المجاهدين،،،،تناقض ام كتاف وبيسطو