-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القمار يفعل فعلته..أبطال "التبراح" في الملاهي:

يدخلون ليلا مدججين بالأموال ويخرجون صباحا مفلسين

صالح عزوز
  • 7573
  • 6
يدخلون ليلا مدججين بالأموال ويخرجون صباحا مفلسين
ح.م

مند سنوات، انتشرت ظاهرة “التبراح” بشكل ملفت للانتباه، ;كانت في ما مضى في السهرات العائلية والولائم وكذا الأعراس، ينشط خلالها شاب من الشباب، هذه السهرات بنوع من الموسيقى أو بوصلات مختلفة من كل الطبوع، حيث تكون الفواصل والوقفات بما يعرف بـ”التبراح”، وهو حين يقدم شخص من الأشخاص إلى المغني، مبلغا ماليا محددا، من أجل تحية شخص آخر أو عائلة معينة، أو حتى “إسقاطه”، وهو المصطلح المعروف بينهم، وكان ذلك في الغالب بين العائلات من أجل السمر لا غير، لكنه اتخذ منحى آخر، حين انتقل إلى السهرات الماجنة في الملاهي الليلة، التي تحولت إلى ظاهرة وإدمان عند بعض الأشخاص، دفعتهم إلى الإفلاس بعد شهور فقط من دخولها.

لعل الجو العام في هذه الأماكن هو الذي يكون السبب المباشر في إفلاس الكثير من الأشخاص، من تقديم الملذات المحرمة، الممارسات غير المحدودة، التي تجعلهم مثل من أصابه مس يتخبطه دون وعي، خاصة حينما تكون هناك مشاحنات بينهم، من أجل الغلبة في امتلاك شيء أو الحصول عليه، وهنا يعتقد الكثير منهم، أن رجولته لا تسمح له بالانسحاب أو التراجع، حتى ولو خرج خالي الجيوب، وهو كذلك، فلا ينتبه مع “سخونة” المحيط والمحيطين به، حتى يجد نفسه مفلسا، ثم يتفرقون من حوله، بعدما قضى على ماله كله في لحظات فقط.

 من أجل إثراء موضوعنا، اقتربنا من عمي “إسماعيل”، الذي قص علينا قصته مع هذه الظاهرة، التي كانت سببا في إفلاسه، وقد كان في يوم من الأيام من بين العائلات الغنية، ويضرب به المثل في الغنى، غير أن هذا الطريق الذي اتبعه، سحب منه أمواله كلها، وأصبح كما هو عليه اليوم، مفلسا لا درهم ولا دينار كما يقال، بل ويمارس مهنة “كلونديستان” في حيه: “تتبعت كل الملاهي في الجزائر، من شرقها إلى غربها، حتى أصبحت لا أفرق بين الليل والنهار، كان همي شراء اسمي في هذه السهرات، بقذف المال فوق الأجساد العارية للراقصات، وكذا التراشق بالمال من أجل الفواحش و”تغنانت” كما يقال مع أصحاب المال مثلي.. وكانت البداية من اليوم الذي “برحت” بسيارة جديدة من أجل مغنية لا أعرف حتى اسمها، أحسست بعدها صراحة بالفخر، لأنني كنت ملك تلك السهرة، ولم أكن أعرف أنها بداية الإفلاس. الغريب، أن تلك السيارة لم أقُدها إلا ثلاثة أيام فقط، وفي لحظة من اللحظات وضعت مفاتحها في خصر شابة تغني، ثم انصرفت، ولم يبق علي إلا شطب البطاقة الرمادية وتسليمها لها، فلم أكن أريد فقدان كلمتي في الملاهي، لأن الاسم في الملهى يشترى بالأموال، ولا يمكن استرجاعه حين تخالف وعدك أو كلمتك.. لذا، لم يبق لي إلا إتمام العقد معها، والغريب أنني لم ألتقها في ما بعد أبدا”.

عينة من بين العينات الكثيرة، التي ذهبت أموالها سدى، في الملاهي الليلة، يدخلون ليلا مدججين بالأموال الطائلة، ويخرجون عند شروق الشمس وقد أفلسوا، غير أنهم يعيدون الكرة مرات ومرات، حتى يجدوا أنفسهم كحال عمي إسماعيل، الذي يبقى الساعات الطويلة اليوم في سيارة بسيطة من أجل “مصروف” اليوم، وقد كان بالأمس ملكا للملاهي.

 أنستهم أنفسهم وأهليهم

من حديث عمي إسماعيل، ظهر أنه لم يكن يهتم بأهله وأولاده، يرمي الأموال يمينا ويسارا، غير أن أهله إلى جنبه يعيشون كالفقراء، وهو في تتبع دائم لـ”التبراح” في الملاهي والسهرات الماجنة.

ظاهرة كانت سببا في إفلاس الكثير من الأشخاص، وللأسف في تشتت الكثير من الأسر، لأن بعضهم اختار البحث عن شراء اسم شهرة في ملهى ليلي بأموال طائلة حتى مسه الإفلاس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • شخص

    قالوها ناس بكري : ( دراهم الحرام يروحو في الظلام )

  • dzair

    دراهم الحرام تروح فلحرام

  • سي الهادي

    أغلبية هؤلاء من الأثرياء بلا سبب ولاايخرجون عن الفئتين (( الأولى , مقاولون وصماصرة يصبحون أثرياء بين عشية وضحاها عن طريق ربط علاقات مع مسؤولين نافذين مرتشين يتحصلون بواسطتهم على مشاريع وصفقات ضخمة تدر عليهم أموالا باهضة من الخزينة دون عمل منجز أو منجزا جزئيا بطريقة مغشوشة ويتقاسمون مبالغها فيما بينهم , أيضا الفئة الثانية وهم المسؤولون المرتشون الذين يكتنزون أموالا ضخمة متحصلة من رشاوى )) الخلاصة أنهم لم يفلسوا إنما عادوا لحالتهم الطبيعية ففط.

  • محمد أحمد

    تتحدث وكأنن ما سميته بالسهرات العائلية حاجة مليحة وهي التي أوقعت في الثانية وكلاهما سهرة ماجنة وطياح قدر وذهاب الحشمة والنيف والرحلة وسبب لتخنث ودياثة كثير من أشباه الرجال

  • امين

    للاسف الشديد انتشرت هذه الضاهرة لغرض شوفوني يا ناس , وكان هؤلاء الناس سيهتمون به يوم افلاسه قمة الجهل و التخلف و الجهل لو كانت اموالهم اكتسبت بالحلال وعرق الجبين مستحيل ان ييسر لهم خالقهم في صرفها على العاهرات وما شابه وبما انها كذالك ذهبت الى اصحابها الحقيقيين

  • صح افا

    ماشي دراهم العرق هذو الزوخ و الفوخ وتبلعيط. ماتتقلقش راه جاي وقتهم مع اخر السنة يرجعو يطلبو باش ياكلو اغلبهم ماعندهمش شهرية سطابل