وناس أمام فرصة لعب مباراتي تانزانيا وبوتسوانا

مباراة مانشستر سيتي أمام الغريم مانشستر يونايتد التي شهدت سقوط أشبال غواديولا الأحد، أبانت حالة بدنية متعبة لرياض محرز الذي أبلى بلاء حسنا في آخر المباريات بعد أن ثبّته المدرب كأساسي من دون أن يخرجه ولو في اللحظات الأخيرة، باستثناء بعض الوقت من الراحة في مباراة رابطة أبطال أوربا أمام بوريسيا مونشن غلاد باخ عندما تم إقحامه في الربع ساعة الأخير من المباراة..

وبذل رياض محرز مجهودا بدنيا قويا في مباراة الأحد، وبالتأكيد سيتلقى غواديولا هدية ثمينة من جمال بلماضي لو تفادى دعوته للخضر في مباراتين شكليتين ولكنهما مهمتين لأجل القيام بعمل جاد قبل خوض تصفيات كأس العالم خلال شهر جوان القادم، ناهيك عن كون قضية الحجر التي يتعرض لها كل عائد من خارج إنجلترا والتي صارت تهدد فعلا بغياب رياض محرز ولاعب ويست هام بن رحمة عن مباراتي أمم إفريقيا الشاقتين من خلال رحلة ذهاب وإياب إلى زامبيا في جنوب القارة إضافة إلى مباراة معقدة أمام منتخب يتميز باللعب القوي المباشر وهو مفروض عليه الفوز، ولن يجد جمال بلماضي من حل أمام منتخب زامبيا سوى إشراك اللاعبين الأقوياء بدنيا وأصحاب السرعات الفائقة ومنهم آدم وناس الذي استرجع مستواه وتجلى ذلك في مباراة الأحد أمام تورينو عندما قاد ناديه الضعيف كروتوني لإنعاش حظوظه في البقاء بفوز برباعية كاملة مقابل هدفين، شارك فيها وناس ببصمته من خلال تمريرة حاسة وهدف جميل على طريقة ميسي في آخر أنفاس المباراة.

فوز كروتوني لم ينقذ الفريق من المركز الأخير، فهو حاليا يجمع 15 نقطة، خلف بارما بـ 16 نقطة، وتورينو بـ 20 نقطة مع احتفاظ الأخير بمباراتين متأخرتين، ويأتي بعد ذلك كاغلياري وبينيفينتي في دوري تغادر فيه ثلاثة أندية إلى القسم الثاني وبقي لكروتوني 12 جولة تتطلب منه ما يشبه المعجزة لأجل النجاة، بتجاوز ثلاثة أندية على الأقل، وفي كل الأحوال فإن المعركة الحاسمة التي سيخوضها الفريق في الكالشيو الإيطالي ستكون مفيدة لآدم وناس الذي صار في رصيده منذ انضمامه إلى كروتوني في الميركاتو الشتوي أكثر من 400 دقيقة تضاف إليها أكثر من 300 دقيقة لعبها بألوان كاغلياري مع بداية الموسم، ويكاد بذلك يجمع دقاق لعبه خلال الموسم الماضي مع فريق نيس الفرنسي.

سجل آدم وناس في رحلته القصيرة مع كرتوني هدفين وقدم تمريرة حاسمة وكان الأحسن في ناديه في مواجهتي الميلان وجوفنتوس، وفي حالة غياب رياض محرز وسعيد بن رحمة عن الرحلة الإفريقية، فإن تواجد آدم وناس مع التشكيلة الأساسية للخضر في المباراتين يبقى واردا، وهو الذي نجح دائما في خرجاته الإفريقية معتمدا على سرعته وتسلله بين المدافعين الأفارقة المعتمدين على قوتهم البدنية دون الفنية..

وقد استرجع في اللقاءات الأخيرة من الدوري الإيطالي اللاعب آدم وناس مستواه الكبير، وخاصة حبه للعب وتمتعه بالمشاركة لمدة 90 دقيقة في كل مباراة، وصار أحد أحسن اللاعبين في الدوري، وتجاوز آدم وناس سن اللاعب الناشئ، فقد تجاوز الرابعة والعشرين منذ نوفمبر من السنة الماضية، وصار في حاجة إلى أن يلعب مع فريق كبير في القارة العجوز وأن يمنحه جمال بلماضي مكانة أساسية مع الخضر، ولو كلاعب وسط هجومي أو كجناح أيسر، أو يضعه في منصب رياض محرز في المباراتين القادمتين في حالة غياب قائد المنتخب الجزائري، كما أن المباراتين القادمتين أمام زامبيا وبوتسوانا نهاية شهر مارس الحالي، ليستا مهمتين من حيث النتيجة ويستحق آدم وناس أن يلعبهما كأساسي حتى يسترجع ثقته بنفسه، وقد يقدم لجمال بلماضي أفكارا جديدة من أجل مفاجأة منافسيه الذين صاروا يعرفون قوى المنتخب الوطني المتمثلة في الثلاثي بونجاح ومحرز وبلايلي، ففي مباراة تورينو الأخيرة قدّم آدم وناس كل ما يمكن أن يقدمه لاعب الكرة الموهوب من تحركات جعلت فريقه يسيطر بالطول وبالعرض على منافسه، من تمريرات ساحرة، إضافة إلى انفرادات ومراوغات وقذفات بديعة، وسجّل هدفا على طريقته، ولأنه جاء في آخر دقيقة من المباراة، فمعنى ذلك أن اللاعب في حالة بدنية جيدة.

ما يهم وناس حاليا هو أن يفوز بفرصته كاملة مع المنتخب الجزائري حتى يكون أحد نجوم الخضر في مونديال قطر حيث سيكون في سن العطاء والنضج، فهو موهبة أكيدة باعتراف كبار الكرة في العالم ومنهم المدرب الإيطالي الشهير أنشيلوتي.
ب.ع