-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يا الشاكي روح تشتكي!

جمال لعلامي
  • 748
  • 2
يا الشاكي روح تشتكي!
ح.م

حضور رؤساء الدوائر والأميار، اجتماع الحكومة-الولاة خلال فيفري الجاري، لن يكون مفيدا وذا جدوى، ما لم يضع هؤلاء المسؤولون في أذهانهم، بأنهم لم يأتوا إلى “قصر المؤتمرات” ونزل الشيراطون وما جاورهما من “محمية” نادي الصنوبر، من أجل التنزه و”التحواس والتشماس”، ولكنهم استدعيوا لإظهار “حنّة يديهم” إلى جانب الوزراء والولاة!

لا معنى لمثل هذه اللقاءات الرسمية الكبرى، إذا دخل المجتمعون وخرجوا بعد انتهائهم من تناول الغداء الفاخر وارتشاف فناجين القهوة والشاي بالمكسرات، والغرق في الدردشات الهامشية ولقاءات الأروقة الحميمية، وهذا ما كان حاصلا خلال السنوات الماضية، حيث يبدأ الاجتماع وينتهي بـ”الهدرة” والثرثرة، دون أن يجد طريقه إلى التنفيذ في أرض الواقع!

كم من مرّة ردّ الإداري أو المسؤول في بلدية أو دائرة أو ولاية ما، على استفسارات وشكاوى المواطن بعبارة “ما جانا والو”، وذلك رغم صدور القوانين التنفيذية والتنظيمية في الجرائد الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والأغرب من ذلك، أن نوعا من المسؤولين الذين فوق رؤوسهم ريشة، كانوا يتجرّؤون بكلمات ليست كالكلمات فيقولون على سبيل المثال لا الحصر: “يا الشاكي روح تشتكي”!

الأخطر من كلّ ذلك، أن مسؤولين كانوا يردون على المواطنين المعذبين والمغبونين بعبارة: “روح للوزير أنتاعك”، أو حتى “روح للرئيس أنتاعك يفريهالك”(..)، وذلك في أعقاب تصريحات وأوامر بشأن عديد القضايا والمشاكل والانشغالات التي تعذب الزوالية في بقاع الجزائر العميقة!

هذه المناكر التي مزقت الجزائريين خلال السنوات الفائتة، لا يُريدها أيّ أحد أن تتكرّر أو يؤتمّ استنساخها، وما تورط في ذلك، فيجب أن يتعرّض إلى أشدّ العقوبات حتى تـُطوى الصفحة ولا تتكرّر الأخطاء والخطايا التي أنتجت في الأخير حراكا شعبيا سلميا، تولّد عن تراكمات وإرهاصات غذاها الغضب والاستياء من “الحقرة” والتهميش والإقصاء والتمييز والمفاضلة و”أفسدة” كلّ القطاعات وتفشي الرشوة واستفزاز المغبونين!

حضور الأميار ورؤساء الدوائر، جلسة الحكومة مع الولاة، لا ينبغي أن يكون لالتقاط الصور التذكارية و”السيلفي” ونقل الحدث بـ”اللايف” حتى تشاهده العائلة والأصدقاء وأيضا “شفاية في العديان”، وحتى لا تحصل هذه التجاوزات، يجب أن يُعاد النظر في طريقة مثل هذه اللقاءات الهامة والحسّاسة، وسيكون التقييم وملء كشوف النقاط، حلّا من الحلول المقترحة لملاحظة أداء كل “ضيف”، سواء في وظيفته أو خلال الاجتماع!

من المفروض أن “فخامة الشعب” أنهى في 22 فيفري 2019، امتياز استغلال النفوذ والوظيفة، وهذا المكسب في “الجزائر الجديدة” يُسقط حقّ الوزير والوالي ورئيس الدائرة والمدير والمير والنائب وغيرهم، في عائدات “الفساد المقنّن”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن الجبل

    ان فخامة الشعب ياسي لعلامي ، لم ينه بعد امتياز استغلال النفوذ والوظيفة للمسؤولين ، والا لماذا بقي مستمرا على حراكه كل يومي الثلاثاء والجمعة ، لأنه لم ير أي تغير ملموس في الميدان ... !!

  • نوال بولعشب

    يا الباكي علاش تبكي!!