-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

100 مليون عربي يحترقون

صالح عوض
  • 2018
  • 2
100 مليون عربي يحترقون
ح.م

إنها محرقة بكل ما تعنيه الكلمة، تجري فصولها على الأرض العربية في أقاليمها الثلاثة اليمن السعيد والعراق وبلاد الشام.. فلقد قتل حتى الآن أكثر من خمسة ملايين إنسان في هذه المنطقة وتم نزوح أكثر من 15 إنسانا منها كما تم تدمير مدن تاريخية الموصل وحلب وحمص وحماة وصنعاء وتعطيل الحياة بكل أنواعها وإحداث شروخ اجتماعية ونفسية بين سكان البلد الواحد.

على مدار ثماني سنوات يتم تدمير المنطقة منهجيا والمشرفون على الأمر يدركون أن تدمير هذا المثلث يعني القضاء على أرومة العرب وقوة دفعهم المعنوي ولقد تمكن الأعداء وهم يضعون الخطط لبعثرة المشرق العربي ان يجندوا في هذه العملية الجهلة والأغبياء والطائفيين ومجموعات التطرف الديني واستطاعوا كذلك أن يفتعلوا الفتن ويروجوا لها ويهيئوا لها كل الأجواء المناسبة.

الآن في بلاد الشام واليمن والعراق يغرق المجتمع العربي في مآسيه وتحت وطأة الخراب والتدمير يبدو أن الأمر من غير المنتظر القريب الخروج من هذا النفق الدامي والذي تعزز سيطرته نعرات مغرقة في الجهل والتخلف.

والآن تتجه إسرائيل بعد هذا الخراب في المنطقة العربية إلى فرض شروطها على المنطقة أول هذه الشروط تكسير أي عنوان من عناوين القوة حتى لو كانت مسالمة.. ولهذا فهاهي الطائرات الإسرائيلية تقصف في سورية والعراق واليمن وفي الوقت نفسه يتم فرض الأمر الواقع على فلسطين بمزيد من عمليات الاستيطان ومحاولات فرض التقاسم الزماني والمكاني في ساحات المسجد الأقصى بالإضافة إلى عمليات التشتيت المستمر للوجود الفلسطيني.

كل العناوين المطروحة اليوم هي عناوين أزمة وليس منها ما هو مفتاح لحل المشكلة وفي داخل كل مشكلة تتوالد القضايا والجزئية لتزيد المشهد تعقيدا وإغراقا في السوداوية.

ومن أسوأ ما يعقد المشهد أن تتنطع قوى طائفية لتفرض أجندتها على المنطقة العربية في اليمن والعراق وبلاد الشام ولا تعرف هذه القوى أنه فقط مطلوب منها إغراق المنطقة في حمى الصراع الطائفي وبعد أن تؤدي المهمة لن يكون مسموحا لها بأن يكون لها أي دور إقليمي..

100 مليون عربي في الأقاليم الثلاثة يتعرضون لأبشع عمليات القهر والطرد لتفريغ المنطقة من مكونها الأساسي وتفتيت الجغرافيا على حدود الطوائف والمناطق فيصبح أمن إسرائيل محفوظا بشكل استراتيجي.

هذا المشهد المأساوي يتكامل الآن لكي تنفض الأمة يدها من أيدي المشاريع التجزيئية وتتنبه إلى الجبهة الوحيدة التي تجمع الصفوف وتحقق العزة وتطرد الوهن واليأس.. إنها جبهة فلسطين التي ستخرجنا جميعا من هذه المطحنة رحمة بالأمة وتحركا نحو الانتصار العظيم برفع راياتنا في القدس الشريف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • HOCINE HECHAICHI

    نحن نعيش المرحلة النهائية من خطة حكم العالم حسب بروتوكولات حكماء صهيون : نتنياهو رئيس الحكومة ، ترامب وزير الدفاع ، بوتين وزير الخارجية ، أكمل..

  • جزائري حر

    هل أنت متأكد أنهم عرب!?.