.. 70 سنة على اندلاعها

نوفمبر جل جلالك فينا .. بصدق قالها شاعر الثورة مفدي زكريا، بعد أن اتفق مفجرو الثورة على بيان أول نوفمبر 1954 أن تكون الشرارة الاولى لانطلاق حرب التحرير، فلولا تضحية الدم والمال والنفس من مجاهدينا الأبطال ما كان لنا اليوم هذا التحرر من رجس المدمر الفرنسي، لذلك يقول العارفون بخبايا ثورة الجزائر أن مليون ونصف المليون شهيد كانت فقط في الفترة الممتدة ما بين 1954 و1962، أما عدد الشهداء منذ الثورات الشعبية من أجل استقلال الجزائر فقد تجاوز 4 ملايين شهيد تقول بعض الروايات.
اصلا بالعودة فقط الى أحداث 8 ماي 1945 في سطيف وقالمة وخراطة استشهد في يوم واحد أكثر من 45 ألف شهيد، لذلك نجد أن المقاومة الفلسطينية تتخذ من الثورة الجزائرية نموذجا ومثالا يحتذى به في سبيل تحرير الأرض.
إن نوفمبر ليس شهرا كبقية الشهور، بل هو محطة تحول أوقف الأرض عن دورانها مثل ما كانت تريده فرنسا التي فعلت وعذبت واستباحت حرمات العائلات الجزائرية فقط لم تكن وسائل التصوير متاحة كما هو الحال الآن في فلسطين.
كذلك ما يحدث في لبنان من اختراق وخيانة كان موجودا أيضا ابان الثورة الجزائية وعان الثوار كثيرا من حجم الخونة والحركى الذين مالوا الى جانب فرنسا ضد مجاهدي الثورة.
اذن، كلما حل نوفمبر يجب أن ترسخ في أذهان الأجيال القادمة أن هذه الأرض التي يعيشون فوقها سقيت بدماء الشهداء فلا عبث ولا لعب ولا استهزاء بهذا المكسب.