-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

سلطان بركاني
  • 666
  • 1
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
ح.م

ها هي العشر الأواخر قد حلّت، وها هي أوّل ليلة منها قد ارتحلت، وها هي قلوب كثير من عباد الله المؤمنين تخفق أسفا وحسرة على تصرّم أيام رمضان، ولا عزاء لها إلا أنّ الله قد امتنّ عليها بإدراك ليالي العشر الأواخر؛ ليالي العبودية والبكاء والتضرّع والدّعاء، لتبُثّ لله الهموم والغموم، وترفع إليه الأمنيات والحاجات.
لقد رغّب الحنّان المنّان سبحانه، ضِمن آيات الصّيام، في دعائه ورجائه، ووعد ووعده حقّ أن يجيب دعاء من دعاه، فقال جلّ في علاه: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون)) (البقرة 186)؛ يريد سبحانه من عباده الصّائمين والقائمين أن يدعوه ويرجوه، ليعطيهم سؤْلهم ويحقّق لهم رجاءهم؛ فهل يليق بنا أن نغفل عن دعاء من بيده خزائن السّماوات والأرض، وبخاصّة في مثل هذه الليالي التي تهبّ فيها النّفحات، وتنزل الرّحمات وتغدق الخيرات والبركات؟.
إنّه الدّعاء؛ قربة من أجلّ القربات، وعبادة من أفضل العبادات، غفل عنها كثير من المسلمين في هذا الزّمان، يوم تعلّقوا بالأسباب المادية ونسوا مسبّب الأسباب، وتعلّقوا بالمخلوقين ونسوا الخالق جلّ وعلا، وركنوا إلى الوسائط والوساطات ونسوا من بابُه مفتوح ولا يحتاج إلى الوساطات، ومَن يغضب من عبده إذا لم يدعُه، ويفرح إذا دعاه ويثيبه عظيم الأجر على دعائه، ويرفع درجته ويعطيه حاجته.. لا يملّ سبحانه من كثرة الدّعاء، ولا يغلق بابه عن عباده مهما بلغت ذنوبهم، وإذا ما غفلوا عنه ابتلاهم وقطع عنهم كلّ الأسباب، لينزلوا حاجاتهم به وحده سبحانه.. لا يزداد المتذلّل بين يديه إلا عزا، ولا يزداد المفتقر إليه إلا رفعة.. يحبّ الملحّين، ويجيب دعوة المضطرّين، ويغيث الملهوفين.
إنّها فرصتنا وقد أمدّ الله في أعمارنا فأدركنا رمضان، ثمّ أمدّ في أعمارنا فأدركنا العشر الأواخر منه، فرصتنا أن ندعوَ الله في هذه الليالي المباركات، ونلحّ عليه في الدّعاء، أن يفرّج كرباتنا ويقضي حاجاتنا ويغفر خطيئاتنا، ويرزقنا الاستقامة والثبات على دينه بعد رمضان وحتى نلقاه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • من البهجة

    بارك الله فيك على مواضيعك القيمة و جازاك الله خيرا.