-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

400 ألف مليار هردة!

جمال لعلامي
  • 1057
  • 2
400 ألف مليار هردة!
ح.م

من حق الجزائريين أن يسألوا ويتساءلوا عن وجهة الـ400 ألف مليار سنتيم، التي تمّ طبعها في أقلّ من سنة، على خلفية مخرجات ومقتضيات مواجهة أزمة البترول، وإن كان جواب الوزارات القطاعية معروفا، مثل ما قد يتقاطع مع إجابات الولاة ورؤساء الدوائر والأميار، إلا أن المواطن البسيط يستغرب سرعة الطبع وسرعة عملية “الصرف”، في وقت لم تتقدّم فيه مشاريع نائمة، ولم تحي برامج محنطة، ولم تنزل الأسعار بما يحمي الأجور والقدرة الشرائية !

400 ألف مليار، “تدوّخ”، الحكومة والبنك المركزي والموظفين الذين شاركوا في نسخها، والعمال الذي حملوها عبر الشاحنات، وتدوّخ المواطنين الذين ثقبت الأزمة المالية جيوبهم، وغيّرت طريقة حياتهم، وفرضت على الزوالية منهم والمعدومين حظر تجوال في الأسواق، وأجبرت الباقي المتبقي من البقية الباقية لبقايا المزلوطين، على “الكريدي” من المحلات !

الواقع يقول، بأن الـ400 ألف مليار المطبوعة، لم تردم كلّ الحفر التي تعذب المواطنين عبر الطرقات في مختلف المناطق والطرق السريعة والوطنية والولائية، ولم تضمن سيرورة حليب “الشكاير” بلا طوابير ولا تزاحم، ولم ترفع أجور العمال والموظفين، ولم تحافظ على توازن القدرة الشرائية، ولم تحم الدينار من الانهيار !

ليس سبقا لو قال قائل بأن الـ400 ألف مليار، لم تسدّد للأولياء مستحقات أبنائهم المتمدرسين من الدروس الخصوصية، ولم تشتر الدواء لمرضى الأمراض المزمنة، ولم تملأ قفف رمضان بالخير والخمير للمعوزين، ولم تقلّص قائمة “المهرودين” والمعدومين، كما لم تقلص نسبة البطالة، ولم تدفع ديون البلديات والمقاولين، ولم تسرّع من وتيرة إنجاز المشاريع !

الـ400 ألف مليار، لم تـُنزل أسعار السيارات، لا عند المصنّعين ولا عند المركّبين ولا عند بقايا المستوردين “سرّا”، ولا في أسواق “الخردة”، كما لم تـُخفض أسعار الموز والجبن والشيكولاطة المستوردة، ولم تنظم عمليات الاستيراد، ولم تمكّن الأغلبية المسحوقة من أكل دقلة نور واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك وحتى “الجيفة” بأسعار مقتدر عليها من الراتب الشحيح الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع !

نعم، الـ400 ألف مليار، خلال السنة المنقضية، لم تخفّض نسبة العنوسة، ولم ترفع نسبة الزواج وسط الشباب والشيّاب، ولم توقف نزيف الطلاق والخلع، ولم تستحدث مناصب شغل قارة للبطالين، كما لم تخفّف من مجازر الطرقات، ولم تهزّ شعرة واحدة من تنامي “الحراقة” والإجرام والإدمان على المخدرات والمهلوسات وأخواتها في عالم الانحراف !

إذن، أليس من حقّ الرأي العام، قبل الوزراء والخبراء والتعساء والنزهاء والضعفاء والأغنياء والبلهاء والأذكياء والأغبياء، التساؤل بكلّ براءة: أين ذهبت الـ400 ألف مليار؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • HOCINE HECHAICHI

    الحل الجذري لتخلف الجزائر المزمن يكمن في انتخاب "ديكتاتور مخلص" يدخل البلاد فورا في "اقتصاد الحرب" (التي مرت به جميع الدول المتطورة حاليا) الذي أساسه: حكم تكنوقراطي مع صبغة ديكتاتورية، الشعب النشيط، التقشف الصارم ، الاستكفاء (الانغلاق) الكامل ، تنظيم النسل، تنظيف المحيط وغيرها من الإجراءات الجذرية ...وذلك لمدة 10-15 سنة تعقبها جمهورية جديدة (ثانية) ديمقراطية ذات اقتصاد منتج وشعب نشيط ومزدهر.

  • ramzi

    لم تتغير البنية التحتية للجزائر منذ 1999 إلى يومنا هذا بل أمر من ذلك أصبحت كل المدن خراب و تدهورت حوالي 30 سنة للوراء الجزائر العاصمة مبانيها في إنهيار تدريجي وسطها قمامة المدن الكبيرة انهارت أيضا الأوساخ أصبحت علامة مسجلة الطرق الرئيسة محفرة فمابالك بالفرعية أسواق فوضوية مزابل متراكمة لا سياحة تذكر لا في الشمال و لا في الجنوب القدرة الشرائية منهارة جدا ( إلا على السراقين) لا انتاج و لا منتوجية المحسوبية خربت المؤسسات الوطنية و الخاصة الغش في كل مكان هذه هي برامج فخامته التي كان يتكالب عليها الشياتين الله يدمرهم كما أرادو تدمير بلدنا