-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يا أصحاب القنوات.. اتّقوا الله في شهر الطّاعات

سلطان بركاني
  • 1693
  • 8
يا أصحاب القنوات.. اتّقوا الله في شهر الطّاعات

مع حلول شهر رمضان من كلّ عام، يشتدّ التّنافس بين القنوات الفضائية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين، من خلال برامج يتمّ إعدادها مسبقا لتبثّ في الشّهر الفضيل؛ بعضها دينيّ، وبعضها الآخر اجتماعيّ ترفيهيّ، وهذا النّوع الأخير من البرامج هو ما تعوّل عليه القنوات وتتعمّد بثّه في ساعات الإفطار، التي هي من أثمن وأغلى السّاعات في رمضان، كيف لا وهي ساعات تجاب فيها الدّعوات، وتصلّي فيها الملائكة على الصّائمين والصّائمات، وتفرح فيها الأنفس المؤمنة بالصيام وتتأهّب للقيام.
ساعة الإفطار تناسبها برامج قصصية تجمع بين التّشويق والمتعة الهادفة، أو على الأقلّ برامج تُجِمّ النّفوس وتفرح القلوب، بأعمال تُلتزم فيها آداب الدّين وأخلاقه.. لكنّ المتابع لما تبثّه القنوات الخاصّة في هذه السّاعات، يجد أنّ أغلبها تقدّم برامج ترفيهيّة، تعتمد الإثارة، ولا ترعى أدبا ولا خلقا ولا ذوقا، وربّما يقع معدّوها وممثّلوها في محظورات كثيرة، لعلّ من أبرزها التّرويع الذي أصبح يمثّل المادّة الأساسية في برنامج الكاميرا المخفية، حيث يعمد معدّو البرنامج إلى مفاجأة ضحاياهم بمواقف محرجة ومخيفة، تخرجهم عن طوعهم وتبثّ في نفوسهم الرّعب، تنتهي في أكثر الأحيان بسكوت الضّحايا على مضض، وهذا العمل هو ممّا نهى عنه الشّرع أشدّ النّهي، في نصوص كثيرة، منها حديث الرّجل الذي نام فانطلق بعض الصّحابة إلى حبل معه فأخذه، ففزع الرّجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلما”.. بعض القنوات وصل بها الأمر إلى حدّ بثّ برامج هزلية تتضمّن استهزاءً مبطّنا ببعض شعائر الدّين، وبرامج يلجأ فيها بعض الممثّلين والفنّانين المنحرفين من رواد الكباريهات وعلب اللّيل إلى قاموس الكلمات السوقية المبتذلة، متذرّعين بأنّها عبارات معهودة في واقع النّاس، وأنّ الهدف منها هو إضحاك المشاهدين لا أكثر!
هؤلاء لم يعد كافيا أن يطلق عليهم وصف “لصوص رمضان”، وهم الذين يظهر من سعيهم أنّهم اختاروا أن ينوبوا عن مردة الشّياطين التي صفّدت في أوّل ليلة من رمضان! وربّما لا ينفع أن توجّه إليهم النّداءات بأن يتّقوا الله في شهر الرّحمات والدّعوات، لذلك فالنّداء يوجّه إلى الصّائمين والصّائمات بأن يقاطعوا هذه البرامج التّافهة التي لا تراعي حرمة الشّهر الفضيل، ولا ترعى حرمة العائلات الجزائرية المسلمة ولا تهتمّ بذوق ولا أدب.. يقول الله تعالى: ((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون)) (الأنعام، 68- 69).

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • adel

    بوركت أخي على كلمة الحق

  • **عبدو**

    >> كارو
    تقول إن الانسان الطيب طيب و سيبقى كذلك و الانسان الشرير وسيبقى كذلك ايضا ،ان الله دعا و امر الى ان يكون الانسان طيبا سواء كان طيبا في الاصل او كان شريرا و ربما كلاهما لا يدركان ان ذلك الفعل طيب او شرير و هو ما يفسر التناقض الموجود في بعض المجتمعات فقد يصفون طيبا بالقبيح او العكس مثل شرب الخمر !!! في الاسلام الله تعالى دعا أو امر الناس الى تغيير سلوكهم الشرير بعد ان وضّحه لهم كالظلم و الغشّ و السرقة و القتل....و حث الطيبين على البقاء و أيضا حذّر من السلوك الشرير و الله اعلم

  • جزائري

    كل واحد حر وكل واحد مسؤول وحده أمام الله عما يفعله في رمضان أو غير رمضان. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يراه. ولا أعتقد أن هناك جزائريين لا يفرقون بين الخير والشر وبين المعروف و المنكر. عندما اشعر ان برنامجا تلفزيونيا خارج عن تعاليم الدين ببساطة يمكن تغييره. أما أن نتفرج ثم نلوم القناة فهذا لا معنى له. صاحب القناة مسؤول أمام الله عن البرنامج أما المتفرج ليس مسؤولا عن البرنامج بل عن تفرجه على البرنامج

  • كارو

    سيدي حاول ان تفهوا شيئا جوهريا،:
    لا علاقة للسلوك البشري بالتدين، الانسان الصالح صالح و الشرير شرير بغض النظر عن العبادة، العبادة و التدين لا ينفذان الى طبيعة الفرد، بل يزيدان الشرير شرا و قد يفسدان الصالح

  • الزاهي

    أكثر المداومين على الالتزام بالصوم يقضون النهار نياما أو في لهو من الملاهي الرياضية وغيرها،و لا بأس من التردد على المساجد بين الوجبات،ثم الانقطاع للترفيه و وتتبع ما يثير الشهوات ويدعو للاستجابة لها،وهذا ما يحمله رمضان من تناقض : يوحي بالتعبد ويدعو لماسواه ، وحين ينقضي رمضان لم يكن يكن العابد فيه قد تغير من ديدنه شيء،وإنما ازداد قدرة على أن يتقبل هذا التناقض في نفسه،و يتعايش معه في انسجام تام،و المسلمون عامة يقدمون في تعبدهم طقوسا كوجبات إلزامية، فالطوس الدينية هي أساسا مظهرية ،لا تأثير لها على الوجدان، فلا تقوى و لاورع و لا استقامة النفس والسريرة إلا عند القلة القليلة

  • الزاهي

    لاينفك رجال الدين من ذكر الوصايا و ترديد النصائح،مما لايجدي نفعا ؛وكأنهم يعتقدون أن التزام الناس أكثر برمضان دليل على تحسن تدينهم في هذا الشهر،والحقيقة أن الالتزام لايدل إلا على تمسكهم بنظام اجتماعي احتفالي، يمكنهم من تجاوز الروتين القاتل والممل في قيامهم بالطقوس اليومية التي لا تنتهي إلا لتتجدد من جديد في اليوم الموالي،و لما كان رمضان محدود الفترة مع ما يصاحبه من أجوائه من متع ونشاط ووو، جعل من المؤمن عابدا ملتزما لدفع الروتين فقط،وليس تعبدا فيه نسك وزهد وانقطاع للعبادة؛و أكثر المداومين على الالتزام بالصوم يقضون النهار نياما أو في اللهو و التسلية على الشاشة و الانترنيت

  • ابن الجبل

    لو كنت ضحية هذه القنوات الخاصة ، التي لا تراعي حرمة الشهر الفضيل ولا تراعي ذوق العائلة الجزائرية المحافظة ، لقدمت شكوى للعدالة بسبب التخويف والازعاج التي تثيره للضحية . فعلى مسؤولي السمعي البصري اتخاذ اجراءات ضدها ، حتى لاتتحول هذه القنوات الى أبواق الفساد .

  • محمد الأمين

    عن أبي بن كعب أنه سمع رجلا يقول :
    " يا آل فلان فقال له اعضض بهن أبيك و لم يكن فقال له : يا أبا المنذر ما كنت فاحشا فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من تعزى بعزى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا
    المصدر : السلسلة الصحيحة للالباني
    يقول الشنقيطي في اضواء البيان
    فانظر كيف سمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك النداء « عزاء الجاهلية » وأمر ان يقال للداعي به «اعضض على هن أبيك» أي فرجه، وأن يصرح له بذلك ولا يعبر عنه بالكناية.
    يقول الشنقيطي في اضواء البيان
    فانظر كيف سمى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك النداء « عزاء الجاهلية » وأمر ان يصرح للداعي به «اعضض على هن أبيك» بلا كناية