-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في أول لقاء بينهما حول المبادرة

ولد عباس ومقري يتفقان على “التوافق” بشروط!

إيمان عويمر
  • 4824
  • 11
ولد عباس ومقري يتفقان على “التوافق” بشروط!
ح.م

أبانت مشاورات حركة مجتمع السلم مع جبهة التحرير الوطني، عن اتساع الهوة بين المعارضة والموالاة رغم محاولات إيجاد مساحة مشتركة يلتقي فيها الحزبان حول أرضية مشروع “التوافق الوطني”، واكتفى مسؤولو الحزبين جمال ولد عباس وعبد الرزاق مقري، بتوزيع الابتسامات والردود الدبلوماسية.
اصطحب الثلاثاء، عبد الرزاق مقري كوادر حمس إلى مقر الأفلان بأعالي العاصمة، حاملاً في محفظته مبادرة “التوافق الوطني” التي شكلت محور اللقاء بين متخاصمين سياسيين على طاولة مستديرة.

الأفلان يعتذر لروح نحناح

عند بداية الجلسة، احتل ولد عباس، مكانه في جهة تسمح له بأن يكون في موضع مقابل لعبد الرزاق مقري، شرع في بداية كلمته الترحيبية بتوضيح تصريحه السابق بشأن الشيخ محفوظ نحناح، واعتذر ولد عباس بصفة رسمية لحركة حمس عما صدر عنه، وصنف خرجته الإعلامية غير المحسوبة في خانة “الهفوة” التي تفرض عليه قول كلمة صادقة في حق الشيخ نحناح، لأنه شخصية وطنية قدمت الكثير للجزائر ولا يمكن إنكار ذلك.
وزاد عليها ولد عباس، عندما تحدث عن العلاقة التي تربطه بالشيخ الراحل محمد بوسليماني، وخوضهما الحرب في البوسنة والهرسك، ليتدخل مقري سريعا.. “انتظر ياسي جمال لم نشارك في الحرب وموقفنا كان تضامنيا، حتى لا تكتب الصحافة غير ذلك”.. لينفجر من كانوا في القاعة ضاحكين.

الأفلان “دارنا جميعا”

وسرعان ما وجه رئيس حمس، رسائل سياسية لولد عباس، مفادها بأن جبهة التحرير الوطني التي تستمد شرعيتها من الثورة التحريرية “بيت” كل الجزائريين وليست حكرا على أحد، وأن أي توافق سياسي واقتصادي للخروج من أزمات البلاد لا بد أن يمر على الطريق المؤدي إلى مقر “حيدرة”.
وحاول مقري أن يحمل الآفلان جزءا من المسؤولية بسبب ما تعيشه البلاد بطريقة دبلوماسية: “لما يكون الجلوس مع جبهة التحرير الوطني فأمل المستقبل يعود للجزائريين.. لأن الآفلان حزب أساسي في الحكومة وحمس تشكيلة سياسية مهمة في المعارضة، وأوضاع البلد تحتاج لنقاش”.
وبعدها، رفع ولد عباس الجلسة أمام الصحافيين، لفتح مشاورات مغلقة بين الأفلان وحركة حمس حول مبادرة “التوافق الوطني”، تمخض عنها الإعلان عن عقد لقاءات ثنائية بين الحزبين مع تحفظات وخطوط حمراء رسمها ولد عباس لمقري.

الأفلان: الرئيس والجيش خطان أحمران

واعترف حزب جبهة التحرير الوطني بوجود أزمة اقتصادية يجب على الآفلان أن يشارك في حلها، لكنه اشترط عدم التنكر لدور الرئيس بوتفليقة في مبادرة التوافق الوطني، أو الزج بالمؤسسة العسكرية في النقاش السياسي.
وسرعان ما جاء الرد من طرف مقري الذي اعتبر محاولة الآفلان لإجبار الأحزاب على دعم “العهدة الخامسة” أمرا غير منطقي في نظره، لأنه من حق الأحزاب تقديم مرشحيها، مضيفا “مبادرتنا لا تتحدث عن الأشخاص ولا عن مواصفاتهم”.
وحاول مقري، تهدئة قيادة الآفلان التي عبرت عن غضبها من دعوة العسكر للتدخل في السياسة، بقوله: “نحن جد سعداء عندما نسمع أن الآفلان يسعى لتمدين الحكم، ولم ندع لتأجيل الانتخابات الرئاسية أو أن يتولى الجيش تسيير مرحلة انتقالية وإنما تحدثنا عن دوره في التوافق الوطني كونه قوة حية من المجتمع”، معتبرا حزبه كان ضحية لما سماه “تدخل مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية في انتخابات سابقة”.

لا طموح شخصيا ولا لقاءات سرية

ونفى مقري، تلقيه “إشارات فوقية” أو أن يكون عقد لقاءات سرية مع أي جهة أوعزت له بفكرة طرح مبادرة التوافق الوطني، بتأكيده “مبادرتنا السياسية لم تتوقف منذ 1991 ونحن عازمون على مواصلتها سواء نجحت أم فشلت لأن التوافق أساس كل عملية سياسية وحتى تشهد الأجيال القادمة أننا حاولنا إنقاذ البلاد”.
مقري لم يتوقف عند هذا الحد، مفندا كل القراءات التي تحدثت عن طموح شخصي يحرك مبادرة التوافق الوطني تزامنا مع رئاسيات 2019، مشددا “نحن مستعدون لوضع مصلحتنا تحت أرجلنا من أجل الجزائر”.
ولم يتمالك ولد عباس، أعصابه في تلك اللحظات ورد قائلا “الرئيس قدم الكثير للجزائر ولم نكن أبدا ديكتاتوريين ونحن متفتحون عن النقاشات السياسية ونعدكم بأن نلتقي مجددا، لكن بوتفليقة خط أحمر”.
ابتسم عبد الرزاق مقري، وختم الجلسة بتأكيده “قد نكون مختلفين سياسيا لكننا متفقون في الأسس والمحافظة على البلاد لأننا نوفمبريون ويجمعنا الخط الوطني ومصلحة الوطن وليس الأشخاص”.
لكن ولد عباس، باغت ضيوفه بتصريح مدوّ للصحافيين بمجرد توديعه لضيوفه الحمسيين فقال “أنا سعيد لأنني سمعت حركة نحناح المعارضة تشيد بإنجازات الرئيس طيلة فترة حكمه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • نح لا

    بهذه الوجوه لا ننتضر اشياء جديدة فيها الخير مستقبلا للبلاد والعباد .انهم في حرب مع بعضهم بعض بلا معارضة من اجل وسخ الدنيا

  • مواطن بسيط

    انها مؤامرة من طرف مقري للعودة الى احضان السلطة لان الحركة فقدت مصداقيتها بين الشعب ولم يعد هناك من يساندها او يقف معها وهي معروفة كدلك بعمالتها للسلطة وكل من انشق عنها كون حزبا مواليا للسلطة ياكل من الريع ويحلب في طا سها اضافة الى دلك لا يهمها التوافق او الانتماء الى احزاب المعارضة لانها انقلبت عليهم وشتتهم بعد ان كانت تتزعمهم وترفع شعار المعارضة ...عموما فان حزب حمس هو حزب موالي مصلحي ويظهر دلك من خلال بعض زعمائه اين هم الان.....لا ازيد

  • الناقد

    السياسيون الجزائريون أصابهم جنون البقر !

  • عبد الحكيم بسكرة

    ماذا يريد الشخص مقري اليوم , انه في نظري الآن أخطر من أبو جرة سلطاني , فهو يتحرك في كل الاتجاهات و يريد ان يستدعي او يستجدي كل الولاءات , و لست مخطئا في تحليلي فقد وجدت ما يحيرني فيه عند بعض المحللين كالاستاذ عبد العالي رزاقي و آخرين يريد مرافقة العسكر في الانتقال الديمقراطي و متى كان الجيش الوطني الشعبي غائبا لضمان السير الحسن للاستحقاقات الوطنية كالانتخابات مثلا و يريد التوافق او السياسة التوافقية بين الاحزاب الصورية او الاحزاب الموالية كحزبه هو وبين السلطة افليست سياسة الموالات هي نفسها سياسة التوافق , فما له يتلاعب بالكلمات اهي سمات الوفاق السياسي ام هي نفسها عند تبديل الواو نونا

  • جزائري حر

    أقترح على الجيش و المخابرات و الإدارة الذين يستطيعون قلب معادلة الإنتخابات أن يدعموا رجل ذا توجه إسلامي، لأنه إذا سرق لا يسرق كثيرا، كما أنه لن يتاجر في المخذرات. لا ننسى أن يتعهد بعدم تدخله في قيادات الجيش و المخابرات. و يكون التوافق في الحقائب الوزارية. بين الأحزاب الداعمة له.

  • سيدعلي

    من النقيض إلى النقيض في 24 ساعة فقط ! هذا هو سبب تخلف الجزائر !

  • ابن الجبل

    هذان الشخصان يتفقان أولا يتفقان ، فهما لا يمثلان الا نفسيهما ... فالجزائر في حاجة الى رجال يعملون أكثر مما يتكلمون ، قادرون على تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى نحو أفضل . فالجزائر قارة بمعنى الكلمة في شساعتها وفي عدد سكانها ووفرة ثرواتها ، فما الذي يمنعها أن تصبح دولة متقدمة ، أليس هو الرجال ؟!

  • kahina

    هدا المتسول عند احزاب السلطه يريد استرجاع مقاعده السابقه مع النظام وهو يغلم جيدا ان الاغلبيه ل F L N RND وبالتالي لن يتغير شيء المخرج واضح عند احزاب المعارضه مثل F F S وبعض الشخصيات الوطنيه والاستبقي الامور هكدا بل وستزداد تعفنا

  • جلول الجزائر

    رئاسيات 2019 تحرك الافلان و حمس ربما الحزبين يريد كل منهما صفقة مربحة له بما في ذالك الارندي . لكن الجزائر مريضة خلال السنوات الاخيرة وبحاجة لرئيس قوي وشخصية بارزة ثاقبة النظر خلال المرحلة القادمة . ورئيس الحكومة خلال التسعينيات أبو الاصلاحات في زمن الشاذلي بن جديد السيد مولود حمروش . يستطيع ايجاد الحلول المستعصية بخبرته وتجربته التسييرية خلال عقود من الزمن . فالجزائر بحاجة لرئيس قوي واصلاحي بمعني الكلمة لاخراج البلاد من النفق المظلم . فالازمة المالية الخطيرة و لجوء البنك المركزي لطبع النقود دلائل علي خطورة الازمة المالية التي تعيشها البلاد والكارثة اذا انخفظت اسعار النفط مجددا

  • ahmed

    الحل الذي اقترحه مقري حل انيق. وما اظنه من افكار مقري لانه يعتبر من صقور حماس وليس حمائمها. الذي فكر في هذا الحل مخو نظيف , او ربما حماس لديها think tank.المهم ان تطبيق هذا الامر هو الحل للمشكل منذ ايام مصالي الحاج. لا بد من حد ادنى من ارضية مشتركة يتفق عليها جميع الاطراف ومن ثم المضي الى الامام. واذا كان هناك فئة قليلة متطرفة باسم اللغة او اي شعار اخر , فلن تضر لان اغلبية الجزائريين يريدون التعايش السلمي بين مختلف التوجهات . فما غلطش اللي سماها حركة السلم. الله يرحم الشيخ نحناح , عندو ما ربى .

  • أحمد

    ستكون حماس اول المنقلبين على ما يسمى ' التوافق الوطني '' هؤلا لا يهمهم الامصالحهم و احس خدمة تقدم ااجزائر ان يذهبوا الى بيوتهم حماس كل واحد تقول له كلام انه موسم عرض الخدمات