-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

400 ألف مليار هردة!

جمال لعلامي
  • 923
  • 1
400 ألف مليار هردة!

من حق الجزائريين أن يسألوا ويتساءلوا عن وجهة الـ 400 ألف مليار سنتيم، التي تمّ طبعها في أقلّ من سنة، على خلفية مخرجات ومقتضيات مواجهة أزمة البترول، وإن كان جواب الوزارات القطاعية معروفا، مثلما قد يتقاطع مع إجابات الولاة ورؤساء الدوائر والأميار، إلا أن المواطن البسيط يستغرب سرعة الطبع وسرعة عملية “الصرف”، في وقت لم تتقدّم فيه مشاريع نائمة، ولم تحي برامج محنطة، ولم تنزل الأسعار بما يحمي الأجور والقدرة الشرائية !
400 ألف مليار، “تدوّخ”، الحكومة والبنك المركزي والموظفين الذين شاركوا في نسخها، والعمال الذي حملوها عبر الشاحنات، وتدوّخ المواطنين الذين ثقبت الأزمة المالية جيوبهم، وغيّرت طريقة حياتهم، وفرضت على الزوالية منهم والمعدومين حظر تجوال في الأسواق، وأجبرت الباقي المتبقي من البقية الباقية لبقايا المزلوطين، على “الكريدي” من المحلات !
الواقع يقول، بأن الـ 400 ألف مليار المطبوعة، من تردم كلّ الحفر التي تعذب المواطنين عبر الطرقات في مختلف المناطق والطرق السريعة والوطنية والولائية، ولم تضمن سيرورة حليب “الشكاير” بلا طوابير ولا تزاحم، ولم ترفع أجور العمال والموظفين، ولم تحافظ على توازن القدرة الشرائية، ولم تحم الدينار من الانهيار !
ليس سبقا لو قال قائل بأن الـ 400 ألف مليار، لم تسدّد للأولياء مستحقات أبنائهم المتمدرسين من الدروس الخصوصية، ولم تشتر الدواء لمرضى الأمراض المزمنة، ولم تملأ قفف رمضان بالخير والخمير للمعوزين، ولم تقلّص قائمة “المهرودين” والمعدومين، كما لم تقلص نسبة البطالة، ولم تدفع ديون البلديات والمقاولين، ولم تسرّع من وتيرة إنجاز المشاريع !
الـ 400 ألف مليار، لم تـُنزل أسعار السيارات، لا عند المصنّعين ولا عند المركّبين ولا عند بقايا المستوردين “سرّا”، ولا في أسواق “الخردة”، كما لم تـُخفض أسعار الموز والجبن والشيكولاطة المستوردة، ولم تنظم عمليات الاستيراد، ولم تمكّن الأغلبية المسحوقة من أكل دقلة نور واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك وحتى “الجيفة” بأسعار مقتدر عليها من الراتب الشحيح الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع !
نعم، الـ 400 ألف مليار، خلال السنة المنقضية، لم تخفّض نسبة العنوسة، ولم ترفع نسبة الزواج وسط الشباب والشيّاب، ولم توقف نزيف الطلاق والخلع، ولم تستحدث مناصب شغل قارة للبطالين، كما لم تخفّف من مجازر الطرقات، ولم تهزّ شعرة واحدة من تنامي “الحراقة” والإجرام والإدمان على المخدرات والمهلوسات وأخواتها في عالم الانحراف !
إذن، أليس من حقّ الرأي العام، قبل الوزراء والخبراء والتعساء والنزهاء والضعفاء والأغنياء والبلهاء والأذكياء والأغبياء، التساؤل بكلّ براءة: أين ذهبت الـ 400 ألف مليار؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • شخص

    من الغرائب التي لا تحدث إلاّ في الجزائر أن يخرج رئيس الحكومة بتصريحين متناقضين في نفس الوقت. من جهة قال أن هذه الأموال لن تذهب لدفع الأجور و إنما هي عبارة عن قرض من البنك المركزي لتسديد حقوق المقاولين و دفع التنمية. و من جهة أخرى يصرّح بأنه لولا طبع تلك الأموال لما تقاضى المواطنون أجورهم منذ شهر نوفمبر !