-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أخصائيون في علم النفس والاجتماع يؤكدون:

50 بالمائة من حالات الرسوب في “البيام” و”البكالوريا” وراءها التخويف

وهيبة سليماني
  • 818
  • 0
50 بالمائة من حالات الرسوب في “البيام” و”البكالوريا” وراءها التخويف
ح.م

حذرت الباحثة في علم الاجتماع ثريا التيجاني، العائلات التي لديها أبناء مقبلون على شهادتي “البيام” و”البكالوريا”، من عواقب التصرفات المبالغ فيها تجاه هؤلاء الأبناء، ومراقبتهم بشيء من التخويف أو الإغراء بالهدايا، وقالت إن على الأولياء فسح مجال المسؤولية الذاتية لابنها المرشح لامتحان مصيري، ومرافقته نفسيا، ومراقبته دون تخويف زائد.

وأكدت التيجاني أن نجاح الأبناء في “البيام” و”البكالوريا” بمقابل مادي أو تشجيعهم على النجاح بإغراءات مالية وهدايا باهظة الثمن، ومغرية، تخلق فيهم مستقبلا الطمع وحب “الرشوة”، واللهث وراء كل ما هو مادي على حساب العلاقات الإنسانية والمصالح العامة.

وقالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، ثريا التيجاني، إن ما يحدث مع تلاميذ “البيام” و”البكالوريا”، خاصة من طرف أوليائهم، من مراقبة مبالغ فيها وتخويف شديد وإغراء بالمقابل المادي، وراء 50 بالمائة من حالات الرسوب في الامتحانات، والسلوكات التي تظهر مستقبلا في تصرفات أبنائهم لاسيما بعد توليهم مسؤوليات ومهام حساسة.

وأوضحت أن المقابل الذي يغري به الأولياء أبناءهم المرشحين لنيل شهادات امتحانات مثل “البيام” و”البكالوريا” وحتى” السيزيام”، يعود على تعاطي “الرشوة”، ويجعل التلميذ الممتحن يتحصل على نقاط جيدة من أجل شيء مادي، حيث يكون حفظه للمادة الذي يمتحن فيها وقتيا وخاصا فقط بساعة الامتحان، كما لا يشعره بالمسؤولية الذاتية، والنجاح المقرون بحب العلم.

وأضافت: “إن التحفيز عندما يكون هدية بسيطة أو شيئا كان يرغب التلميذ في شرائه، أمر إيجابي من شأنه أن يخلق حالة نفسية نشطة ومفتوحة على الامتحان، لكن عندما يكون كمقابل مادي أقرب من الرشوة يخلف عواقب خطيرة وقد يتسبب في فشل الممتحن”.

وفي ما يخص التخويف الزائد للأبناء الذي تمارسه بعض العائلات الجزائرية بهدف نجاح أبنائها في امتحانات نهاية السنة، قالت التيجاني إنه يخلق الرعب والارتباك ويدخل الطفل المقبل على الامتحان في دائرة الهواجس فيشوش ذلك على تفكيره، وهذا التخويف المرضي يعرض فكر التلميذ وجسمه لحالة من الشعور بالإعياء والاضطراب والفشل والألم في بعض أعضائه مثل المعدة والرأس، وبالتالي يمنعه من التركيز المؤدي إلى إخفاقه في الإجابة عن أسئلة الامتحان.

ونصح المختص في علم النفس، الدكتور مسعود بن حليمة، العائلات الجزائرية بمرافقة أبنائهم طيلة السنة الدراسية بشيء من الرفق والدعم النفسي التحفيزي، وقال إن التهرب من مسؤولية المتابعة الإيجابية للأبناء المتمدرسين يدفع هؤلاء إلى الانحراف ويخلق لديهم سلوكات عدوانية ويؤثر على علاقتهم مع الأشخاص.

وأوضح أن التهديد الذي يأتي من الأولياء لأبنائهم مع اقتراب الامتحانات، وجبرهم على النجاح عن طريق العقاب الموعود عند الإخفاق، يدفع التلميذ الممتحن إلى إخراج المكبوتات يوم الامتحان، حيث يصبح لا يفكر في النجاح ولا في أسئلة الامتحان، وبالتالي، يحدث له اضطراب يتبعه خبل وتشويش فكري على المعرفة، وهذا حسب بن حليمة وراء 50 بالمائة من حالات عدم النجاح في الامتحانات المصيرية مثل “البيام” و”البكالوريا”.

وأضاف موضحا: “إن عدم التكيف الدراسي وراءه إما تخويف زائد للتلميذ أو إغراء مبالغ فيه بالماديات مقابل نجاحه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!