ولايات تتنافس في تحدي أكبر مائدة إفطار في مسيرات الجمعة

فتحت مائدة الإفطار الجماعي التي نظمها سكان ولاية برج بوعريريج شهية مواطني كثير من الولايات الأخرى التي أطلقت تحديات لتنظيم أكبر موائد الإفطار في إقليمها، ووجهت لأجل ذلك نداءات مختلفة عبر مختلف الوسائط الاجتماعية من أجل تجنيد المجموعات التطوعية لهذا الغرض.

وحملت مختلف تلك الموائد شعار “تضامن، أخوة، تعاون” حيث توحدت في هدف واحد وهو وضع اليد في اليد للتقدم نحو تحقيق أهدافهم التي خرجوا لأجلها في مسيرات مليونية على مرّ 13 أسبوعا.

وتحدى عديد الشباب قرارات منعهم من تنظيم موائد إفطار جماعية وسعوا بكل ما أوتوا من إمكانيات لتنظيمها في مسيرة الجمعة الـ 14، وذلك بعد ما تعذّر عليهم الأسبوع الماضي تنظيم موائد إفطار في بعض البلديات والولايات على غرار سكيكدة وبعض بلديات العاصمة.

 مائدة البرج تفتح شهية الولايات

وتنافست عديد الولايات وتفننت في تنظيم موائد إفطار جماعية عملاقة استقطبت إليها الأنظار، وذلك بعد الصدى الكبير والأثر البالغ الذي خلفته ولاية برج بوعريريج التي تبقى صانعة الاستثناء بتنظيمها أكبر مائدة إفطار في تاريخ الحراك الذي يشهد مسيرته الرمضانية الـ14 هذا الجمعة، حيث تم إعداد أزيد من 1200 وجبة وذبح عجلين أمام بناية قصر الشعب الذي يعد رمزية للحراك بهذه الولاية.

وفي مبادرة غير مسبوقة استطاع أبناء البرج تنظيم مائدة كبرى للإفطار، سهر عليها عشرات الشباب الذين نظفوا الارضيات قبل تصفيف الطاولات والكراسي وتحضير الموائد بكل اللوازم والأطباق.

واستحسن جميع من حضر الالتفاتة الرائعة داعين الله لكل من ساهم فيها وسهر على خدمة الصائمين، موضحين أنها تعبير صارخ عن تضامن الجزائريين وعظمة هذا الشعب الابي ومحبتهم لبعضهم.

 وهران تطلق تحدي أكبر مائدة إفطار

وبدورها توالت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للسير على هذا المنوال بولايات أخرى في تحد وطني يبرز عظمة الحراك وسلميته وتضامنه مع كافة أبناء الوطن الصائمين.

ومن بين ذلك ما دعا إليه متطوعو وهران حيث أكدوا في بيان لهم “بمناسبة الشهر الفضيل ونظرا لدور المتطوعين في نشر التضامن والأخوة والتعاون بين مختلف أطياف المجتمع، اتفقنا نحن الجمعيات الشبانية والمجموعات التطوعية والطلبة على تنظيم “أكبر مائدة إفطار” تم تسميتها “مائدة زبانة” يسعى القائمون عليها لإفطار 5000 صائم من عابري السبيل والمحتاجين والفقراء”.

وتداولت كثير من الصفحات تحضيرات الشباب الذين يقودونها لأجل ذلك وكلّهم عزم على المواصلة رغم التضييقات التي مورست الأسبوع الفارط على بعضهم.

مطاعم على الهواء الطلق و”الحراك” في قلب النقاش

وتحوّلت أزقة وشوارع عديد الولايات إلى مطاعم على الهواء الطلق، جلس فيها المتظاهرون جنبا إلى جنب بعد أن ساروا على خطى واحدة عشرات الكيلومترات لنصرة حراكهم وإسقاط كل العصابة ورموزها وتحقيق سيادة الشعب التي انتفضوا لأجلها، وعلى وقع قرع الملاعق، واصل المتظاهرون مناقشة مواضيع الحراك وتبادلوا الآراء في كيفية الخروج بسلام من الأزمة الحالية.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور سابقة لموائد إفطار الجمعة الماضية في كل من باتنة بساحة الحرية وفي مدينة فرجيوة بولاية ميلة، وولاية أدرار أيضا كانت على موعد مع مائدة إفطار جماعية عقب انتهاء المسيرة وكذا بلدية فريحة في تيزي وزو ووسط مدينة بجاية.

 متطوعون يرددون.. “بالقمع تتغذى عزيمتنا”

وأرفقت أغلب الصور والمنشورات المتداولة والداعية إلى تنظيم موائد إفطار كبيرة بعبارات تؤكد إصرار المتظاهرين على سلميتهم إلى غاية نيل مطالبهم وأنّ أسلوب القمع لا يجدي نفعا معهم، حيث كتب هؤلاء “بالقمع تتغذى عزيمتنا وبالسلم تحيا مطالبنا”.

وأضاف كثير من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن القمع والتضييق الممارس بحق البعض لمنعهم من تنظيم الموائد الجماعية لن يحد ولن ينال من عزيمتهم، متسائلين عن الأسباب الخفية التي مُنع لأجلها متطوّعون من تحقيق مبادراتهم ما دامت تحافظ على سلميتها.

 الجزائريون مبدعون في التعبير عن حراكهم

وفي السياق أوضح المختص الاجتماعي والأستاذ الجامعي الهادي سعدي أن الجزائريين أبدعوا على مدار الجمعات السابقة في التعبير عن حراكهم وفي كل جمعة يطلّون علينا بأساليب ورمزيات جديدة تعبر عن الضمير الجمعي الذي باتوا يشتركون فيه بقوة ويدافعون عنه.

وأضاف أنّ الحراك أعاد للجزائريين حبهم ورغبتهم في العيش المشترك وتطلعهم لمستقبل واحد برؤية شاملة.

وختم بالقول إنّ المبادرات الفايسبوكية كانت حاضرة منذ البداية في حراك الشباب، حيث يعتبر الفايسبوك المحرك القوي لهم في إعلاء الهمم والتوجيه نحو مثير من القيم والنصائح والتوجيهات.