-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتقاسمون حياتهم مع الأفاعي والحيوانات

35 عائلة مهدّدة بالموت داخل أقدم محتشد استعماري بالأسنام بالبويرة

فاطمة عكوش
  • 540
  • 0
35 عائلة مهدّدة بالموت داخل أقدم محتشد استعماري بالأسنام بالبويرة
ح.م

نجا، مؤخرا، سكان حي أول نوفمبر من الموت المحقق بعد سقوط شجرة كاليتوس عملاقة فوق بيوتهم القصديرية، وهو ما جعلهم يناشدون والي البويرة لزيارتهم للوقوف على حالتهم الكارثية، خاصة وأن السكان يتقاسمون منذ العهدة الاستعمارية حياتهم مع الحيوانات والأفاعي ويتذوّقون مرارة المعاناة والتهميش في ظل تجاهل وتماطل الجهات الوصية في التدخل، أو حتى في الاستماع لمطالبهم.

يمثل حي أول نوفمبر ببلدية الأسنام بولاية البويرة أو كما يسمى محليا “حي الجحيم ” صورة حية لسياسة اللامبالاة والتقصير المنتهجة منذ أكثر من 40 سنة لعائلات تعيش معاناة غير متناهية في ظل قساوة العيش وتحت أسقف تهتز بفعل نسمة الهواء، فما بالك برياح الشتاء العاتية، حيث ما تزال تعيش إلى غاية اليوم 35 عائلة بحي أول نوفمبر بالأسنام والذي تم تشييده من العهدة الاستعمارية، حياة بدائية وبائسة، يقاسمون حياة صعبة مع الحيوانات والزواحف داخل بيوت هشة على شكل أكواخ ينعدم فيها الماء والغاز وقنوات الصرف الصحي، وكان السكان قد راسلوا مئات المرات مختلف المسؤولين الذين تعاقبوا على البويرة وكذا أغلبية الوزراء، كما راسلوا في عشرات المرات عديد رؤساء الجمهورية السابقين.

وبعد حادثة نجاتهم مؤخرا من الموت الجماعي بعد سقوط شجرة عملاقة بالحي، جددت العائلات القاطنة داخل الأكواخ القصديرية بالأسنام مطلبها للسلطات والمتمثل في إعادة إسكانها في بيوت لائقة، وقد عبر السكان الذين اتصلوا بـ “الشروق” عن شدة استيائهم حيال الظروف القاسية التي يتجرعون مرارتها لمدة طويلة، وصرحوا في اتصال مع “الشروق” أنهم يتكبدون معاناة العيش داخل بيوت من القصدير تنعدم فيها أدنى شروط الحياة، مضيفين أنهم لا يمكنهم حتى النوم خوفا من لدغات الحيوانات الزاحفة والحشرات التي أصبحت تعتري تلك الصفائح، بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عنها، كما أفاد آخرون في خضم تصريحاتهم أنهم يعانون من البرد القارص خصوصا خلال الفصل الشتوي، حيث تكون درجة الحرارة المئوية دون الصفر، وتتحول بيوتهم إلى مسابح جماعية، أما في فصل الصيف فترتفع درجة الحرارة إلى 50 خمسين درجة مئوية، ويضطر سكان هذا الحي في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة كالماء والغاز لمجابهة فصل الشتاء بالاحتطاب، فضلا عن الأعباء التي يتحملونها للتزوّد بغاز البوتان، كما أن العائلات تتزود بالمياه من المناطق المجاورة، إضافة إلى أن سكناتهم هذه تنعدم بها قنوات الصرف الصحي ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض جلدية خطيرة، ناهيك عن الفئران والثعابين التي تقاسمهم حياتهم اليومية.

كلها معاناة حقيقية وظروف اجتماعية قاسية تميزها مظاهر الفقر والبؤس والحرمان في ظل انعدام أبسط ضروريات الحياة خاصة أنهم يعيشون في أكواخ قصديرية يحيط بها ديكور واسع من المزابل والقاذورات، ما جعلهم يطالبون الجهات الوصية بإجلائهم إلى سكنات لائقة تأويهم وتحميهم من هذا الواقع المرير الذي يتكبدونه منذ 1959، وترحيلهم إلى بيوت لائقة، في إطار عملية إعادة الإسكان التي تستفيد منها عائلات الأكواخ والأقبية والأسطح.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!