-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يوم الثلاثاء الدامي

يوم الثلاثاء الدامي
ح.م

جريان الدم يأبى أن يتوقف في هذا العالم المضطرب، ترتفع مناسيب الدم القاني، في يوم انطلقت فيه ملائكة السماء تبشر سكان الأرض بمولد السيد المسيح “عليه السلام”: “لله المجد في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة”.

جريان دم في أفغانستان، يتدفق كسيل جارف، تضخه أجساد العشرات من البشر، في موعد ضرب لهم مع القدر، حين شُن هجوم إرهابي بالأسلحة النارية والتفجيرات الانتحارية على مجمع حكومي في كابول استمر لساعات أدى إلى مقتل 43 شخصا، ما يجعله أكثر الهجمات الدموية التي شهدتها العاصمة الأفغانية كابول هذا العام.

كان حوار طالبان– أمريكا على بعد أيام مضت، محملا بنية إرساء توافق ينهي الحرب المستعرة منذ أكثر من عقد، فهل عاد طالبان الخاضع لمنطق الحوار إلى استخدام العنف، بينما تتجه نية الرئيس دونالد ترامب إلى سحب القوات الأمريكية من أفغانستان؟

جريان دم في الصين، فبينما كانت بكين، تجري حوارا مع باكستان، حول الوضع الأمني في أفغانستان، وسبل إرساء دعائمه، من أجل سلامة طريق الحرير التجاري، نفذ تنظيم إرهابي عملية اختطاف حافلة، وقتل خمسة أشخاص وأصاب 21 آخر بجروح، في مدينة لونغيان بإقليم فوجيان في جنوب شرق الصين.

بكين لم تكمل حوارها مع إسلام أباد بعد، والإرهاب سبقها في عقر دارها، وكأنه يدعوها إلى التوقف، والابتعاد عن ملعب، لا مكان لها فيه.

جريان الدم في العراق، يواصل تدفقه دون انقطاع، 15 شخصاً بين قتيل وجريح، يفتح تفجير هو الأول من نوعه سيل دمائهم، يضرب بلدة تلعفر غرب الموصل منذ استعادتها من سيطرة تنظيم «داعش» العام الماضي، بواسطة شاحنة مفخخة كانت مركونة في منطقة رأس الجادة.

تلعفر الهدف المقصود، الواقع بين تركيا وسوريا، الذي يقطنه العراقيون من أصول تركية، ينتسبون إلى المذهب الشيعي، الذي رفض الانسحاب الأمريكي من سوريا، خشية عودة “داعش” من بوابتها.

جريان الدم في ليبيا، يتدفق دون انقطاع، في ظل تطرف إرهابي، ونزعات قبلية، وأياد ضاربة بإرادة حاضناتها الأجنبية، ويتجدد التدفق مع اهتزاز مقر وزارة الخارجية، على وقع انفجار سيارة مفخخة وأحزمة ناسفة، خلفت حصيلة من القتلى، من بينهم مدير إدارة العلاقات مع الدول الإسلامية.

السيادة تضرب في العمق، قبل أن تبلغ حكومة الوفاق الوطني يوم الاحتفال بالذكرى 67 لاستقلال ليبيا، التي تمزقها تناحرات القوى الطارئة، الفاقدة لوجودها في مرحلة استقرار مقبلة يجري التخطيط لها.

جريان دم في إندونسيا، جراء ارتفاع أمواج تسونامي التي ضربت السواحل المحيطة بمضيق تسوندا بإندونيسيا وأدت إلى مقتل 429 مواطن في حين أصيب 1458 شخص آخر.

الظواهر الطبيعية، غير السلوك البشري الإرهابي، فرضت غضبها في يوم الثلاثاء الدامي في عالم مضطرب، لم تع القوى الحاكمة فيه، أن السلام والعدل يتحقق بتكاليف أقل من تكاليف إرهاب همجي!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدو

    العامل المشترك في كل جريان الدم هذا هي امريكا ما عدا تسونامي اندونسيا و حتى هذه الله اعلم بها فاين حل الخراب كانت امريكا !!
    هي التي احتلت العراق و ساعدت شيعته لذبح سنته لانهم قاوموا المحتل و بعدها صنعت داعش لانهاء دور السنه في العراق
    و في افغانستان هي مولت الجهاد ضد المحتل الروسي و بعدها هي احتلت افغانستان !!!
    و هي من دفع السوريين للمطالبه بالديمقراطيه و تركتهم يتلقون البراميل المتفجره و الكمياوي من بشار و تفرجت عليهم !!
    و هي التي تثير المشاكل بين الصين و جيرانها انتقاما من الصين ذات الاقتصاد القوي الذي يزعج راس المال الامريكي .