40 بالمئة من الحوامل تعرضن لسقوط الرحم أثناء الولادة

بلغت نسبة الأخطاء الطبية التي مسّت النساء الحوامل أثناء الولادة، 40 بالمائة، من الحوامل اللائي تعرضن لسقوط الرحم بسبب تعرضهن للضغط على بطونهن ولأخطاء طبية أخرى أثناء الولادة.

ومسّت هذه النسبة النساء اللائي يلدن في المستشفيات العمومية وليس الخاصة، إذ صرحت في هذا الشأن نادية قهروس قابلة منخرطة في الاتحاد الوطني للقابلات، في حديثها مع “الشروق”، بأن هذه النسبة مخيفة جدا، وأكّدت أن أصابع الاتهام لا توجه إلى القابلات فقط وإنما إلى الفريق الطبي الكامل المسؤول عن الولادة في المستشفيات العمومية. وأضافت أنّ نقص التكوين والتأطير والتأهيل لدى القابلات اللائي درسن 5 سنوات يعد من بين أهم الأسباب في وقوع مثل هذه الأخطاء الطبية التي تصيب في بعض الأحيان المرأة الحامل وأحيانا أخرى تصيب الجنين وتتسبب في كوارث كبيرة، قد تؤدي إلى استئصال الرحم. وذكرت محدثتنا أنّ اللغز المحير يدور حول المسؤولين عن تدريس وتأهيل هؤلاء القابلات، مشيرة في سياق ذي صلة إلى أنهم لا يؤدون وظيفتهم على أكمل وجه، وهذا ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الأخطاء الطبية التي تصيب الحوامل..

وصرحت قهروس بأن غالبية الأخطاء تقع أثناء الولادة الطبيعية وليس القيصرية، إذ هناك الكثير من القابلات يقمن بالضغط على بطون الحوامل، كما تستعمل طرق أخرى لتوليد الحامل ولادة طبيعية، وعندما تجد أن العملية مستحيلة، وتسبب أضرارا كبيرة للحامل تستنجد بعدها بالولادة القيصرية، في حين إن هناك بعض الحوامل كما قالت قهروس، تستدعي ولادتهن عملية قيصرية منذ البداية، كما أضافت أنّ سبب ارتفاع الأخطاء الطبية في المستشفيات العمومية، هو كثرة الولادات وبالمقابل نقص القابلات بالأخص للولادات الليلية، إذ إن معظم الأخطاء الطبية تقع للنساء اللائي يلدن في فترة الليل، حين ينقص عدد القابلات بسبب التقاعس في العمل من هروب غير مبرر ونوم أثناء ساعات العمل وغيرها..

وطالبت قهروس بضرورة فتح تحقيقات معمقة ليس حول القابلات فقط وإنما حول الفريق الطبي الكامل المسؤول عن الولادة، حيث أكدت أنّ هناك الكثير من التجاوزات التي تقع في المستشفيات العمومية، في ظلّ غياب الضمير والرقابة معا. وأضافت أن هناك بعض الحوامل اللائي يبلغن من العمر أقل من 30 سنة، حرموا من الولادة بعد حملهن الأول مباشرة، حيث تعرضوا لسقوط الرحم واستئصاله في ما بعد..

وقد تلقت “الشروق” بعض الشكاوي من طرف نساء تعرضن لسقوط الرحم بعد ولادتهن الأولى مباشرة على الرغم من أنهن صغيرات في السنّ، حيث صرحت مروة البالغة من العمر 27 سنة، بأنها تعرّضت لاستئصال الرحم بسبب خطإ طبي وقع لها أثناء ولادتها الأولى، إذ قامت القابلة بالضغط على بطنها ليسقط رحمها، واتجهت بعدها إلى العلاج في المستشفيات الخاصة، لكنهم لم يجدوا لها علاجا وطلبوا منها ألا تلد مجددا لأن ذلك سيكون خطرا على صحتها، لكنها حملت بعد 3 سنوات، وأثناء الولادة وقعت لها بعض المضاعفات وخسرت جنينها، كما تم استئصال رحمها على الرغم من أنها انتقلت إلى أكبر المستشفيات في تونس وتركيا، لكنهم لسوء حظها لم يستطيعوا إنقاذ رحمها من الاستئصال.