-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يا Wellcom منَّا!

عمار يزلي
  • 1302
  • 3
يا Wellcom منَّا!
ح.م

قبل أن تحتلّ فرنسا الجزائر، كانت الحجة اقتصادية، ثم تحوّلت إلى استراتيجية ثقافية: تطوير المجتمع البربري المتوحش وتقريبه من الحضارة! وبهذا الشأن، حبرت آلاف الأوراق والكتب والمجلدات الأدبية المؤدبة منها قليلا، وقليلة الأدب منها كثيرا وعديمة الأدب أصلا.. كتب صفراء تسمى Les safaris.

هذا القس الراحل المترجم والناقد الجزائري، من أصل فرنسي، Jean Déjeux الذي كتب كتابا حول تاريخ الأدب الجزائري المعاصر، يصف البعض ممن كتبوا عن الجزائر من دون سابق معرفة، بأنهم كانوا يرون من السكان المحليين من يشربون الريكار رقم “واحد”.. تماما كما كانوا يتصوَّرون أن الإنسان الجزائري بسرواله العربي العريض، إنما كان يلبس مثل هذه الألبسة المتخلفة قصد إخفاء ذيولهم، وكانوا يصدِّقون ذلك اعتقادا أن هذه الشعوب لها ذيول! ولهذا، فإنَّ مَهمَّة الحضارة الفرنسية في هذا البلد كانت تنصبّ في كيفية تعليم هؤلاء “الباربار” كيف ينزعون سراويلهم! سراويلهم تلك، العريضة، ويستبدلون هذه الأكياس ببنطلونات، تماما كما فعلوا مع المرأة بُغية البغاء “التحرري” من التخلف المظهري المتمثل في حملة نزع الحايك!

نفس الشيء، يرغب فيه أتباعُها اليوم، حتى لا أقول “أذنابها” احتراما للذوق.

حديثٌ جرى قبل سنوات بعد غزو الأمريكان للعراق، بين بوش وأحد المعارضين العراقيين، تناقلته بعض وسائل الإعلام وقتها، يؤكد هذا الاتجاه وهذه النزعة الاستكبارية الاحتقارية للعرب!

فقد ورد على لسان بوش للمعارض العراقي، أنه يكره طريقة ارتداء الملابس التي يتخذها بعض القادة العرب (وأعطاه بعض الأسماء)، فأجابه المعارض المدعوّ إلى حفل أمريكي أن أباه هو الآخر يرتدي نفس اللباس.. فردّ عليه بوش: إذن عليكم أن تسارعوا إلى تغيير طريقة اللباس قبل أن يصل الجيش الأمريكي إليكم لكي يغيِّرها لكم بالقوة!

تصوروا حجم الوقاحة والصلف والتخلف الفكري الذي “ينعم” به رئيس دولة عظيمة (في الجهل، مثله مثل صلف ترمب حاليا إزاء أمراء الخليج).

أمام هذا المشروع التغريبي الفرنسي عندنا، الأمريكي عندهم، وجدت نفسي، أتداخل عبر خيوط الماضي والحاضر والمستقبل وأعيد تشكيل نسيج غريب الأطياف..

نحن الآن في الخمسين سنة بعد الألفين وقد صار العرب مثل العجم حتى في مواسم الحج يرتدون بنطلونات قصيرة المدى (برميدا).

الحجيج صاروا يحجُّون بالكوستيم والكرافات أو في أحسن الأحوال وبرخصة من الشؤون الدينية والأوقاف بأقمصة “ديمي مانش”، والجين وأديداس (آبيبا) دون ذكر ما جدّ من جديد في شعائر الحج، حيث لم يعد يُقبل من الدول العربية والإسلامية (سابقا) إلا 10 في المليون، ما جعل عدد الحجاج يحدد سنويا بـ5 آلاف حاج وحاجة كأيّ مؤتمر لحزب وطني من صنف جبهة التحرير الوطني، عوض أن يكون العدد في حدود 7 ملايين كما كان متوقعا بعد 50 سنة، وبذلك انخفضت مداخل المملكة إلى حدود الخطورة الاقتصادية لاسيما بعد انهيار سعر النفط بعد أن صار النفط الخليجي في خبر كان، وعادت المملكة كما كانت قبل 100 سنة، إلا اللباس والهندام الذي صار من عهد 2050!

النساء في العالم الإسلامي والعربي، نزعن الحجاب والجلباب والتشادور والبرقع.. والحايك.. وصار الموديل الأمريكي هو السائد.. الجين والبيرميدا.. وحتى البيكيني يجوب الشوارع نهارا وليلا.. النساء في الشغل وفي العمل وفي قاعات التدريس بنصف متاع كأنهن في الدوش أو المسبح.. من غير هدوم!.. جمعيات الشواذ، صار يقاس عليها.. وصارت الديمقراطية تقاس بمدى تطبيق ونشر وتحليل الحرام.. والتشجيع عليه: جمعيات المومسات والشواذ والمرضى الجنسيين.. وكل أشكال الفسوق والفجور.. كل هذا لأجل عيون أمريكا وفرنسا والغرب وأهلهم هنا بين ظهرانينا بين العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشيطان الأكبر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ياسين

    عندما تجتمع "الفكرة الميتة مع الفكرة القاتلة" الناتج يكون "فكرة عفنة" و منه مجتمع متعفن؟؟؟

  • محمد

    هذا ما تعلمنا من الحرية والديمقراطية والمساواة وحرية التعبير والمعتقد.أما المعرفة وأنواع العلوم فقد أقام لها سدا منيعا الجهلة عندنا لا كما تظن من مستعبدينا وما وراء البحار وإنما من كنا نستهزئ بهم في اقتباس الحروف وإقامة قواعد الحساب وتلاوة النصوص الحاوية للألغاز والأفكار المبهمة والذين يتيهون لما نتعدى أكثر من أصابع اليدين.هؤلاء اتهموا من غامر في الاطلاع حتى على قواعد الدين الحنبف.كل هذه الأجيال المحرومة استغلتها طبقة الفاسدين للطعن في الأصالة وإشهار وسائل اللهو الموجهة إلينا من طرف أعدائنا والابتعاد عن البحث عن الحقيقة وتزييف قواعد التفكير الذي تجمد بفعل مدرسة متخلفة وجامعات التزوير والتجهيل.

  • abdour

    يفترض ان يكون هذا قد جلبته تلك الديموقراطيات العربية التي صارت تضاهي غيرنا في بلدان سبقتنا في ذلك بحيثان ما حدث عندهم من عري الى ان صارت المثلية مدسترة لها قانونها الخاص يحميها من اي كان ،وبالتالي جلبت لهم حريتهم ظيموقراطيا حتى تعاكي المخدرات بالقانون وتباع في الاكشاش بالكمية المحدظة وتتناول بالساحات العمومية بدل الاماكن المغلقة وخوفا من القانون وصار القانون متوسا منهم خوفا من ان يتم تعديله مساء ان تم تقنين اي بضاعة صباحا ،لكن عندنا ان نتعرى ونفسق بلا قوانين ودون ان نذوق طعم الديموقراطية والحرية فهم استعباد واستحمار واحتلال جديد ظون تدخل الناتو ،،