-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يذبحون الديمقراطية

صالح عوض
  • 912
  • 5
يذبحون الديمقراطية
ح.م

درس كبير يبرز هذه الأثناء في باريس بلد الحريات السياسية والثقافية كما يحلو للكثيرين القول.. إنه امتحان كبير للديمقراطية بين المحكومين والحاكمين.. وإن المُشاهد للمناظر التي ترافق ممارسة المحتجين حق التظاهر يكشف عن عمق الخلل في الديمقراطية التي حسب تعريف بعض مفكري الغرب هي أحسن الأسوإ في ممارسة الحكم.
تدمير المنشآت والسيطرة على أهم شوارع باريس والعبث بالممتلكات العامة والمساس بعناوين السيادة في فرنسا يعبِّر عن خلل ما يجب أن يتم البحث عنه في زاوية ما من نظرية الديمقراطية الغربية فقد تكون هذه المظاهرات والاحتجاجات العنفية إيذانا بمراجعات عميقة من قِبل فقهاء العلوم السياسية والاجتماعية في الغرب.. ذلك لأن الخسارة ليست فقط في الجانب المادي وهي خسائر معتبرة إنما الأخطر هو خسارة المعنى والفشل في إدارة آليات الديمقراطية في بلدٍ يتباهى بأن ثورته كانت من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ثلاثة مواقف كما يبدو حتى الآن تعبر عن افتراقات عميقة بين أطراف الأزمة في فرنسا.. الموقف الأول هو موقف الحكومة التي ترى بأن فرض الضرائب ورفع أسعار المحروقات من شأنه أن يحمي الاقتصاد الفرنسي.. الموقف الثاني موقف أصحاب السترات الصفراء الذين يرون أن ذلك ليس إلا لتعميق أزمة المعيشة على المواطنين.. الموقف الثالث موقف الخبراء الاقتصاديين الذين يرون مستقبلا صعبا للاقتصاد الفرنسي قد يثقل الدولة بديون باهظة تشق على أجيال المستقبل وقد تؤدي إلى نتائج وخيمة على تركيب الدولة ودورها الدولي والإقليمي.
من الصعب أن يتقبل الفرنسيون نصائح في الديمقراطية ولكن الذي لا يمكن نكرانه أن ما يحصل في شوارع باريس منذ عدة أسابيع يعني أن عنفا وحنقا كبيرين مختزنين في صدور مئات الآلاف من المواطنين الفرنسيين الذين خرجوا إلى الشوارع في أجواء البرد والمطر للتعبير عن موقفهم الرافض لسياسات الدولة الاقتصادية.. وإن كانت أساليبهم تتطرف أحيانا إلى ممارسات تتجاوز حدود المعارضة السلمية، وفي المقابل تجندت الدولة بكل إمكاناتها لقمع الشغب إلى درجة أن الدبابات والمدرعات نزلت إلى شوارع باريس تماما كما كان يحصل في الدول العربية التي تعرضت لمظاهرات عارمة من قبل الشعب إلا أن هناك فارقا واحدا فقط وهو أن المظاهرات العنفية التي قامت في البلدان العربية باسم الربيع العربي كانت تجد دعما خارجيا دوليا وإقليميا الأمر الذي أفقدها قيمتها السياسية والمعنوية.
هل فشلت الديمقراطية الفرنسية في امتصاص الأزمة؟ ما هو التعديل المفترض: هل سيكون إعلان حالة الطوارئ كما يتم في بلدان العالم المتخلفة؟ في انتظار نتائج المواجهات بين المتظاهرين الشرسين والدولة العنيدة ستكون مبادئ الديمقراطية على المحك..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • جزائري... الى ماسينيسا

    يا ماسينيسا.....بلعقل عليك ...لا تنسى أن كل هاؤولاء الذين ذكرتهم من العرب والعربان المتخلفين والدكتاتوريين مدعومون كلهم من فرنسا ودمقراطيتها ...كلهم وبدون إستثناء ... أولهم السيسي الخائن وابن سلمان المجرم الجبان وابن زايد المطبع المتصهين والسبسي المنافق والمنتدبين في لبنان والمرضي عليه في سوريا فيما فعل و يفعل بشعبه ....الخ وهالم جرا كلهم مدعومون من دمقراطية فرنسا النزيهة العادلة !!

  • ماسينيسا

    وماذا يعرف الاعراب والعربان والعرب عن الديموقراطية والجمهورية والحرية الا السم
    هل توجد بدول الخيج العربي حرية ةتعبير او اي بلد عربي اخر ابدا ابدا لا توجد
    بلاد العرب كلها تسيطر عليها الدكتاتوريات والقمع والنفاق والكذب والخداع والغدر والظلم والاستبداد والجريمة المنظمة والقتل والدمار والمتاجرة بالدين والعياذ بالله -سوريا اليمن العراق ليببا ........-
    اللهم الطف بنا من هؤلاء الاعراب والعربان حكاما ومحكومين امين امين

  • احسن

    هدا الصحافي المعلق غير صادق و غير امين . تاحقيقة انها شماتة في فرنسا و لا يستعمل عقله لتنويرنا لانه حاقد ضغينة قلبه و رءسه فارغ. لو لم يكن كدالك لعرف صالح عوص ان التيرات الكبرى اللتي عرفتها البشرية اتت بعد الارهاقات و الزلازل من 1789 الى مايو 1968. و الساسة و الفلاسفة بدوا بترسيم الجمهورية الجديدة السادسة بالتخلي عن الجاكوبينية المركزية المقيتة. و كل الثورات اتت بتقدم في الحقوق و الحريات خاصة للبسطاء. و السؤال لكم يا مسلمين: مادا اتيتم باسلامكم الى البشرية ما عدا الدماء و الدموع.. انظر كيف خربتم بلدانكم بعد الربيع العربي و في المقابل كيف بقيت فرنسا شامخة عالية رغم ازماتها. اليس قرنسا هم الا

  • صالح بوقدير

    العام صار قرية صغيرة يتأثر سلبا وإيجابا وأن افسادالمسيرات السلمية باختراقها من قيل المخابرات لتشويها لايقتصر على البلدان التي تحكمها الانظمة الشمولية وإنما صار موضة العصر فإذا كان ماكرو قد أطلق حملتهالانتخابية وشعاره :الدفع بالجمهورية إلى الامام فما سر الدفع بها إلى الوراء فذلك لاينطلي على أحد فهل أزفت اللازفة؟

  • abu

    اهتموا بشؤونكم وبطونكم أولا وأخيرا وأتركوا ديموقراطيات الآدميين اليهود والمسيحييـــن في حماية شعوبها..فقط اهتموا بشؤونكم البطنية خاصة.فلولا هؤلاء اليهود والنصارى لكنتم في عداد الأموات بفعل الجوع والمرض ....